شرح أصول السنة لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: هم

متن الرسالة

قال المصنف -رحمه الله تعالى-: "أصُول السّنة عندنًا": الخرج السنة ومعانيها. من استعمالات لفظ السنة أتما يراد بما أمر العقيدة. فمما لا شك فيه أن أمر التوحيد والعقيدة يأت في أول أولويات وأوليات الدين» فالإنسان لا يكون من أهل الإيمان» ومن أهل ملة الإسلام حتى يكون موحدًا لله عز وجل ومقيمًا لأمر الاعتقاد. والسنة تطلق عند العلماء على عدة اصطلاحات: © فعلماء الحديث: يطلقون لفظ "السنة" ويعنون به ما أثر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم, من أقواله وأفعاله وتقريراته صلوات الله وسلامه عليه.' © وعلماء الفقه: يستعملونما في باب الأحكام الخمسة» فهناك الواجبء والحرامء والمستحب أو السنة» والمكروه» والمباح. فالسنة عندهم هي: "ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها" . © وعلماء العقيدة: يطلقون مسمى "السنة" ١‏ . باعتباره اسماً من مسميات هذا العلم» فهذا العلم الذي هو العقيدة من أسمائه "التوحيد"» ومن أسمائه "العقيدة"» ومن أسمائه "الفقه الأكبر" ومن أسمائه

"أصول الدين" ومن أسمائه "السنة"."

.)١19 /١( وتحرير علوم الحديث للجديع»‎ »)٠١-7 /١/( انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام‎ ١ .)7017 /19( انظر مجموع الفتاوى‎ ١

ولذلك ألف من ألف من العلماء وأسمى كتابه باسم السنة» ومن ذلك:

.١‏ السنة للإمام أحمد بن حنبلء المتوق سنة 4١‏ اه."

5 أفيؤل القف له ايها وهي الرسالة التي بين أيديناء واعتبر أهل العلم هذا المتن من أهم المتون في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة والتي ضبط المصنف فيها مذهب السلف الذي يخالف أهل البدع» مع تحرير أصول عقيدة الفرقة الناجية؛ قال ابن جبرين: "من أشهر المتون المختصرة التي كتبها السلف رضوان الله عليهم في العقيدة: متن (أصول السنة), لإمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى» وقد بين فيه مذهب أهل السنة في أبواب الإعان والقدر والصحابة وغيرهاء ولذا كان جديراً أن يُهتم به» وقد عن به كثير من العلماء ".4

. شرح السنة» للمزق» المتوق سنة 515 ١ه.”‏

؛. السنة» لابن أبي عاصم.ء المتوق سنة /1م اهأ

ه السنةع لعبد الله بن أحمد بن حنبل» المتوق سنة عم"

رسالة"السّنة" المعروفة برسالة الإصطخري: رواها ابن أبي يعلى في"الطبقات" /١(‏ 4 ؟5-5؟) وهي رسالة جامعة لعقيدة أهل السنة والجماعة.

5 انظر شرح أصول السنة لابن حبرين /١(‏ حتى قيل في هذه الرسالة"ما لو رحل رحل إلى الصين في طلبها لكان قليلا" انظر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى .)١5١ /١(‏

ه حافظ كبير إمام بارع متبع للآثار كثير التصانيف وكان ثقة نبيلًا معمرًا من مصنفاته: كتاب"السنة" في أحاديث الصفات" انظر سير أعلام النبلاء /١(‏ 0٠57)؛‏ البداية /١1(‏ 5/84). واعتنى المصنف ببيان طريقة السلف وحرر فيها اعتقاد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات» وعبادة الله عز وحل» وحق الرسول صلى الله عليه وسلم» وحق الصحابة رضي الله عنهم وبين مكارمهم ومنزلتهم وفضلهم, وحق الأولياء والأئمة» وإصلاح المجتمع؛ والبعث والنشور» وطاعة ولي الأمر» والإمساك عن تكفير أهل القبلة» ولكن" المراد بالسنة هنا ما يعتقد, فلا تدل في سنن الأفعال". بتصرف انظر اعتقاد أهل السنة (*/ ؟) لان حبرين.

5 يعد الكتاب من أوائل كتب أهل السنة» حيث سلك المصنف رحمه الله في تأليفه مسلك المحدثين في سوق الأحاديث بأسانيدها تحت تراجحم دالة على المعنى المراد. وهذا الكتاب يتناول عددًا من موضوعات العقيدة؛ كبعض المسائل في باب أسماء الله تعالى وصفاته والرد على الجهمية» وباب الإبان والرد على المرحئة والخوارج» وباب القدر والقدرية» وفتنة الدحال» وعذاب القبر» وغيرها من المسائل» وطريقته

أنه يذكر في كل مسألة عددا من الأحاديث والآثار ويعتنى بنقل أقوال والده.

؟ . وتطلق السنة في جانب من جوانب العقيدة في مقابل البدعة» فهناك السنة ويقابلها البدعة ."

والكتاب الذي بين يدينا يحمل هذا المسمى وسنشرح-بحول الله-. بعض ما تضمنه من قواعد وأحكام هي تتناول هذه الجوانب من جوانب العقيدة.

المعن قال المصنف-رحمه الله تعالى--: "التَّمَسسّك بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وَسلم والاقتداء بهم". الخبرج أصحاب النبي وَليِهِ هم أفضل الأمة على الإطلاق» ومحبتهم من كمال الإبمان» وبغضهم والوقيعة فيهم من علامات أهل البدع» وقد وردت نصوص كثيرة تبين فضل أصحاب الني قله وف هذه النصوص شهادة لهم بفضلهم ومكانتهم ووجوب التأسي والاقتداء بمم» وحسبك أن الله شهد لهمء وشهد لحم رسوله صلى الله عليه وسلم» وشهد لهم خير قرون هذه الأمة» ومن هذه النصوص ما يلي: أولّا: الأدلة على فضل الصحابة من القرآن الكريم: - قال تعالى: [وَالستَابفُونَ الأَوَلُونَ مِن الْمْهَاجِرِينَ وَالأَنْصَار وَالَذِينَ ابَعْوهُمْ بإِحْسَانٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ حم جَنّاتٍ بَحْرِي مها الأَنْهَارُ حَالِدِينَ فِيهَا أ ذَلِكَ الْمَوْرُ الْعَظيمُ] [التوبة الآية: .]١٠٠١‏ فأصحاب النبي خيرُ هذه الأمة» والله تعالى قد رَكاهم في كتابه وأمرّ بلزوم سبيلهم؛ فرضي الله

عن السابقين من المهاجرين والأنصار رضاءً مطلقا بدونٍ قيد» ورضي عنهم بعدهم رضاءً

بدا

مقيّداً. مقيّداً بأي أمر؟ باتباعهم بإحسان لإْوَالِذِينَ الْبَعْوهُم بِإِحْسَانٍ».

انظر مجموع الفتاوى /١9(‏ 7017).

وانظر إلى هذا القيدء وهذا الشرط لأوَالَدِينَ اتَبَعْوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا [التوبة: .]٠١٠١‏ فالله تعالى في هذه الآية أخبر بأنه رضي رضاء مطلقًا بدون قيد عن هؤلاء السابقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمء ورضي عنا بقيد وهو اتباعهم. - وقال تعالى: [ مُحَكَدٌ ر. محر الل ولريع دازيد راهني لذو ر َحمَاءُ بَيْنَهُمْ ترَاهُمْ ركُعَا سجُدًا يبتَكُونَ قَضلًا من الله ه وَرِضُوَانًا سِيمَاهُمْ في وُجْوجِهِمْ مِنْ أُثْرٍِ السّجُودٍ ذَلِكَ مََلُهُمْ في امور وَمكَلُهُمْ في الإجيل كَرْع أخرج سَطأَه فار مَاسْعَؤْلَظَ فَاسْئَو لاسر يُعْجِبْ الزُرَاعَ لِيَغِيِظ يِحِمْ الْكُمّارَ وَعَدَ اللّه الَّذِينَ آمَُوا وَعَمِلُوا الصَّالَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَة وَأْرًا عَظِيمًا] [الفتح الآية: 9؟]. - وقال تعالى: لوَانّذِينَ جَاءُوا من بَعْدِهِمْ و1 نا اغَفِرٌ لَنَا وَلِإِحْوَاتِنا الَّذِينَ سَبَقُونا بالْإِمَانٍ ولا بْعَل في قُلُوبنَا غِلا لََذِينَ آمنُوا ربا إِنَّ رَهُوفٌ يُحِيمْ4 [الحشضر الآية 1 | .. قال الإمام مالك بن أنس: "من يبغض أحدًا من أصحاب النبي كله وكان في قلبه عليهم غل» فليس له حق في فيء المسلمين ثم قرأ قول الله سبحانه وتعالى ‏ [مَا أَقَاءَ الله عَلَى رَسُوِلِهِ مِنْ أَهْلِ الْقرَى) [الحشر الآية: 0]» إلى قوله [ِوالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِم) [الحشر الآية: .]٠١‏ وذكر بين يديه رجحل ينتقص أصحاب رسول الله قل فقرأ هذه الآية: [ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَفِدَاءُ عَلَى الْكْفّا ]1 إلى قوله: ١‏ لِيَغِيظَ يم الْكُمّارَ) [الفتح الآية: 8 ثم قال: من أصبح من الناس في قلبه غل على أحد من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فقد أصابته الآية"(9). - وقال تعالى: ومن يُشَاقِقٍ الرَسُولَ من بَعْدِ ما تَبَيّنَ لَه الدَى وَيتَِعْ غَيْرَ سَهِيلٍ الْمُؤْمِنِينَ تُوَلَهِ ما تَولّ وَنْصْلِهِ حَهَنّم ' 0000 [النساء الآيةزه .]١١‏

(:) شرح السنة للبغوي (9/1؟7).

فنهى الله سبحانه وتعالى عن الافتراق عنهم. فإذا لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصدق عليهم وصف الإيمان» فعلى من يصدق وصف الإيمان؟ إذا لم يكن هؤلاء الذين قاموا بنصرة الإسلام» والقيام بشأنه ونشره شرقًا وغربًا هم أهل الإبهان» فمن يكون أهل الإيمان بعد ذلك؟!

ولذلك خير هذه الأمة بعد نبيها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

انيًا: أدلة فضل الصحابة من السنة النبوية:

- عن أبي موسى رضي الله عنه. قَالَ: صَلَِّنا الْمَغْربَ م مَعَ رَسُولٍ الله قله 2 قُلْنَا:

7 حَلَسْنًا حَقٌّ تُصَلََّ مَعَهُ مَعَهُ 55026 قال فييك فَحَرَجٌ عَلَيْنَاء فَقَالَ: «ما 3 هَاهًُا؟» فُلْنًا: رض رَشُوَلَ الله صَلينا مَعَكَ الْمَغْرب» ته قُمَا: يك كح حَقٌّ تُصَلََّ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ والمه أو أَصِبْتمْ مَبْنُمُ» قَالَ فَرَقَعَ رَأَسَهُ إِلْ السَمَاءٍء وكَانَ كثيرا ا يَفَعُ رأَسَهُ 5 إِلَ السَمَاءٍء فَقَالٌ: 0 مه إلنكتماي فإذًا دهيف التخوم أت القنهاء كا توعنه: وآنا

- وعَنْ أبي سَعِيدٍ الحُدْرِيّ رضي الله عنه عَنِ النَّينَ و قَالَ: " يَأ عَلَى النَّاسٍ

زقاذ» تخزو يكام ين الأس» تبذال :فيكم هن وك وطول الثر تفرارت: لعن تفع

َم نه يَخْرُو فَِامٌ مِنَ النّاسِء مَيْمَالُ ُمْ: فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صّحب رَسُولَ الله و؟ فِيَقُولُونَ:

ا مِن النَّاسِء فَيْقَالُ لَُمْ: هَل فِيككُم مَنْ رَأى مَنْ صَحِب مَنْ صّحب رَسُولَ الله فَيَفُولُونَ: نَعَمْ م فَيِفْئَخ َم" .)١1١1١‏

)٠١(‏ أخرحه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب بيان أن بقاء البي كله أمان لأصحابه؛ وبقاء أصحابه أمان للأمة (1951/5 رقم 5581).

)1١(‏ أخرجه البخاري كتاب أصحاب الني قلع باب فضائل أصحاب النبي َل (5/؟ رقم 5149). وأخرحه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلوهم ١957/5(‏ رقم .)١595‏

.2 ل رضي الله عنه قَالَ: سُهِل انين قل عي النَّاسٍ حَيرٌ؟ َال ١‏ كَرَيْ #الْذِيخ يلوتقة». © ديق يلوتقة 26[ كوة:تشيق شَهادة أعيمم عي وَكِيِنَةُ شَهَادَئَهُ .)١7("‏

0 خْصَّيْنٍ رَضِي الله عَنْهُمَاء عَنٍ النَِّنَ 85 قَالَ: ا الْذِينَ ريو نه الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عدراق قَمَا أَذْرِي: كَالَ المي يه بَعْدَ مَرتَيْنِ لان يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلآ يُسْتَشْهَدُونَ وَيَخُونُونَ ولآ ل وَيَنْذرُونَ ولا

نَ» وَيَظْهَرُ فِيهمٌ السّمَنُ .)١("‏

- وعَنْ أن سَعِيدٍ الحُدْرِي رَضِيّ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَالَ المي كع : «لآ تَسُيوا حَدَكُمْ لك نَقَقَ مِثْلٌ 5 دَهَبًا ما َلْعّ م مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلآ نَصِيفَةُ» (5 .)١‏

ثالمًا: الأدلة فضل الصحابة من أقوال السلف:

5 ل ل لم اا الْعِبَادِ بَعَدَ قَلْبِ م فُوَحَدَ قُأُوب صْحَابه 3 قُلُوبِ الْعبَادِ عل م وُزَرَاءَ بيه 5 على ويبده قا رأى المشلغوة عست هو عِنْد الل حسق وما رأزا سكا قفو عند الله عترم - 1

- وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: "مَنْ كَانَ مُسْتَنًا فَلَيَسْنّ بمَنْ قَدْ مَاتَء أُولَيِكَ

هو- ع

دس طنته حخ #0( سهر 2 1 ا رع بره 2 000 0 صْحَابْ حُحَمَدٍ صَلِهِ كَانُوا حَيْر هَذِه الْأمَةَ أَبَبَهَا قُلُواء وَأَعْمَقَهَا عِلْمّ وَأَقَلَّهَا تَكلْمّاء قَوْمْ

ا

.)558/ رقم‎ ١١ 4/( أخرجه البخاري كتاب القدر باب إذا قال: أشهد بالله» أو شهدت بالله‎ )1١(

وأخرحه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ١977/5(‏ رقم 5581). )1٠(‏ أخرحه البخاري كتاب أصحاب النبي كله باب فضائل أصحاب النبي لع ١/5(‏ رقم .)555٠‏ وأخحرحه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ١975/5(‏ رقم .)١585‏

(15) أخرحه البخاري كتاب أصحاب النبي وليه باب قول النبي ييه: «لو كنت متخذا خليلا» (8/5 رقم 3507). وأخرحه مسلم كتاب فضائل الصحابة 4 5 باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم ١951//4(‏ رقم ٠51؟).‏

.)35. أخرحجه أحمد بسند حسن (15/5/ رقم‎ )1١(

اخْتَارَهُم اللَّهُ لِصخبة تيه 25 وَنَقْلٍ دينه فُتَشَبَّهُوا بأ خلاقِهُم وَطَرَائِقِهِمْ فَهُمْ كَانُوا عَلَى مدي المشتقيه "13 .)١‏

- وقال الشعبي: قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى وقيل للنصارى: من خير أهل 1 قالوا: أصحاب عيسىء وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم

قالوا: أصحاب محمد. لم يستثنوا إلا القليل» وفيمن سبوهم من هو خخير ممن استثنوهم

بأضعاف مضاعفة" .)١7(‏

- وقال الطحاوي رحمه الله: "ونحب أصحاب رسول الله ولع ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم؛ ونبغض من يبغضهم. وبغير الحق يذكرهم, ولا نذكرهم إلا بخير» وحبهم دين وإمان وإحسان, وبغضهم كفر ونفاق وطغيان"(18١).‏

- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلويهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله وَةِ كما 0 الله به في قوله تعالى: وَالَذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِجِمْ يَقُولُونَ ربا اغْفِْ لَنَا ونا الَّذِينَ سَبَُوَا ِالْْمَانِ ولا بْعَلْ في ُلُوبنا غِل لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَنَا إِنّكَ رَؤُوففٌ رَحِيمْ) [الحشر الآية: ٠‏ 5 وطاعة للبي كَل في قوله: ((لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) .)١9(‏ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((والواحب على كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أن يكون أصل قصلده توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له» وطاعة رسوله» يدور على ذلكء ويتبعه أين وحده. ويعلم أن أفضل الخلق بعد الأنبياء هم الصحابة» فلا يتتصر لشخص انتصارًا مطلقًا عامًّاء إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا لطائفة انتصارًا مطلقًا عامّاء إلا للصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

.)؟١5/١( وشرح السنة للبغوي‎ .)705/١( حلية الأولياء لأبي نعيم‎ )1١( .)١559/8( شرح أصول الاعتقاد للإمام اللالكائي‎ )1(

(19) العقيدة الطحاوية (ص: .)56١‏

(19) العقيدة الواسطية (ص: .)١١٠‏

فإن الحدى يدور مع الرسول حيث دار» ويدور مع أصحابه دون أصحاب غيره حيث داروا؛ فإذا أجمعوا لم يجمعوا على حطأ قطء بخلاف أصحاب عالم من العلماء فإنهم قد يجمعون على خطأء بل كل قولٍ قالوه ولم يقله غيرهم من الأمة لا يكون إلا حطأ؛ فإن الدين الذي بعث الله به رسوله ليس مُسَلَمَا إلى عالم واحدٍ وأص حابه؛ ولو كان كذلك لكان ذلك الشخص نظيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شبيه بقول الرافضة في الإمام المعصوم.

ولا بد أن يكون الصحابة والتابعون يعرفون ذلك الحق الذي بعث الله به الربسول» قبل وجود المتبوعين الذين تنسب إليهم المذاهب في الأصول والفروع, ويمتنع أن يكون هؤلاء جاءوا بحق يخالف ما جاء به البسولء فإن كل ما خالف الرسول فهو باطل» ومتنع أن يكون أحدهم علم من جهة الرسول ما يخالف الصحابة والتابعين لحم بإحسان, فإن أولئك لم يجتمعوا على عالق قلاند أن يكو قولة: إن كان هدق

0

عونا هخود اتغانا يحاي :نه الرسسكو ل »مكو ا تفكه :كلانه وكل قول قِيلَ في دين الإسلام» مخالف لما مضى عليه الصحابة والتابعون» لم يقله أحد منهم بل قالوا حلافه» فإنه قول باطل. '"

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((فقد تبين أن الواحب طلب علم ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة» ومعرفة ما أراد بذلك كما كان على ذلك الصحابة والتابعون للحم بإحسانء ومن سلك سبيلهم؛ فكل ما يحتاج الناس إليه في دينهم» فقد بينه الله ورسوله بيانا شافياء فكيف بأصول التوحيد والإيمان» ثم إذا عرف ما بينه

الرسول نظر ف أقوال الناس» وما أرادوه بكاء فعرضت على الكتاب والسنة)). "١‏

قال ابن القيم: "قَالَ السَافِعِيْ-رَحِمَُ الله-فِ رِسَالَيهِ الْبَغْدَادِيّة الي رََاهَا عَنْهُ الْحَسَنٌ بْنُ َمَدٍ البَعْمَرَاوك وَهَذَا لَنْظُه: وَكَدْ 0 الله 1 اا ع امتكاف فول الحم انا عرص حا ع هه 0 ل الليحعجلى الله عليه

مِنْ الْمَْرٍ ما 0 كل د بَعْدَهُمْ فَرَحمَهُمْ الله وَهَنََهُمْ 5 آتَاهُمْ منْ ذَلِكَ لوغ أَعْلَى 1 المت وق #الشية او لغيه كا لتنا مد تشول ا المعدكان اللفله

.558-551 منهاج السنة ج9/‎ ٠ .١07 /5 57 مجموع الفتاوى‎ ١

وَسَلَّم- وَشَاهَدُوه وَالْوَحْيْ يَنْلُ عَلَيْه َعَلِمُوا ما أََادَ وَسُولُ الل -صَلَى الله عَلَيْه وَسَلّمعَامًا

وَخَاضا وَعَزْمَا وَإرْشَادًاء وَعَرَقُوا مِنْ سُنَتِهِ مَا عَرَْنَا وَجَهْلِنَاء وَهُمْ فَوْقَنَا في كُلّ عِلْم وَاجْتِهَادٍ

وَورَعَ وَعَفْلٍ وَأَمْرٍ مر أسْئُدْركٌ به عِلْمٌ وَاسْ تبط به وَآرَاقْهُمْ لَنَا أَحْمَد وََوْلى بنَا مِنْ 00 عِنْدَ

الطاو لون بزتي رضحي احا ربوا مك وا ويفا ) إطائرا رقو لوم

الام لوؤي شكة إل قوف :إن اجتمكواء ا ا وم ترج عَنْ أقَاوِيلِهِمْ» وَإِنْ قَالَ أَحَدُهُمْ و بحَلِفْهُ عَيْرُ أَحذنًا بمَؤله'.

-

وَلَمّا كان أئ الصّحَابَةِ عِنْدَ الشَّافِعِيٌ حَذِهِ الْمََا مَكَابٍَ قَال ف ف الَْدِيدٍ في كناب رض ف مِيراثِ الْحَدٌَ وَالْإِحْوَةٍ: "وَهدًا مَذْمَتْ تَلْمَّيْئاهُ عَنْ رَيْدِ بْنِ نَاِتِء وَعَنْهُ أَحَذَنَا أَكْثرَ الْمرَائْضٍ وقَالَ: 'والْقِيَاسْ عِنْدِي قَثْلُ الراهب لَوْلَا مَا جاء عَنْ أبي بكْرٍ-رَضِي الله عَنّة- ". فَمَركُ 5 القِيّاسٍ لِقَول الصّديق

هو- 0 6

وَقَالَ في روايَة الربيع ع 'وَالِْدْعَةُ كُمَا َالَف كتابًا أو سُنََ رَسُولٍ اللَّهِ-صَلَّى الل عَلَيْه وا فَجَعَلَ ما خَالَفَ قَوْلَ المّحَايٌ بِدْعَةَ" وَدِكْرُ نُصُوص الشَافِعِيَ عِنْدَ ذِكْرٍ ترم الْمَنْوَى

بخلافي مَا أَفْى به الصَّحَابَة وَوُحُوبُ اتَّبَاعِهِمْ في فَتَاوِيهِمْ وَأَنْ لا يَخْرْجَ من جْثلة أَقوَائيِةْ وأَنَ

الْأَئمَةَ مُتَفِقُونَ عَلَى دل "وانمق وتل الفتكيكا لفتتيفانة أخذ والمتمكوة أن أَحَدًا بمّنْ بَعْدَهُمْ لا يُسَاوِيهِمْ في رَيهِمْ

داو

وَكيْفَ يُسَاوِيهِمْ وَقَذ كَانَ أَحَدُهُمْ يَرَى التأي رل إذفررة يْوَافَمَته؟ كما َأَى عْمَرُ 5 اماق

0 تُضرّب أَعَتَاقُهُمْ مزل الْقُآنُ بُواقَقيد؛ ورأى أنْ َكب نساء انم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

هََ آ20

مَ-فَتَرَلَ الْعَآنُ يَوَافَمَته وَرَ أى : يَتُخِلَ مِنْ مَعَام إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى فَنَرَلَ الْهُرآنُ ُوَافَمَته؛ قال لِتساءٍ اتن -صَلَى الله عَليْهِ وسَلَّم- لكا تمعن ف الْيْرة عَلَيِْ (حَسَى رَله إِنْ طلَفْكُنٌ تر زو كاسم ا مُؤْمِئَاتٍ 1 [التحريم: 5] فَتَيَلَ الْقُرَآنُ بمُواقَقَيه 0

22

تُوْقّ عَبَدُ اللّه : سُولٌ اللَهصَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّملِيُصَلَّيَ عَلَيْه فَقَامَ عُمَرُ فَأَعَدَ كَوْيهِء فَقَالَ: يا وَسُولَ الله نه ل دوا اللا علي شل قا نيل

اللَّهُ عَلَيْهِ: 1 نص عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدَا ولا تَقُمْ عَلَى قَبْروِ [التوبة: 8].

اي ل م قُرَيْظَة: إن

ع 2

أنْ تُقْمَلَ "مُفَاتلتَهُْ وَشُسى ذَرَيَاتْهُمْ وَثُعْتَمَ أَمْوَاحُْ فَقَالَ النَينُ ة اللفي وقمك ((لَقَدْ حكنت فيهم بعكم اللَّهِ مِنْ فَْقِ سَبْع سماواتٍ)).

وَلَعَا احْمَلَقُوا إِلَ ابْن مَسْعْودٍ شَهْرَا في الْمُمَوَضَةٍ قَالَ: أَقُولُ فيا برأبِيء فَإِنْ يَكْنْ صُوَابا َمِنْ الله وإِنْ يكُنْ حطأ في وَمِنْ الشَّيْطَانِء وللَّهُ وََسُولَه بَرِيءْ مِنْه أَرَى أَنَّ ها مَهْرَ نِسَائِهَا لا وَكْس ولا شَطَطء وَطَا الْميراث؛ وَعَلَيْهَا الْعِدَّم فَقَامَ ناس مِن أَشْجَع فَمَالُوا: نَشْهَدُ ا م-قَضَى في امْرَاةٍ ما يُقَالُ طنَا بروَعَ بِنْتْ وَاشِقٍ مِثْلَ ما قَضَّيّت به فَمَا فرِحَ ابْنُ ف ا 0

وَحَقِيقٌ بمَنْ كَانث آرَاؤْهُمْ بَذِهِ امن أن يَكُونَ رَأيهُمْ لَنَا حيرا من رَأَْنَا لأَنْفْسِنء وَكيِفَ لا وَهُوَ اليأي الصَاوِرُ مِنْ قُلُوبٍ مملَِة توا وَإِمَانَا وَحِكْمَةً وَعِلْمَا ومَعْرفَةَ وَقَهُما عَنْ الل وتشولة ونَصِيحة لام وَفلُوبِهُمْ على كلب بيهم ولا وايسطة بَْنهُمْ وبين وهُمْ يَنْقْلُونَ

وَالْإِمَانَ مِنْ مِشْكَاة النبوَةِ عضا طربًا 4 يَسْبْهُ إِشْكَالُ و1 يَسْبْهُ حلاف و1 تُدَنْسَهُ

مُعَارَضَةٌ فَقِيَانْ أي غَيْهِمْ بآرَائهم مِنْ أَفْسَدٍ د الّقيَاسِ" 1" فأهل السنة يتميزون باعتقادهم أن الصحابة-رضوان الله عليهم- ْم يكن أحدٌ منهم على بدعة» وما غُرفوا بذلك برغم ظهورٍ بعض الفرق فْ زمانهم كا خوارج والقَّدَرِيَة والشيعة ونحو ذلكء, ومع ذلك ما عُرِفَ عن أحدٍ من أصحاب النبي أنه قد حادٌ عن هذا الطريق. ونؤمنٌ بأن أصحاب النبي كما وصفهم ابن مسعود حينما قال: "من كان مُسْتَناء فَلْيَسْئنٌ من قد ماثء فَإنَّ لحي لا تؤمن عليه الفتنة" وكما أَيْر عنه حيث قال: "إنا نقتدي ولا نبتدئ»

إل را

ونتبع مم ولا نبتدع . وقد نمى عن الافتراق عن هذا الطريق وهذا السبيل» والمعالم بحمد لله تعالى واضحة؛ مرحعيةٌ استقامَ عليها الأوائل وحفظوها لنا بأسانيدها الصحيحة الثابتة ونقلوها لناء وأصبحت-بحمد

5 إعلام الموقعين /١‏ 514". "١‏ أخدريحةه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة /١(‏ 955)

الله تعالى -ميراثاً سليماً من كل بدعةٍ ومن كل شائبة يتوارثه أهل السنّة جيلاً بعد حيل» وينقله الخيازٌ من هذه الأمة, ينقله ورثةٌ الأنبياء لك حيلٍ من هذه الأجيال. فلذلك لا عجب أن يتسمٌ هذا المنهج بثباته وعدم اضطرابه ولا عجب أن يتسمّ هذا المنهج بلزوم كلام الله وبلزوم كلام رسوله؛ ولا عجب أن يستمرٌ هذا الإسناد محفوظاً جيلاً بعدَ فهذه هي مرجعيةٌ أهل السئًّة التي بحمد الله تعالى تُقلِت لنا في كتب الاعتقاد» ولزِمّها أهلُ السنّةِ على مدى هذه الأزمانٍ وعلى هذه الأعصار.

قال ابن تيمية: كان اليُمْرِيُ يَقُولُ: "كان عَلَمَاْنَا يَقُولُونَ: الاعْتِضَامٌُ بِالسُنَةِ هُوَ النَّجَاةٌ" 4

وََالَ َالِكٌ: "الشنَةُ سَفِيئَةُ وح مَنْ ركِيَهَا كاوق كل عنها عرف" .نم

00

وَذَلِكَ أن السْنَةٌ وَالشّرِيعَة وَالْمِنْهَاجٍ: هُوَ الصّرَاطٌ الْمُسْتَقِيمُ الّذِي يُوَصلْ الْعِبَادَ إل اللّه.

31

وَالئَسُولُ: هُوَ الدَلِيل اَادِي الريث في هَذَا الصَّرَاطٍكمَا قَالَ تَعَالى :«إإنَا أَرْسَلْتَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشّرًا وَتَذِيرًا وَدَاعِيًا إل اللّهِ بِإذْنهِ وَسِرَاجًا مُنيرٌ؟» [الأحزاب 45] .وَقَالَ تَعَالَ :للْوَإِنكَ تَهْدِي إِلّ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطٍ الل الَذِي لَهُ ما في السَمَاة وَاتِ وَمَا في | الْأَرْضٍ ألا إلى الله

اه [الشورى *5»؟د] وَقَالَ تَعَالَ :وَأَنَ هذا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَعُوهُ ولا تتَعُوا السْبل فَتَمَرَقَ بِككُمْ عَنْ سَبِيلِهِ؟ [الأنعام +6 ]١‏

00 ا عط لها :يطول اللو اسك نعليو وجل كما © قال: »هذا سَبِيلُ لوده © خط قد خطوط 2 ينه وَعَنْ ماله كَالَ: » هَذِهِ سُبْلْ-قَالَ يَزِيدٌ:

4 مجموع الفتاوى (5/ 17ه). ذم الكلام للهروي (5/ )8١‏ وانظر مجموع الفتاوى (5/ 517).

مُتَقَرَقة-حَلَى كُلّ سَبيلٍ مِنْهَا سَيْطَانٌ يَدْعُو إلَيْهِ .<«ث قَرَا :«إوأن هذا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا َاتْعُوهُ ولا تتّْعُوا السْبُل فَتَفَدَقَ بَككُمْ عَنْ سَبِيلِه4 [الأنعام ]١‏ 910" ؟

والجماعة هي من جمعت أربع حصال:

.عامجإلا-١‎

؟ -عدم الفرقة.

«-المنهج المتبع.

-القدوة.

والطائفة الناحية قد توفرت فيها هذه الأمور» فهي مجتمعة على الحق المدلول عليه بنصوص الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح, وهي غير متفرقة لاعتقادها لزوم الاحتماع على إمام» وهي ذات منهج واضح المعالم محدد الغاية» وقدوتمم هم أفضل وخيار هذه الأمة؛ وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان ممن رفع الله مقامهم وأعلى قدرهم, كما قال تعالى: «وَالِسَابِقُونَ الْأَولُونَ مِن الْمْهَاحِرِينَ وَالْأَنصَار وَالّذِينَ انَبَعْوهُم بِإِحْسَانٍ بَضِي الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْةُ [التوبة: .]٠٠١‏

وقال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: «خير القرون قرنيء ثم الذين يلونهمء ثم الذين يلوتهم». 7"

وقال عنهم لما سئل من هي يا رسول اللّه؟ قال: « ما أنا عليه وأصحابي5؟١»‏

وكل هذا يؤول إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «من كان على مثل ما أنا عليه

وأصحابي«. وفي رواية: »هى الجماعة». ٠١٠.‏

“' أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم )4١47(‏ (7/ 700 وقال الألباني صحيح انظرء السنة لابن أبي عاصم (ومعه ظلال الجنة في تخريج السنة بقلم: محمد ناصر الدين الألباني) /١(‏

"'مجموع الفتاوى؛/ 7ه-/اه

*"تقدم تخريجه

''تقدم تخريجه

'"تقدم تخريجه

المتن قال المصنف-رحمه الله تعالى-: "ترك البدع وكل بدعة فَهِيَ ضَّلالة". الشرح بعد أن بيّن المصنّف-رحمه الله تعالى-وجوب لزوم السنّة» وأن طريق السنّة هو لزومُ طريقٍ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, فمَن أرادَ الاستقامة على شرع الله عز وجل وعلى دين الإسلام فعليه بالتمسكِ بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك إنما يكون بماا كان عليه فهمُ السلفٍ الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين. ذكرٌ المصنّف هنا ما يقابل السنّة وهي البدعة» والبدعة في أصل اللغة: الشيء المبتدّع هو الشيء المخترع على غير أَثر سابق''؛ أو على غير مثالٍ سابق» ومن هذا المعنى قوله تعالى: هفل ما كنث بِذْعًا مّنَ الرُسّْلٍ#[الأحقاف:1] فالنبي صلى لله عليه وسلم لم يكن أولٌ الرسل وإثنا قد كان من قبله عدة كبية من أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم. وهكذا قول الله تعالى: مإبَدِيعُ السَّمَاوَاتٍ وَالأَرْض [البقرة:١]‏ أي أن الله عز وجل خلق السماواتٍ والأرض على غيرٍ مثالٍ سابق» فهذا معنى البدعة في اللغة. والشيء المبتدّع يطلق على أمرين: الأمر الأول: أمرٌ مبتدّع في أمور الدنيا كالمخترعات التي يخترعها البشر في مصالح دنياهم.

والأمرُ الثاني: الأمر المبتدع في أمر الدين.

'” انظر الاعتصام للشاطبي /١(‏ 7”5177)

فما يتعلق بأمرٍ مصالح الناس من مخترعاتهم كوسائلي تنقلاتمم وما يتعلق بمساكنهم» وما يتعلق بأدواتحم ونحو ذلك؛ فهذا لا شأنَ له بهذا الأمرء وَإِنما الكلامُ هنا عن الابتداع في الدين.

ومعلومٌ أن الابتداع في الدين أمرٌ محيّم؛ والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا وقال: ((وإياكم ومحدّثات الأمور فإن كل محدَثةٍ بدعة» وكل بدعةٍ ضلالة"")) فما استنى النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من البدع» ولا حجة لقائلٍ في قول عمر

العم

رضي الله عنه في شأنٍ التراويح: "تعيت البائعة هي

فالتراويح لم تكن أمراً على غير مثالٍ سابق فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه التراويح ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رأفةَ ورحمة بأمته لم يستمر بحم حشية أن تُفْرَضَ عليهم؛ فالتراويح لم تكن أمراً مبتدّعاً من الناحية الشرطية واسعمال: عر ذه اللفظة انهو الستسمال مق حدينت الس اللفوي :لا أكثر 4"

فالبدع منهيئٌ عنها جملةَ وتفصيلا» وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ” '))» والناس لم يبتدعوا بدعةٌ قط حتى تركوا من السنّة مثلهاء فهذا هو الواقع المعاّش؛ أنه ما أحييت بدعة إلا

0

وأميتت سنَّة» والإنسان عليه أن يسألّ نفسه هل استطعنا أن نقومٌ بالواحباتِ كما ينبغي وبسنن النبي صلى الله عليه وسلم كما كان ينبغي وبقي عندنا فضلا وزيادة من الوقتٍ والجهد لنبحث عن زيادة على تلك الواحبات وتلك السنن؟!.

""انظر: مسند الإمام أحمد» مسند الشاميين» حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه» حديث رقم 215/817 وقال الشيخ الألباني حديث صحيح في السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم 18؟/ 75ه.

""انظر: موطأ مالك» كتاب الصلاة في رمضانء باب: ما جاء في قيام رمضان» حديث رقم 49؟ وأخرجه البخاري بلفظ نعم البدعة هذه في كتاب التراويح» باب من قام رمضانء» برقم .١8/8١‏

؛" انظر الفتاوى الكبرى لابن تيمية (؟/ 47)» والشاطبي في الاعتصام .)55٠١ /١(‏

*"انظر: صحيح البخاري كتاب الصلح, باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود» حديث رقم ”51١7‏

أعتقد أن جواب كل واحدٍ منّا أننا على تقصيرٍ كبير في شأن الواحبات وتفريط أكبر في شأنٍ السنن والنوافل» والواحدٌ من لو تأملّ في صلاة الفريضة كيف اها وكين ضلاها لبكن .على اله وعلك 'نفسه من تقضيرة في أداتها وبالتاق هل الناس استطاعوا أن يؤدُوا الواحبات والسئن لينتقلوا بعد ذلك إلى أمورٍ أخرى؟

فما بالك إذا كان إِحياءٌ البدعة حتماً ولابد أن يكونّ في مقابله إماتةٌ للسنّة فأولئك الذين يبتدعون في الأذكار بعد الصلوات كالذكر الجماعي؛ لما انشغلوا أو شغلوا تلك الأوقات بأذكارٍ جماعية كان هذا في مقابل إماتة السئّة الي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم في ذكره بعد الصلاة.

فما داموا شغلوا تلك الأوقات بتلك البدع كان في مقابل ذلك إماتةٌ للسنّة وهكذا فقِس؛ كلما أحييّت بدعة أُمِيت في مقابلها سئَّة فهذا مما يدل على أن من شرٌ هذه البدع ومن خحطرها أن فيها إماتةٌ للسنّة» ويصل الحال ببعضهم إلى أن يرى السنّة بدعة والبدعة سنّة لأنه أَلِفَ البدعة ونشأ عليها وما يُوْنّى إليه بأمرٍ

من السنّة ينكره ويرى أنه هو البدعة فتنقلث عنده الموازين."7

المتن

قال المصنف-رحمه الله تعالى-: "وترك الْخُصُومَات فى الدّين".

الخصومة: هي لحاجٌ في الكلام ليستوفي به مالاً أو حمًا مقصودّاء وذلك تارة يكون ابتداءٌ أو اعتراضاء بخلاف الراء فَإنّه لا يكون إلا باعتراض على كلام سبق

والخصومة نتيجة طبيعيّة للجدال والمراء والمتوض في الباطل.

'" انظر الاعتصام للشاطبي )٠١ /١(‏

وهذه الخصومة يعني كما الخصومة بالباطل أو بغير علم» فصاحبها مُتوعد بسخط الله تعالى؛ فقد أحرج الإمام أحمد وأبو داود والحاكم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهماء أنَّ انبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث له: ((ومّن خاصّم في باطل وهو يعلمه» لم يزل في سخط الله حتى ينزع» ومّن قال في مؤمنٍ ما ليس فيه» أسكنه الله ردغة اتا" حقى بخرج م قال» وليس ار

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إيّاكم والخصومة؛ فإنما تمحق الدّين" *” ويقول الأتحتف ين “قيس رخنة الله: "كدرة النصومة تيت التفاق فق 'القلبى".* وقول معاوية ين 853 كلد الله "إياكم بوهذه التصومات) أفإعا تخبط الأعمال "1 قال عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه: "مَن جعل ديئّه غرضًا للخصومات» أكثر 1 اع

ويحسن هنا التعريف بعنى الحدال والمراء باعتبارها كلمات تتعلق أيضًا بلفظ الجدل لغة: اللدد في الخصومة والقدرة عليهاء وحادله أي: خاصمه. محادلة عذال ويد اوقا بك ‏ مه باللتجة ولعادلةالناكارة والعاضية: ادال الخصومة؛ مى بذلك لشدته '*

""ردغة الخبال: عصارة أهل النار.

*" (صحيح الجامع: 1195).

'"(شرح أصول اعتقاد أهل السسّنّة والجماعة للالكائي: ؟/ .)١١17‏

'“(شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة للالكائي: ؟/ 9؟١).‏

'“(شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة للالكائي: ؟/ 9؟١).‏

'“أخرجه ابن أبي الدنيا كتاب الصمت وآداب اللسان ص5١١»‏ وأخرج الأثر ابن سعد في الطبقات 5/ 2707١‏ وأحمد في الزهد ص 07.*» واللالكائي في السنة 2١55 /١‏ والدارمي في السئن »4١ /١‏ والفريابي في القدر ورقة أ/ 255 وقال محقق كتاب الصمت رجاله ثقات الحاشية ص .١١5‏ والآحري في الشريعة: .)١85 /١‏

"“((مجمل اللغة)) لابن فارس »)١١19(‏ ((لسان العرب)) لابن منظور )٠١8 /١١(‏

معنى الجدل اصطلاحًا: فالذوم الأنيزة واكقة ل كنايزة الشكدرالليكة واليهاذلة: المناظرة والمخا مم قال الراغب: (الْجِدَال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة). © وقال الجرحاني: (الجدل: دفع المرء حصمه عن إفساد قوله: بحجة» أو شبهة» أو يقصد به تصحيح كلامه) .5 وقال أيضًا: (الحدال: هو عبارة عن مراء يتعلّق بإظهار المذاهب وتقريرها) ”4

© تعريف المراء. معنى المراء لَغة: المراء: الجدال. والتماري والمماراة: المحادلة على مذهب الشلكٌ والريبة» ويقال للمناظرة: ماراة» وماريته أماريه مماراة ومراء: جادلته5؛ معنى المراء اصطلاحًا: المراء: هو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه؛ والباعث على ذلك الترفع م وقال الحرجاني: (المراء: طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه» من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير). '" وقال الحروي عن المراء: هو (أن يستخرج الرجل من مناظره كلامًا ومعاني الخصومة وغيرها) ."7

““النهاية في غريب الحديث والأثر 54/8/1١‏ 7.

* المفردات في غريب القرآن» ص .١184‏ ' التعريفات» ص 75.

"* التعريفات» ص 75.

لسان العرب» لابن منظور (718/ )١5‏ المصباح المنير» للفيومي (579/ 7). ' التعريفات الاعتقادية» لسعد آل عبد اللطيف» ص0 5؟.

'* التعريفات» ص ١5‏ ؟. تحذيب اللغق» (4 ١؟/ .)١5‏

'* تمذيب اللغق» 5 ١٠؟/ .١6‏

-الفرق بين الجدال والمراء:

قيل: هما بمعنى واحد.

غير أن المراء مذموم؛ لأنه مخاصمة في الحقٌّ بعد ظهوره» وليس كذلك الحدال. ”* ولا يكون المراء إلا اعتراضاء بخلاف الحدال» فإنّه يكون ابتداء واعتراضًا. "* ينقسم الحدال إلى قسمين:

١-الجدال‏ المحمود:

وهو الذي يكون الغرض منه تقرير الحقٌ» وإظهاره بإقامة الأدلة والبراهين على صدقه؛ وقد جحاءت نصوص تأمر بهذا النوع من الجدال» وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمذا الجدال في قوله تعالى: اذْعٌ إلى سَبِيلٍ رَبك بك بِالْكْمَة وَالْمَوْعِظَةَ الَسنَة وَجَادُِم الي هِي أَحْسَنُ [النحل: .]١١‏ وقال جل في علاه: ولا بُحاوِلُوا أَمْلَ الكِتابٍ إلا بالّي هي أخشن إلا ادي ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 45]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((جاهدوا المشركين بأموالكم» وأنفسكم, وألسنتكم)). 4*

وقد حصل هذا النوع من الجدال بين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وبين الخوارج زمن علي بن أبي طالب بأمر علي» فأقام عليهم الحجة وإفحامهم؛ فرحع عن هذه البدعة خلق كثير**. وكذلك مجحادلة أحمد بن حنبل للمعتزلة» ومجادلات ابن تيمية لأهل البدع.

الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري» ص .١5/‏

'* الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري» ص .١59‏

“*رواه أبو داود (4 ,)55٠‏ والنسائي (097*)» وأحمد (*/ .]١5778( )١١4‏ قال الحاكم صحيح على شرط مسلمء ووافقه الذهبي» وصححه ابن حزم في ((أصول الأحكام /١‏ 707)). وصحح إسناده النووي في رياض الصالحين ص 5717.

** رواه النسائي في ((السنن الكبرى)) (5/ )١58‏ (855)» والطبراني /٠١(‏ 917 ؟) | )٠١538(‏ والحاكم (؟/ 5 و«اللفظ له؛ والبيهقي (8/ .)171١85( )١179‏ وصحح إسناده ابن تيمية في ((منهاج السنة)) (8/ »)57٠0‏

؟ -الحدال المذموم:

هو الجدال الذي يكون غرضه تقرير الباطل بعد ظهور الحقٌّ» وطلب المال واللحاه وقد جاءت الكثير من النصوص و«الآثار التي حدَّرت من هذا النوع من اللحدال وتحت عنه؛ ومن هذه النصوص:

قوله تعالى: وَمِنَ النّاسٍ من يُحَادِلُ في الل عير عَم وبنَعْ كُلَ سَيْطانٍ مَرِيدٍ [الحج: 7 ].

وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُحَادِلُ في الله بعبْرٍ عِلْمِ ولا هُدّى ولا كِتَابٍ مُييرٍ [الحج: 6].

وقالة فنيق نه ها ادل قِ آيَاتِ الله إل الذي كُمَدُوا قلا يَعْرْرْكَ لي ف الْبلادٍ [غافر: 5].

وقال صلى الله عليه وسلم: «المراء في القرآن كفر)).؟*

وقال ابن عثيمين: (المحادلة والمناظرة نوعان:

النوع الأول: محادلة ثماراة: يماري بذلك السفهاء» ويجاري العلماء» ويريد أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة.

النوع الثاني: محادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور بما)."*

وقال الهيثمي في ((بجمع الزوائد)) (5/ 5 ) رجاله رجال الصحيح؛ وحسنه الوادعي في ((الصحيح المسند))

.)7119

'* رواه أبو داود (5707)» وأحمد (؟/ )"٠٠0‏ (7417)» وابن حبان /١(‏ 775) (4/). صححه النووي في ((التبيان)) (585)» وحسنه ابن القيم في ((تحذيب السنن)) /١7(‏ 757)» وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5741)

/اه العلم ص 1

وقال الكرماي: (الجدال: هو الخصام» ومنه قبيح وحسن وأحسن؛ فما كان للفرائض فهو أحسنء وما كان للمستحبات فهو حسن,ء وما كان لغير ذلك فهو 000

فهذه الخصومات وهذا الجدل وهذا المراء أمرٌ محدّث لا يُوجد إلا الشك في القلوب ويبعد عن الحق» ومهما حصل من نفع منه في بعض الأحيان» فهو يسير لكن شره وفير» وقد يقول هؤلاء: نحن نخاصم به أهل الباطل» الذي لا يؤمن بالقرآن والسئّة» وهذه حجة باطلة فهؤلاء لا الإسلام نصروا ولا الباطل كسرواء فالقرآن» خاطب الكفار وخاطب المشركين وخاطب أهل الكتاب» خاطبهم بقال الله وقال الرسول» وفيه من الحجج والبراهين ما يكفي لبيان الحق ودفع الباطل» ففي القرآن والسنّة من الأدلة العقلية واليقينية ما يغني ويشفي ولسنا بحاجة إلى اللمشر وذ إل هلم كاام:

المنن قال المصنف-رحمه الله تعالى-: "والسّنة تفسر الْقُرْآن وَهِي دَلَائْل الْقُرْآنء وَلَيْسَ في السّنة قياس وَلَا تضرب لَهَا لْأمْتَال وَلَا تذرك بالعقولء وَل الْأَهْوَاءء إِنَمَا هُوَ الإتباع وترك الهوى".

الخرج قول المصنف: "وَالسّئة تفسر الْقُرْآن وَهِي دَلَائْل الْقُرْآن" بيان أن السنَّة التي جاء بما انني-صلى الله عليه وسلم-هي مثل القرآن في كوتما من الله تعالى» وف كونما حجة, وفي كوتما ملزمة للعباد» وحدّر من الاكتفاء بما في القرآن وحده للأذ به والانتهاء عن تميه» وبيّن مثالا لحرام ثبت في السنَّة ولم يأت له ذكر في القرآن» بل

في القرآن إشارة لحله» وكل ذلك في حديث واحدٍ صحيححَن الْمِقْدَامِ بْن مَعْدِي كرب عَنْ

“* فتح الباري لابن حجر /١١‏ 715

هو ي 1 أَنَدُ قال ١:‏

شرل ال عد له عله ول ل حَذّا الْقّْآنِ قَمَا وَحَدْتْ فيه مِنْ حَلَالٍ فَأَجِلوهُ وَمَا وَحَدْتمٌ فيه مِنْ حَرَام مَحَرْمُوهُ ألا لا يحل لَكُمْ لَحُمْ الجمَارٍ الْأَهْلِيَ ولا كل ذِي نَابٍ مِنْ السّبع))'” وهذا الذي فهمه الصحابة رضي الله من دين الله تعاللى: فعن عبد الله قال: "لعن الله الوانمات والمستوثمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله" فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لما أم يعقوب فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت» فقال: ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في كناب اللهة فقنالت:القد قراث ماين اللوحين فما وحدت فيه ها تقول: قال: للَن كنت قرأتيه لقد وجدتيه؛ أما قرأت: [وما آتاكم الرسول فخذوه وما نماكم عنه فانتهوا) [الحشر الآية: 1]؟» قالت: بلى» قال: فإنه قد نمى عنه. قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه» قال: فاذهبي فانظري» فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئاًء فقال: لو كانث كذلك ما جامعتنا" > وهو الذي فهمه التابعون وأئمة الإسلام من دين الله تعالى» ولا يعرفون غيره» أنه لا فرق بين الكتاب والسمّة في الاستدلال والإلزام» وأن السئة مبينة ومفسرة لما في القرآن. قال الأوزاعي عن حسان بن عطية: " كان جبريل ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والسنّة تفسر القرآن. وقال أيوب السختياني: "إذا حدّث الرحل بالسنّة فقال: دعنا من هذاء حدّثنا من القرآن: فاعلم أنه ضال مضل". وقال الأوزاعي: قال الله تعالى: [ من يطع الرسول فقد أطاع الله وقال ( وما آتاكم الرسول

فخذلوه 0

رواه أبو داود (5 »)55٠‏ وصححه الألباني في "صحيح أبي داود." 5 رواه البخاري (5 »))55٠0‏ ومسلم .)5١55(‏

وقال الأوزاعي: قال القاسم بن مخيمرة: "ما توفي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حرام: فهو حرام إلى يوم القيامة» وما توت عنه وهو حلال: فهو حلال إلى يوم القيامة"'' يقول الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي زمنين "5 ٠‏ - 95«ه": "اعلم رحمك الله أن السنة دليل القرآن» وأتما لا تدرك بالقياس, ولا تؤحذ بالعقول» وإنما هي في الاتباع للأئمة؛ ولما مشى عليه جمهور هذه الأمة""٠‏ وقال ابن القيم-رحمه الله-: "فقد بِيّن الله-سبحانه-على لسان رسوله بكلامه وكلام رسوله جميع ما أمره به» وجميع ما تحى عنهء وجميع ما أحله. وجميع ما حرمه» وجميع ما عفا عنه, وكمذا يكون ديثه كاملا كما قال تعالى: [اليوم أكملت لكم دينكم وأتهمت عليكم 000

ولذلك حرص أهل السنة على حفظ السنة ورعايتها وصيانتها والذب عنها وما ذلك إلا لعظم مكانتها ومنزلتها في الدين» ويقول الإمام أبو نصر السجزي 4:44ه'": "ولا حلاف بين العقلاء في أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعلم بالعقل» وإِنما تعلم بالنقل". 54

وقال: "... فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله فإن أتى بذلك علم صدقه؛ وقبل قوله» وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف, علم أنه محدث زائغ". ٠”‏ وقال أبو المظفر السمعانى "54/69ه": "... فلابد من تعرف ما كان عليه رسول الله صلى الله

عليه وسلم وأصحابه» وليس طريق معرفتنا إلا النقل» فيجب الرحوع إلى ذلك...".57

'" انظر:"الآداب الشرعية" (59/ 107.").

.)5١ /١( أصول السنة‎ 7

.)55٠ /١( "إعلام الموقعين"‎ >

4 الرد على من أنكر الحرف والصوت 14). 5" الرد على من أنكر الحرف والصوت .)١١‏ 7 الانتصار لأهل الحديث .)١55‏

قد ذكر العلماء أوجهاً لبيان السنة للقرآن» ومنها: أتما تأ موافقة لما في القرآن» وتأنى مقيدة لمطلقه» ومخصصة لعمومه؛ ومفسرة محمله» وناسخة لحكمه؛ ومنشئة لحكم جديد» وبعض العلماء يجمع ذلك في ثلاث منازل

قال ابن القيم-رحمه الله-: "والذي يجب على كل مسلم اعتقاده: أنه ليس في سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة سنَّة واحدة تخالف كتاب الله بل السنن مع كتاب الله على ثلاث منازل:

المنزلة الأولى: سنّة موافقة شاهدة بنفس ما شهد به الكتاب المنزل .

المنزلة الثشانية: سئّة تفسر الكتابء وتبين مراد الله منه» وتقيد مطلقه المنزلة الغالفة: سنّة متضمنة لحكم سكت عنه الكتابء فتييّنه بياناً مبتداً ولا يجوز رد واحدة من هذه الأقسام الثلاثة» وليس للسنة مع كتاب الله منزلة رابعة وقد أنكر الإمام أحمد على من قال "السنة تقضي على الكتاب" فقال: بل السنّة تفسر الكناب وتبينة:

والذي يشهد الله ورسوله به أنه لم تأت سنّة صحيحة واحدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تناقض كتاب الله وتخالفه ألبتة» كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين لكتاب الله وعليه أنزل» وبه هداه الله وهو مأمور باتباعه وهو أعلم الخلق بتأويله ومراده ؟! ولو ساغ رد سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فهمه الرحل من ظاهر الكتاب لردت وما من أحد يُحتج عليه بسئّة صحيحة تخالف مذهبه ونحلته إلا ويمكنه أن يتشبث بعموم آية» أو إطلاقهاء ويقول: هذه السنة مخالفة لهذا العموم والإطلاق فلا تقبل حتى إن الرافضة قبحهم الله سلكوا هذا المسلك بعينه في رد السنن الثابتة المتواترة» فردوا قوله صلى الله عليه وسلم ((لا نُورث ما تركنا صدقة)) وقالوا: هذا حديث يخالف كتاب الله قال تعالى: [ يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) .

وردت الجهمية ما شاء الله من الأحاديث الصحيحة في إثبات الصفات بظاهر قوله: ليس كملة فى 1 .

وردت الخوارج من الأحاديث الدالة على الشفاعة؛ وخروج أهل الكبائر من الموحدين من النار بما فهموه من ظاهر القرآن.

وردت الحهمية أحاديث الرؤية مع كثرتما وصحتها بما فهموه من ظاهر القرآن في قوله تعالى: إلا تدركه الأبصار].

وردت القدرية أحاديث القدر الثابتة بما فهموه من ظاهر القرآن .وردت كل طائفة ما ردته من السنة بما فهموه من ظاهر القرآن.

فإما أن يطرد الباب في رد هذه السنئن كلهاء وإما أن يطرد الباب في قبوطاء ولا يرد شيء منها لما يفهم من ظاهر القرآن» أما أن يرد بعضها ويقبل بعضها-ونسبة المقبول إلى ظاهر القرآن كنسبة المردود-: فتناقض ظاهر.

وما مِن أحد رد سنّة بما فهمه من ظاهر القرآن إلا وقد قبل أضعافها مع كونما كذلك.

وقد أنكر الإمام أحمد والشافعي وغيرهما على من رد أحاديث تحريم كل ذي ناب من السباع بظاهر قوله تعالى: قل لا أحد في ما أوحى إلى محرماً] الآية

وقد أنكر البي صلى الله عليه وسلم على من رد سدّته التي لم تذكر في القرآن» وم يدّع معارضة القرآن لما: فكيف يكون إنكاره على من ادعى أن سئّته تخالف القرآن وتعارضه؟"17

وللشيخ الألباني-رحمه الله-: "الله تبارك وتعالى اصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم بنبوته» واختصه برسالته. فأنزل عليه كتابه القرآن الكريم» وأمره فيه-في جملة ما أمره به-أن يبينه للناس» فقال تعالى: [وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما ثُرّل إليهم] [النحل الآية: 4 4])

والذي أراه أن هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة يشتمل على نوعين من البيان:

""الطرق الحكمية" (ه5 -5107).

الأول: بيان اللفظ ونظمهء وهو تبليغ القرآنء وعدم كتمانهء وأداؤه إلى الأمةء كما أنزله الله تبارك وتعالى على قلبه صلى الله عليه وسلم» وهو المراد بقوله تعالى: إيا أيها الرسول بِلّعْ ما أنزل إليك من ربك] [المائدة الآية: 71]» وقد قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - في حديث لها "ومن حدثك أن محمداًكتم شيكاً أمر بتبليغه: فقد أعظم على الله الفرية", ثم تلت الآية المذكورة" - أخرجه الشيخان -.

وني روايةالمسلم: "لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيا أمر بتبليغه لكتم قوله تعالى: [وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجحك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه] [الأحزاب الآية: /1].

والآخر: بيان معنى اللفظء أو الحملة» أو الآية الذي تحتاج الأمة إلى بيانه» وأكثر ما يكون ذلك في الآيات المحملة؛ أو العامة» أو المطلقة» فتأتي السنّة فتوضح المحمل؛ وتُخصّص العام وتقيّد المطلق» وذلك يكون بقوله صلى الله عليه وسلمء كما يكون بفعله وإقراره وقوله تعاللى: [ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما] |المائدة الآية: مثال صالح لذلك؛ فإن السارق فيه مطلقٌ كاليد» فبينت السنّة القوليّة الأول منهماء وقيدته بالسارق الذي يسرق ربع دينار بقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً ). أخرجه الشيخحان.

كما بينتٍ الآخَرٌ بفعله صلى الله عليه وسلم أو فعل أصحابه وإقراره» فإنحم كانوا يقطعون يد السارق من عند المفصلء كما هو معروف في كتب الحديث؛» وبينت السنة القوليّة اليد المذكورة في آية التيمم: [فامسحوا بوجوهكم وأيديكم] [النساء الآية: 4] و [المائدة الآية: 5]» بأنتما الكف أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم: ((التيمم ضربة للوحه والكفين)). أخرجحه أحمد والشيخان وغيرهم من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما وإليكم بعض الآيات الأخرى التي لم يمكن فهمها فهماً صحيحاً على مراد الله تعالى إلا من طريق السنة:

المثال الأول: قوله تعالى: [الذين آمنوا ول يلبسوا إعاتحهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون] [الأنعام الآية: 85]» فقد فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قوله( بظلم ) على عمومه الذي يشمل كل ظلم ولوكان صغيرء ولذلك استشكلوا الآية فقالوا: يا رسول الله يا لم يلبس أيمانه بظلم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((ليس بذلكء إنما هو الشرك؛ ألا تسمعوا إلى قول لقمان: [إن الشرك لظلم عظيم) إلقمان الآية: ]١‏ أخرجه الشيخان وغيرهما.

المثال الثاني: قوله تعالى: [وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خحفتم أن يفتنكم الذين كفروا] النساء/١١٠2‏ فظاهر هذه الآية يقتضي أن قصر الصلاة في السفر مشروط له الخوف» ولذلك سأل بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما بالنا تقضير وفك أمنا ؟ قال: ((صدقة تصدّق الله كما عليكم فاقبلوا صدقته)) - رواه مسلم-

المثال الغالث: قوله تعالى: / حرمت عليكم الميتة والدم] [المائدة الآية: فبينت السنة القولية أن ميتة الجراد والسمكء والكبد والطحال؛ من الدم حلال» فقال صلى الله عليه وسلم: ((أحلت لنا ميتتان ودمان: الحراد والحوت - أي: السمك بجميع أنواعه والكبد والطحال)). - أخرحه البيهقي وغيره مرفوعاً وموقوفاًء وإسند الموقوف صحيح وهو في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قِبَلِ الراعاء

المغال الرابع: قوله تعالى: قل لا أحد في ما أوحي إلي مَُرّماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاًء أو لحم خنزير فإنه رحس أو فسقاً أهل لغير الله به] [الأنعام الآية: 45 »]١‏ ثم جاءت السئّة فحرمت أشياء لم تُذكر في هذه الآية» كقوله صلى الله عليه وسلم: ((كل ذي ناب من السباع؛ وكل ذي مخلب من الطير حرام))» وق الباب أحاديث أحرى ف النهي عن ذلكء كقوله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: ((إن الله ورسوله ينهيانكم عن الحمر الإنسية ؛ فإنْما ربحس)) - أخرحه الشيخان-

المثال الخامس: قوله تعالى: [قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) [الأعراف الآية:7]» فبينت السنة أيضاً أن من الزينة ما هو محرم» فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج يوماً على أصحابه وفي إحدى يديه حرير» وفي الأحرى ذهبء فقال: ((هذان حرام على ذكور أمتي» حلٌ لإناثهم))-أخرجه الحاكم وصححه.

والأحاديث في معناه كثيرة معروفة في "الصحيحين" وغيرهماء إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المعروفة لدى أهل العلم بالحديث والفقه.

وما تقدم يتبين لنا أهمية السئّة في التشريع الإسلاميء فإننا إذا أعدنا النظر في الأمثلة المذكورة-فضلا عن غيرها مما لم نذكر-نتيقن أنه لا سبيل إلى فهم القرآن الكريم فهماً إلا قرولا بالني 7 .

وقول المصدف: "ولي في الستدة قياس"

والمقصود بالسنة هنا العقيدة كما تقدم ذكره عند بيان إطلاقات مسمى السنة عند العلماء. الحديث عن القياس يمكن تناوله من حانبين: فالقياس على نوعين:

اباس مود

قياس مذموم.

أما القياس المحمود: فهو الذي تناوله العلماء في كتب الفقه وأصوله باعتباره أحد الأدلة المعتبرة ويختل المرتبة الرابعة في الترتيب بعد القرآن والسنة والإجماع» وهو أصل عظيم الشأن جليل القدر استنبطت من كثير من الأحكام قال الإمام أحمد " لا يستغني أحد عن القياس" ١3.‏

"ولقد أجمعت الأمة على العمل بالقياس» وقد وردت بذلك الآثار» وتواتر ذلك المعني عن الصحابة والتابعين وأئمة الحدي؛ فقال به جماهير العلماء منهم الأئمة الأربعة والمحققون من

8 رسالة بعنوان" منزلة السنة في الإسلام» وبيان أنه لا يستغنى عنها بالقرآن" (ص: - ؟١١).‏

8 العدة للقاضي أبو يعلى (4/ .)١١8١‏

الأصوليين» فجعلوه من الأصول المتفق عليهاء إلى أن جاء النظام المعتزلي فقال بإنكاره وتبعه على ذلك كثير من المعتزلة» وداود الظاهري» واتباع المذهب الظاهري والإمامية من الروافض."'" والفرق بين القياس المحمود والقياس المذموم: أن القياس المحمود يعتمد النصوص الشرعية أصلاً ثم يقيس عليها "فأركان القياس التي يقوم عليها أربعة هي:

الأصل.

الحكم ولابد لكل قياس من توفر هذه الأركان فالأصل: هو المعلوم الذي ثبت حكمه بالشرع وهو ما يقاس عليه ويشبه الفرع به. والفرع هنا هو الأمر الذي لم يرد حكمه في الشرع ابتداء وهو ما يطلب قياسه على الأصل. والعلة: هي الوصف الجامع بين الأصل والفرع. والحكم: هو ثمرة قياس الفرع على الأصل"'" أما القياس الفاسد فعلى العكس من ذلك فهو يجعل العقل بحد زعمهم أصلاً ثم يعرضون النص عليه.

فالمراد بالقياس الفاسد ما ذهب إليه أهل الباطل من تقدتم عقولهم على النصوص وزعمهم أنحم أحيلوا في معرفة دين الله على برد عقولهمء وأن لهم أن يدفعوا بما اقتضى قياس عقوهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصاً أو ظاهراً.

ويلزم من مثل هذا الادعاء لوازم فاسدة منها:

١-أن‏ يكون ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أهدى لمم وأنفع على هذا التقدير؛ بل كان وحود الكتاب والسنة ضرراً محضاً في أصل الدين؛

'"حجية القياس والرد على المخالفين ص ٠١‏

؟-كما أن ذلك يستلزم أن لا نقر بشيء من معان الكتاب والسنة.

“-ومنها: أن القلوب تتخلى عن الحزم بشيء مما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم إذ لا يوثق بأن الظاهر هو المراد» والتأويلات مضطربة» فيلزم عزل الكتاب والسنة عن الدلالة والإرشاد إلى ما أنبأ الله به العبادء والقرآن هو النبأ العظيم؛ وهذا فتح باب الزندقة نسأل الله تعالى العافية؟"

فأهل البدع وضعوا قواعد» مأخحوذة من منطق اليونان» ومن الأقيسة العقلية» ومن مصادر آخرء وحاكموا النصوص إليهاء فما وافق قواعدهم قبلوه» وما خالف قواعدهم ردوه» فكانت الطامة التي أدت بمم إلى رد النصوص.

وهذا النوع المذموم هو المراد بقول المصنف: "ليس في السنة قياس"

وكلمة قياس وكلمة رأي هنا بمعنى واحد.

فالمقصود بالقياس هنا هو الرأي المذموم؛ الذي هو أن يُبتدأ في دين الله تعالى بالعقل ابتداء» وهذا الذي فعله أهل الكلام.

قال ابن القيم: " الَأ في الْأَصْلٍ مَصْدَرٌُ " رَأى الشَّيْءَ يَرَاُ ريا " 2 اسْتِعْمَالُهُ عَلَى الْمَرئنٌ نَفْسِهء مِنْ بَابٍ اسْتِعْمَالٍ الْمَصْدَرٍ ١‏ ف الْمَفْغْول كَاطُوَى فق الْأَصْلٍ > مَصّدَرٌ هَوِيَهُ يَهْوَاهُ هَوّى» © أُسْتُعْمِلَ في لزه الّذِي يُهْوَى؛ فَيْقَالُ: هَذَا هَوَى فُلَانَ ولْعَرَبْ تُمَرقُ بَيْنَ مَصَادِرِ ِعْلٍ اليؤْيّة بحَسَبٍ عَحَاًا ة َتَقُولُ: رأى كذًا في الَو رؤياء ورآه في الْيقِطة رُؤْيَد م -لِمَا

ُعْلَمْ بِالْقَلْب ولا يُرَى 0 00 0 كا يناه القلية فد

يحُمنُ به أنه 7 يُقَالُ أَيْضًا لذ ثر الْمَعْقُولٍ الَذِي لا تتلة” 00 ولا تَتَعَارَضٌ لْأَمَاراتُ إِنَّهُ رَأيّ وَإِنْ اماج إلى فِكْرٍ وَتَأمُلٍ كُدَقَائِتٍ قي الِْسَابٍ وَتَحُوهًا.

؟ انظر: درء التعارض ه/ 1545؟719-5.

وَرَأَيّ هُوَ مَوْضِعٌ الِاشْيِبَاه. وَالَْفْسَامْ التَلَانَهُ قَدْ أَشَارَ إِلَيْهَا المسّلّفُ:

سكملا التي ي الصّحِيح) ؛ وَعَمِلُوا به وََفْتَوا به وَسَوّعُوا الْمَوْلَ به.

7 -

و

وَذَُوا البَاطِلَء وَمَنَعُوا مِنْ الْعَمَلٍ وَالْمُتيَا وَالْمَضَاءِ به وَأَطْلَقُوا أَلْسِتَتَهُمْ بِدَمّهِ وَدَمٌ أممله.

وَالْقِسْمْ الثَالِتُ: سَوَعُوا الْعَمَلَ وَالْمُتمَا وَالْمَضَاءَ به عِنْدَ الاضطرار إِلَيْه حَيْتُ لَا يُوحَدُ مِنْهُ بذ

ع مر .0 3 0

ذه

و1 00 أَحَدًا الْعَمَلَ به و1 يَيمُوا محَالمَتَه ولا جَعَلُوا َالِمَهُ الِهًا لِلدّينِ بل غَايَئُْ أَنَهُْ حَيّروا ببْنَ مَبُولِهِ ورد فَهُوَ بم مَا أببخ لِلْمُضْطْرٌ من الطّام وَالشَراب الَّذِي يكيم عِنْدَ عَدَم الضّرُورَة إِلَيّه كما قَالَ لإِمَامُ أَحمَدُ: سَأَلَتْ الشَّافِعِيَ عَنْ الْقِيّاسِ فَمَالَ لي: عِنْدَ الضّرُورَةء وَكانَ اسْتِعْمَاُمْ هَدَا التنوع بنَدْرٍ الصّزورة: 1 بُفَرَطُوا فيد وَيُمَرُْوةُ وَيُوَلَدُوهُ وَيُوَسّعُوهُ كُمَا ص الْممَا+ٌ خُرُونَ بحَيْثْ اعْتَاضُوا به عَنْ النُصُوص وَالْآنَا ل كثِيرٌ من النّاسٍ يَطْْبِطٌ فَوَاعِدَ الْإفْتَاءِ إصنغونة لفل عليه و؟ َعَسْر حِفْظِهء فَلَمْ يَتَعَدَّوَا في اسْتِعْمَالِهِ قَدْرَ الضّرُورة» و يَبْعُوا الْعُدُولَ إلَيْهِ م َع كم مِنْ النصُوص وَالآنَّارِ؛ كُمَا قَالَ تَعَالَ في الْمُضْطُرٌ ِل الطَعَام المُحيّع: [هَمَنٍ اضْطرٌ عَيرَ باغ ولا عَادٍ مَلا م عليه إن الله عَفُورٌ يَحِيمْ) [البقرة: 7] مَالْبَاغِي: الَّذِي يَتَفِي الْمَيئَة مع قُدرَتِهِ عَلَى التَوَصُلٍ إل الْمُدَكَىء وَالْعَادِي: الّذِي يَتَعَدّى قَدْرَ الْجَاحَة بِأَكْلِهًا. ""

قال ابن القيم: "لكأي تَوْعَا

أَحَدُهُمَا: رأ مد لا دليل عَلَيْه بن هُوَ حرص وَعَخْمِينٌ» فَهَذَا الَذِي أَعَادَّ اللّهُ الصّديقَ

ىر 1 تك ثم 0 َ 2 0 ال ال ل أي مُسْتَيِدٌ إلى اسْتِذَلَالٍ وَاسْتَنْبَاطٍ مِنْ النْصٌ وَحْدَةُ أو مِن نَصٌ آعرّ مَعَهُ

2

'"إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ 57ه-8ه

إعلام الموقعين /١‏ 55.

قال ابن القيم رحمه الله الاي الْمَحْمُودِ وَهْوَ انوع

النَوْعٌ الْأَوَلُ: رَأَي أَْمَه 0 بد الْأَمَة كُلُوئاء وأَعْمَقِهمْ عِلْمَاء وَكَلْهِْ ا وَأَصَخهِمْ قُصُودًاء وَأَكْمَلِهِمْ فطرَةٌ 0 وَأَصْفَاهُمْ أَذْمَانَاء الذي شَاهَدُوا التَّزِيلَ وَعَرَكُوا اتأريل. وَقَهمُوا مَقَاصَِ اليَسُولِ؛ فَنِسْبَةُ آرائهم وَعْلُومِهِمْ وَقُصُودُهُمْ إلى ما جاءَ به الرَسُولُ-صلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَم ا مُخبته؛ وَالْفَرْقُ بَئِنَهُمْ وَبَبْنَ مَنْ بَعْدَهُمْ في ذَلِكَ كَالْمَرْقٍ بَتنَهُمْ

وَبَيْنَهُمْ في الْمَضْلٍ؛ كَنِسبَة أي مَن بَعْدَهُمْ إلى رَأَيِهِمْ كنشبّة قَدْرِهِمْ إلى قَدْرِهِمْ.

َه

النوْعٌ الثَانِي مِنْ الوَأي الْمَحْمُودِ: اليأيْ الَّذِي يُمَسْرُ النُصُوصء وَيبَينُ و الدََّالَة منْهَاء يها وَيْوَضنّحُ حَحَاسِنَهَاء وَيُسَهُلْ طَرِيقَ الِاسْتِنْبَاطٍ مِنْهَاء كُمَا قَالَ عَبْدَانُ: تمغت عَبْدَ الله بْنَ الفقائك تقر + يك الذي تعد كه لانن وقد يو اناق فرانققة كاك الفوينة هذاه الْقَهَه انق تدر الله ملتكانة يد عزن بساء امن عجادة.

وَمِثَالُ هَذَا رَأيُ الصحَابَةِ-رَضِي اللَّهُ عَنْهُمْ- ف الْعوْلٍ في الَْرائِضٍ عِنْدَ تَرَاحُمِ الْفُرُوضٍ.

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَُ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ ء عَنْ الشّعْوٌ قال ين اند حر عَنْ الْكَلَالة» فَقَالَ: ِنّ سَأَقُولُ فِيها برأبي» فَإِنْ يَكُنْ صّوَايًا قَمِنْ الله إن يَكُنْ خطأ فَمِقٌّ مَعَو الققطاق» أرافا تل الوائك والولديه

فَإِنَ قيل: كيف 2 اه امَعَ مَا مَا صَّحَّ عَنَةُ من قَوْلِهِ: "أي سََاءٍ تُظِلْني؟ َأَين رضن تُقِلني إِنْ قُلت ف كاب اللّه أي 4 " وَكيْفَ يجَامِعٌ هَذًَا الحديك الذي ي نكم تقدمَّ «مَنْ قَالَ 2 القن برأيه

ليبا معد من التَارِ»؟

هو- ع

ِي أَعَادَ اللّهُ الصّدّيق

7

0 وو ع 2

0 3 0 0 ىو 0 3 - 3 5

هو- ع

يْ مُسْتَيدٌ إل اسسْتذْلالٍ وَاسْتِنبَاطٍ مِنْ النّصّ وَخْدَهُ أَوْ من نص آرَ مَعَه)

النوْعٌ القَالِتُْ مِنْ الوَأي الْمَحْمُودِ: الَّذِي تَوَاطآث عَلَيْهِالْأَمَكُ وَتلَنَّاهُ حَلْفُهُمْ عَنْ سَلَفِهِمْ؛ إن ما تَوَاطبُوا عَلَيِْ مِنْ الأَي لا يَكُونُ إِلّا صَوَابَاء كُمَا تَوَاطَُوا عَلَيِْ مِنْ الرواَة وَالمؤْيَاء وَقَدْ قَالَ البّمْ-صَلَّى 7 عَلَيْهِ وَسَلَم-لِأَصْحَايِهِ وَقَدْ َعَدَّدَتْ مِنْهُمْ رُوَا ليله الْقَدْرِ في الْعَشْرِ الْأَوَاجِرِ 5 ُؤْيَاكُمْ قد تَوَاطَأَتْ في الس الْأَوَاجِرِ» فا غبَبرَ صل اللّهُ عَلَيْه 5 تَوَاطْوٌ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِينَ فَالوُمَهُ مَخْصُومَة فيا اث عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَتَهًا وَرُؤْيَامَاء وَيِحَذَا كَانَ مِنْ

اد الي وَإِصَابَيِهِ أَنْ يَكُونَ وي َْنَ أَهْله ولا يَنْمَردُ يه وَاجِدٌ وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ سْبْحَا الْمُؤْمِنِينَ كن أَمْرِهِمْ شورى بَيْتَهُمْ وَكَانَتْ النَازِلةُ إِذَا تَرلتْ بأمير الفزميق عد تن التَطّابٍ- رَضِي اللَُّ عَنْه-لَيْسَ "عِنْدَهُ فِيهَا نَصّ عَنْ الله ولا عَنْ رَسُولِهِ جمَعَ ا أُصْحَابُ رَسُولٍ الله صَلَّى الله عليِهِ وَسَلَّم م جعَلَهَا شورى بَْنَهُمْ.

النَوْعٌ الرَابعٌ منْ الوَأي الْمَحْمُودِ: أَنْ يَكُونَ بَعْدَ طَلبٍ عَلّم الْوَاقِعَةِ من الْقُرْآنِ فَإِنْ 1 يجَدْهَا في الْقُرآنِ فَفِي السُنَّى مَإِنْ 1 يجَدْهَا في السّنّة فَبِمَا قَضَى به الخلَمَاء "اليَاشِدُونَ أ انْنَانِ مِنْهُمْ أو وَاجِنٌ فَإِنْ 1 يِجَدْهُ فبِمَا قَالَهُ وَاحِدٌ مِنْ المشحانة- تنب اللّهُ عَنْهُم-ء فَإِنْ يد اققهة ريه ولاق إل الزوه 5لقسيرة كاك الله ورك ةوقو ائع دل للاهلقة ودلبس اطي

8 أ

مكاي 'عَهَذا لخو التأع1 الذي سؤقة المشتهابة واشتشملوة وأفه يتعلى] ندا 0

اَي الْبَاطِل وَأَنْوَاعْهُ

قال ابن القيم: "التأعع الْبَاطِل أَنْوَاعٌ:

أَحَدُهًا: اليأي الْمُحَالِفُ لِلنّصصّء وَعَذًا ينا يُعْلَمْ بالاصْطِرارٍ مِنْ دين الإسلام َسَادُةُ وَبطْلائة» ولا تك الْقُنَْا يه ولا الْمَضَات وَإِنْ وفع فيه مَنْ وَقَعَ بتؤع تُويلٍ وَتَقْلِيدٍ

النَوْعْ النَانِي: هُوَ الْكَلَامُ ني الدَّينِ باوص والظٌَّ مَعَ التَفْرِيطٍ وَالتَفْصِيرٍ في مَعْرقَة التُُوصٍ وَفَهْسِهَا وَاسْيئبَاطٍ الأخكام مِنْهَاء فَِنَّ مَنْ حَهْلَهَا وكَاسَ ري فيما سيل عَنْهُ بعر عِلْم ل لِمْجردِ قدْرٍ جَامِع بَيْنَ السَّيعبْنِ ألحق أَحَدَهًُا بالآخر, أؤ لِمْجَيّدٍ قَدْرِ فَارِقٍ يَرَاهُ بَيْنَهُمَا ْرَقُ بَئنَهُمَا في الحَكُمء مِن عَبْرِ نَظرِ إل النُصُوصٍ والْآَار؛ فُمَدُ وَقَعَ في البأّي الْمَذْمُوم الْبَاطِلٍ.

إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ 5/8-51.

النوْعٌ الثَالِتُ: الَأ الْمْتَضَمَنْ تَعْطِيل أَسْمَاءِ اليب وَصِفَاتِهِ وَأفْعَالِهِ ِالْمَقَايس الْبَاطِلَةِ التي وَضَعَهَا َمل البدّع وَالحلَالٍ مِنْ الحَْية ولْمُحْترَة وَالَْدَرِيّة ومَنْ ضَاهَاهُمْ حَيْتْ اسْتغمل أَهله قِيَاسَايِِمْ الْعَاسِدَةَ وَآرَاعَهُمْ الْبَاطِلَةٌ وَشْبَهَهُمْ الدّاحِضَّةَ في 3 النُصُوصٍ الصّحيحة الصّرِيحَة؛ فَرَدُوا لِأَْلِهَا ألْمَاظَ النُصُوص الي وَحَدُوا المكبيل إِلَ تَكُذِيب روَاتَا وَتَْطِتَتِهِمْ وَمَعَان النُصُوصٍ التي يجَدُوا إلَ رَدَ ألْمَاظِهَا سَبِيلّاء فَقَابَنُوا النّوْعَ الْأَوّلَ بالتَكذِيبء وَالنّوْعَ انان بالتَّحْرِيفٍ نويل أنْكرُوا لِذَِكَ رُؤيَة الْمؤْمِيينَ لِرَيِمْ في الآحرة, وََنْكَرُوا كَلامَة وَتَحَلِيمَة لِعِبَادِو وأنْكَرُوا مُبَايئئَه للعَامَ» وَاسْتِوَاءَه عَلَى عَرْشِد وَعْلُوَهُ عَلَى "الْمَحْلُوقَاتِء وَعْمُومَ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلّ شَيْءٍء بَلْ أَخْرَجُوا أَفْعَالَ عَِادِِ مِنْ الْمَلَائكةٍ وَلْأَنْيَاءِ وَاجْينّ وَالْإنْسِ عَنْ تَعلّق قرت ومَشِيقَه 5 لَك وَتََوَا لِأَخْلِهَا حَمَائْقَ مَا أَحْبَرَ به عَنْ نَفْسِهِ وَأَحْبَرَ به رَسُولْهُ مِْ صِفَاتٍ كَمَالِهِ وَنُعُوتٍ جَلَالِه؛ وَحَبَهُوا لأَجْلِها النُصُوص عَنْ مَوَاضِعِهَاء وَأَخْرَجُوهَا عَنْ مَعَانِيهَا وَحَمَائِقَِا الي الْمُحبَدٍ الَّذِي حَقِيَتُهُ أَنَهُ ذُبَالَةُ الْأَذَانٍ وَخحالَهُ الْأَفْكارٍ وَعْمَارَهُ الآراءِ وَوَسَاوِسُ الصّدُورء فَمَلَتُوا به لْأَْرَاقَ سوا وَالقُلُوب شُكْوكاء وَالْعَاَ فَسَادَا وَكُْ مَنْ لَهُ مَشكةٌ مِنْ عَفْلٍ يَعلَمْ أنَّ فَسَادَ الْعَا وَحَرَابه نا تَسَأٌ "من تَقْديم التأي عَلَى الْوَخيء وَلوَى عَلَى ل َمَا اسْتَحْكمَ هَذَانٍ الْأَصلَانٍ الْمَاسِدَانِ في قَلْبِ إل اسْتخكّم كلاكة وَفِ أَمَةٍ

0 له

م إل فيد ا: ميُهَا أت فَسَادِء قَلَا لَه إَّ ال كَمْ ثُفِيَ بِمَذِهِ الْآرَاءِ من حَقٌ نت يا من بَاطِلٍ» َأَمِيتَ يا مِنْ هُدٌّىء وأَحْبِي يا مِنْ ضَلالَةِ؟ وَكُمْ هُدِمَ يحَا مِنْ مَعْقِلٍ الإِعَانِء وَعْسرَ يا مِنْ دِينٍِ الشَّبْطَان؟ وَأَكْيَدُ أُصْحَاب اجيم

هُْ أَهْلْ هذه الْآراءٍ الَِينَ لا سمْع لََمْ ولا عَفْلَ بل هُمْ سٌَ من الُمرء وَهُمْ الِّينَ يَقُولُونَ يو الْقِيَامَةِ: [لَوْ كُنّا َسْمَعٌ أو تَعْقِلُ مَاكُنًا ني أُصْحَابٍ السَعِيرٍ] [الملك الآية: .]٠١‏

النّوْعْ الرَابعْ: الأي الَّذِي أُخْدِنّث به البدغ, وَغْيّرَتْ به السْتن» وَعَمَّ به البلا وَتَرَقٌ عَلَيْهِ الصّغِينٌ وَهَرَمَ فيه الْكَبِيرُ.

َهَذِه الْأَنْواعٌ الْأَربِعَةُ من التأي الَّذِي اتََقَ سَلَفْ الْأمّة وَأَئِمَمُهَا عَلَى ذَمّهِ وَإِحْرَاجِدِ مِنْ

التي

359

شم 6 أن الكأ

النّوْعٌ الْحَامِسُ: ما ذَكرَةُ أَبُو عْمَرَ بْنْ عَبْدٍ الْبَرّ عَنْ "جْمْهُورٍ أَمْل الْعِلْم أن التأي الْمَذْ في هَذِهِ الْآثَار ع يا الله عَلَيْهِ وَسَلَّم-وَحَنْ أَصْحَابهِ وَالتَابعِينَ-رَضِيَ اللّهُ عَنْهُةْ- 1 ف أَحْكام شَرَا 3 ع الدِينٍ بِالِاسْتِحْسَانٍ اعون وَالِاِشْتَِالُ بحَفْظِ الْمْعْضِلَاتِ وَالْأُغْنُوطَاتِ ور الْفُوُوع بَعْضِهًا تك بَعْضضٍ قِيَاسّ دُونَ رَدّهَا عَلَى أُصُويِنا وَالَظر في عِلَلِهَا ارقا َاسْتُعْمِلَ فِيهَا الي قَبْلَ أن ينْزلَ؛ ل قَبْلَ أَنْ تَقَع وَنُكُلَمَ فيا قَبْلَ أَنْ ؟ باليأّي الْمُضَارع لِلظَّنٌ» فَانُوا: وني الِاشْتََالٍ بدا وَالِاسْتعْرَاقٍ فيه تَعْطِيل السْئن» وَالْبَعْتْ عَلَى جَمْلِهَاء وَتَزك الْوْقُوفٍ عَلَى ما يَْرَمُ الوقُوفَ عَلَيْهِ منْهَا وَمِنْ كِتَابٍ اللَّهِ عر وَجَلٌ وَمَعَانِيه احقجوا على ما ذهو ليه بأضياةء # ذكر بين عرب أُسَد بن ممُوسى ثنا ريلك عَن ليث عن طَاوْسٍ عَنْ ابْنٍ عْمَرَ قَالَّ: لَا تَسْألنُوا عَمًا يكْنْ؛ فَإِيٍّ سمغت ء لم هيقال كنا 1 يكن اتكر ريق ريق أبي دَاؤْد ثنا إِبْرَاهِيمٌ بْنُ مُوسَى الرَّازِي ثنا عِيسَى ١‏

3

ْنُ يُونْس عَنْ

وه الكلام جاؤوا بأصول عقلية» هم ابتدأوها ابتداءٌ» هذه الأصول العقلية رتَتُوا عليها قواعد» ورثَبوا عليها نتائج» ومن أمثلة ذلك قولحم عندما تكلموا عن حدوث العالم فأوجدوا له دليلة يسمى دليل حدوث العام أو دليل الأعراض» وخلاصته: "أن الأحسام لا تخلو من الحوادث أو من الأعراض» والأعراض حادثة فما لا يخلو من الحوادث فهو حادث".

خلاصة هذا الأمر: أنه ما دام أن هناك في هذا الجسم أعراض بمعنى صفات أو حركات فهذه الحركة حادثة» فكونما في هذا الجسم هذا يدل على أنه حادث؛ وما لا يخلو من الحوادث فهو حادث.

وجاوًا بتتمة لهذا وقالوا: وكل حادث لابد له من محديث؛ ومسألة كل حادث لابد له من محدِث هذه مفروغ منهاء لكن أن نستدل على حدوث الأشياء بوحودٍ الصفات والأعراض هذا سيترتب عليه حتى إنكار أن الله سبحانه وتعالى خالق» ويترتب عليه أنمم يجعلون الله

“7إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ 54 ه-.5ه

سبحانه وتعالى محدّث فبالتالي هم رَكُبوا على هذه القواعد العقلية التي أحدثوها إنكار صفات اله سبحانه وتعالى حتى يفرُوا من مسألة الحدوث فقالوا: إذاً لا تقم به عز وجل صفات.

وأما ما ورد في كتاب الله تعالى وسنة رسوله من أن الله وصف نفسه بالاستواء» وصف نفسه بالنزول» وصف نفسه باليدين» وصف نفسه بالوحه. هذه كلها جاؤوا إليها وأنكروها بسبب هذا الدليل المحدث والقياس الفاسدء فأدلةٌ القياس الفاسدة عند هؤلاء أوحبت أن تكون

هي الحكم على دين الله عز وجل وجعلوها هي التي تّدأ بما.

ومناهجٌ أهلٍ الكلام إنما هي مناهج مصادمة للنصوصء وهؤلاء يعترفون بأنفسهم أتما بعادية ذلك الفرانين سوم "قانون: التأويل":

قانون التأويل خلاصته يقول:

"إذا تعارضَ العقل مع النقل"

إذا تعارض العقل الذي هو آراء الفلاسفة والمتكلمين» " مع النقل" الذي هو قال الله

وقال رسوله, هذا القانون ماذا يقول؟ إذاً ماذا نعمل؟

ويجعلون لهذا أربع فرضيات.

الفرضية الأولى " فإما أن نمجمع بين الأمرين"» بمعنى أنه لو قال النص والنقل: نعم والرأي عندهم قال: لا» فلا يمكن أن بجمع بينهما "فإن ذلك يكون جمع بين ضدَّين".

الفرضية الثانية: " وما أن نلغي الأمرين" وهذا لا يمكن "لأن هذا إحلاء للمسألة" يعني

.. أين الحل؟ وأين الواب؟.

الفرضية الثالثة: "وإما أن يقدّم الشرع على العقل" وهذا على حد زعمهم لا يمكن؛ لأنهم يرون أن العقل أصل والشرع فرع» والسبب في جعلهم العقل أصل والشرع فرع على حد قانونهم هو أن الشرع الذي هو ما جاء به النبي يتوقف على إثبات نبوة النبي» وإثبات نبوة النبي متوقفة على إثبات وجود الله وإثبات وجود الله متوقف على إثبات دليل حدوث العالم» فأصبح الأصل هو الدليل الذي جاؤوا به لأنحم يقولون بمذا الأصل أثبتنا وجود الله فلما أثبتنا وحود

الله أثبتنا نبوةٌ البي» لما أثبتنا وجود نبوة النبي أثبتنا الشرع. فيقول: يستحيل أن نقدّم الفرع على

الأصل -حسب قانوتحم الفاسد-وهذه التركيبة الغريبة العجيبة خلاصتها أنه يقول إذا قدّمنا الفرع على الأصل أبطلنا الأصل والفرع» فمعنى هذا والنتيجة أنه لا يجوز أن تقدّم الشرع على العقل.

أي عقل؟!.. رأي حثالة الناس يقدّم على كلام الله وعلى كلام رسوله صلى الله عليه وسلم؟!.. وعجباه.

يقول الغزالي: "كل ما ورد به السمع ينظرء فإن كان العقل محوزاً له بل وإلاً فلا". 7"

الفرضية الرابعة: هي تقديم العقل على النقل باعتباره الأصل على حد زعمهم.

وأما معاملتهم لنصوص الشرع التي خالفت آراءهم فإنحم يقسمونها إلى نصوص متواترة وإلى أخبار آحاد

فقالوا: الشرع إما حبر آحاد؛ هذه لا يحتج به في باب العقائد.. سبحان الله كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يرمى بما عرض الحائط» لا لشيء إلا لأنما صادمت باطلهم.

وأما النصوص لمتواترة فهي عندهم ظنية الدلالة وهي في مقابل الأدلة العقلية التي هي قطعية الدلالة على حد زعمهم فيجب أن تأول.

وهذا عين الباطل والضلال فالمسلم الحق يعلم أنه إذا أراد النور والحدى فإنه في كتاب الله

وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عداه فهو الضلال والحلاك والله تعالى يقول: (وَمّن لم

2 و - 4

َجُعَل الله له نوا فما لهُ من نور) [النور: ٠‏ 5]» والله تعالى يقول: (أضمن بَمْشِي مُكما عَلى وه أَهْدى أمّن 5 58 عَلى صِراطٍ ل 0 هذا صِراطي مُسْْقِيما

2 ترص صا ٠.‏ صر 0

يه

م ل سي 3 8 فاتبعوه ولا تنبعوا السيل ضفرف 31 عن سَبيله) [الأنعام:57١].‏

النصوص واضحة كثيرة» لمن تمسك بما وسار على هديهاء فلا يأني ويليّس من يلبّس ويضرب بكلام الله وكلام رسوله عرض الحائط» ثم يستهن بكلام الله وكلام الرسول صلى الله

انظر كتاب الاقتصاد في الاعتقاد للغزاليي صفحة .)١١5(‏

عليه وسلم بحجة أنه أحبار آحاد وأنه لا يحتج به في باب العقائد» وزعموا أن المتواتر منها قابل

للتأويل وقابل لأن يُغيّر وأن يبدّلء والذي جاء به هو الشيء المقدّس المعظّم الذي يستحيل أن قال ابن القيم: "اواك المكعمد لَمْتَعَصّبُونَ فَِنّهُمْ عَكْسُوا الْقَضِيِّةه وَنَظَرُوا في السمّنّة قَمَا وَاقَقَ أقْوَاكُمْ

مِنْهَا قَبِلُوهُ وَمَا حَالَمَهَا يلوا ف 5 أو رَدٌ دَلَالَته وَإِذَا جَاءَ نَظِيدُ ذَلِكَ أَؤ أَضْعَفُ مِنْهُ سَنَدَا

وَدَلالَةَ وَكَانَ يُوَافِقُ قَوْطُمْ قَبلُوهُ و4 يَسْتَجِيرُوا رَدَهُ وَاعْتَرَضُوا بِهِ عَلى مُتَازِعِيهِمْ وَأَشَاحُوا وَقَرَرُوا

الِاحْتِجَاجَ بِذَِكَ السئل وَدَلَالَتَه َإِذَا جَاءَ ذّلِكَ الستَنَدُ بعينه 007 أَقُوَى منة وَدَلَالَتَةُ كَدَلَالَةٍ ذَلِكَ

3 أَقُوَى مِنْهُ قُ خلافي قَوْلجِمُ؛ دَفَعُوهُ تساراه نشد ول هذا إِنْ شاع الله طَرَقًا عِنْدَ كر

غَائلَة التَمْلِيدٍ وََسَادِو وَالْمَدْقٍ بَيْنَهُ وَبَبْنَ الاتباع. 0

وأما قول المصنف: "ولا يُضرب لها الأمثال؛ ولا تتبع فيها الأهواء وَلَّاا تضرب لها

الْأَمْكَال وَلَا تذرك بالعقولء وَلَا الْأَهْوَاء إِنَّمَا هُوَ الإتباع وترك الهوى".

هذا من دقيق فقه المصنف رحمه الله فهو هنا فرق بين نوعين من الباطل

الأول: يتعلق بالبدع.

والثابي: يتعلق باتباع ال هوى.

بالاغِْقادٍ الْبَاطِلٍ وَاَكَلُم يه وهو الحؤضُ.

أؤ يَمَعُ في الْعَمَلٍ يلاف الحقّ وَالصوَابٍ وَهُوَ الِاسْيِمْتَاعٌ بالحلاقي.

ِالَْوَلُ الْبدَع.

وَالثَّان اتَبَاغٌ الموَى.

وَعَذَّانِ هما أَصْ كك شد تن ولاو وَيِمَا كُذَّيَتْ الُسُّلْء وَعْصِيَ اليب وَدُعِلَتْ الثَالُ

يحل 5

إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ 9ه-.ه

اناي مِنْ حهَةٍ الشّهَوَاتِ. َهَذَا كَانَ السكلّفُ يَقُولُونَ: الحْدَّرُوا م مِنْ النّاسِ صِنْقَيْنِ: صَاحِبُْ هَوّى فتَنَنّهُ هَوَاهُ وَصَّاحِبْ دُنْيَا أَعْجبَيْهُ دُنْيَاُ. وَكَانُوا يَقُولُونَ: ادرو فثئَة الْعَالم الْمَاجرِ وَالْعَايِدٍ اللحال؛ فَإِنَ فَْهُمَا ونه لكل مَمتُونِء فَهذَا يشب الْمَحْسَوْك غلبم الْذَرخ يغلقوة الى ويغملرة عخلافةه وذ يشية العالن الذية يتملون بغي علم."”" فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه لرحل "يا ابن أي إذا حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلا تضرب له الأمثال"”” وكلام أهل العلم من أئمة أهل السنة يبين بجحلاء أن السنة لا سبيل لمعرفتها وإدراكها إلا بالنقل الثابت الصحيح, والاتباع اخفن ا نت .منها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية "... إن السنة التي يجب اتباعهاء ويحمد أهلهاء ويذم من خالفهاء هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمور الاعتقاد» وأمور العبادات» وسائر أمور الديانات» وذلك إنما يعرف بمعرفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه في أقواله وأفعاله» وما تركه من قول» وعملء ثم ماكان عليه السابقون والتابعون لحم بإحسان» وذلك في دواوين الإسلام المعروفة" "١‏ معلوم أن باب الضلالة سببه هو البعد عن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فبعد ما أحدث الناس ما أحدثوا من علم الكلام وعلم الفلسفة أرادوا أن يُلبسوا هذه العلوم لباس الإسلام, وبالتالي أرادوا أن يخضعوا الإسلام لهذه العلوم» فنشأ ما نشأ من مقالات الكفر والضلال.

8 إعلام الموقعين عن رب العالمين /١‏ ٠م‏ أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضة رقم: 557 وإسناده حسن.

١/8 الوصية الكبرى ص‎ ١

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ولا يجوز لعاقل أن يظن أنَّ الميزان العقلي الذي أنزله الله هو منطق اليونان لوجوه: أحدها: إِنَّ الله أنزل الموازين مع كتبه قبل أن يخلق اليونان من عهد نوح وإبراهيم وموسى وغيرهم؛ وهذا المنطق اليوناني وضعه قبل المسيح بثلاثمائة سنة» فكيف كانت الأمم المتقدمة تزن به؟

الثاني: إِنَّ أمتنا أهل الإسلام ما زالوا يزنون بالموازين العقلية» ولم يسمع سلفًا بذكر هذا المنطق اليوناني» وإنما ظهر في الإسلام لما عربت الكتب الرومية في عهد دولة المأمون أو قريبًا منها.

الغالث: إِنَّه ما زال نظار المسلمين بعد أن عرب وعرفوه» يعيبونه ويذمونه ولا يلتفتون إليه ولا إلى أهله في موازينهم العقلية والشرعية.. .ثم هذا جعلوه ميزان الموازين العقلية التي هي الأقيسة العقلية» وزعموا أنه آلة قانونية تعصم مراعاتما الذهن أن يزل في فكره» وليس كذلك فإنه لو احتاج الميزان إلى ميزان للزم التسلسل""*

فسبب الضلال هو إتباع الحوى» والحوى أساسه رأي الإنسان واغتراره بقوله» فيأتي الضلال من جهة اتباع الموى» فماكانت زندقة قط ولا كفر ولا شكٌ ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام والجدل والمراء والخصومة فهي علوم فاسدة» علوم مآلا الشك والضياع» والفساد.

بالتالي ولدت هذا الكفر والضلالء أما الرجوع إلى كلام الله عز وحل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهي مصدر الحدى. فالله تعالى يقول عن كتابه: [إِنَّ هَذًا الْقُرَآنَ يَهْدِي لي

هِي أَقْوَما] [الإسراء:9]» ويقول: [ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْب فيه هُدَى لِلْمتَقِينَ) [البقرة:؟]» ويقول عن رسوله: [ وَِنَّكَ َتَهْدِي إِلَ صِرَاطٍ مُسْتَقِي ] ا :037]. فالهدى في هذا الطريق» ولذلك الله سبحانه وتعالى قد قال: [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمًا

َعُوهُ ولا تَتَعُوا السبْل فُتَمَجَقَ بَكُمْ عَنْ سَبِيلِه1 [الأنعام:5١]»‏ والله تعالى يقول: [ أَقْمَنْ

5 مجموع الفتاوى: (9/ .)551-514٠0‏

يشي مكب عَلَى وَبحْهِدِ أَمْدَى أَئّنْ ْشِي سَوِيًا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم] [الملك:؟7؟]» لذلك

من خاض في هذا الطريق إلى آحره أعلن توبته» ها هو قائلهم يقول:

"نماية إقدام العقول عقال وك سعي العالمين ضلال أرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذىّ ووبال

ولى نستفد من بحثنا طول عمرنا ١‏ سوى أن جمعنا فيه قيل وقال "0م

فلا يمكن أن يأتي هذا الباطل بنور» فالنور طريقه معروف واضح بينء وهو في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

قال ابن القيم معقباً على كلام الرازني بعد أن نقله: "فليتأمل اللبيب ما في كلام هذا الفاضل من العبر فإنه لم يأت في المتأخرين من حصل من العلوم العقلية ما حصله ووقف على تمايات أقدام العقلاء وغايات مباحث الفضلاء وضرب بعضها ببعض ومخضها أشد المنحضء فما رآها تشفي علة داء الجهالة ولا تروي غلة ظمأ الشوق والطلبء وأتما لم تحل عنه عقدة واحدة من هذه العقد الثلاث التي عقدها أرباب المعقولات على قافية القلب.

١-فلم‏ يستيقظ لمعرفة ذات الله ولا صفاته ولا أفعاله» وصدق والله فإنه شاك في ذات رب العالمين هل له ماهية غير الوحود المطلق يختص بما أم ماهيته نفس وجوده الواحب» ومات وم تنحل له عقدها.

١-وشاك‏ في صفاته هل هي أمور وجودية أم نسب إضافية عدمية ومات ولم تنحل له عقدها.

“'-وشاك في أفعاله هل هي مقارنة له أزلا وأبدا لم تزل معه أم الفعل متأحر عنه تأخرا لا تحاية لأمده فصار فاعلا بعد أن ل يكن فاعلا ومات لم تنحل له عقدتما. فننظر في كتبه الكلامية قول المتكلمين» وفي كتبه الفلسفية قول الفلاسفة. وف كتبه التي خلط فيها بين

انظر: الفتوى الحموية الكبرى )١91١(‏ 5 أقسام اللذات للرازني ص 757 - 77 3, وانظر وفيات الأعيان لابن خلكان الجزء الرابع» صفحة.(250)

الطريقتين يضرب أقوال هؤلاء بمؤلاء» وهؤلاء بهؤلاء» ويجلس بينهما حائرا لا إلى هؤلاء ولا إلى

الها

هؤلاء

والآخر يقول في حكاية حيرته:

"لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرق بين تلك المعا لم

فلم أرى إلى 50 حائرٍ على ذقن هكذاء أو قارعاً سن نادم"87.

فالله عز وحل وصف هذا الحال في قوله تعالى: [ أَقَمَنْ يَْشِي مُكِنًا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَكَنْ يشي سوا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم) [الملك:؟7؟]) فهؤلاء يحكون حيرتهم. وثالئهم يقول في هذا يقول: "درست المناهج الفلسفية والطرق الكلامية فما رأيتها تروي يعني غليلاً ولا تشفي عليلاً» لا تروي عطشان ولا تشفي مريضاء لكن بعض الناس كما قالوا: أنصاف فالأنصاف لا يعرفون الغاية والنهاية» يخوضون في هذه العلوم ويتهوكون ويضربون بكلام الله وكلام رسوله عرض الحائط» ثم بعد ذلك النتيجة هي الحيرة والضلالء والعجب كل العجب كيف يجترأ البحل على الخصومة والمراء والحدال والله تعالى يقول: [مَا يُجَادِلُ في آيَاتٍ اللّ إل انَّذِينَ كَمَرُوا1» فهذا الحدال المذموم الذي عليه حال هؤلاء وهم الذين كفروا؛ كفروا بكلام الله وكفروا بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

فالمنهج البين الواضح والنور والهدى والحق المبين هو الذي أنزله الله تبارك وتعالى وحفظه وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم» فماذا بعد المدى إلا الضلال» ماذا بعد الحق إلا الضلال؛ فليسعنا ما وسع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمء فكما قال القائل: "من لم يسعه ما وسع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا وسع الله عليه"”” ألا يسعنا الأمر الذي كان عليه النبي» فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء بكلام الله والوحي المنزل عليه؟ وهكذا أصحابه؛

5 الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة ؟/ 75> كم كاية الإقدام (3).

فإذا لم يسع الإنسان ما وسع النبي صلى الله عليه وسلمء فلا وسع الله على من لم يسعه هذا الحال.

المغن قال المصنف-رحمه الله تعالى-: "ومن السّنة اللَّازِمَة الي من ترك مِنْهَا خضلّة لم يقبلهًا ويؤمن بها لم يكن من أهلهًا: ١‏ -"الْإيمَان بالقدر خيره وشره والتصديق بالأحاديث فيه وَالْإِيمَانَ بها لا بُقَال لم ولا كيف إِنَمَا هُوَ النَصْدِيق وَالْإِيمَان بها وَمن لم يعرف تفْسِير الحَدِيث ويبلغه عقله فقد كفي ذَلِكِ وأحكم لَهُ فَعَلَيهِ الإيمَان بِهِ وَالتَسْلِيم مغل حَدِيث الصّادِق المصدوق وَمثل مَا كَانَ مثله في القدر ومثل أَحَادِيث الرُؤَْة كلها وَإِن نبت عَن الأسماع واستوحش مِنْهَا المستمع وَإِنَّمَا عَلَيْهِ الإيمَان بهَا وَأَن لا يرد مِنْهَا حرفا وَاجد وَغَيرهًا من الْأَحَادِيثْ المأثورات عَن القّقَات وَأَن لا يُخَاصم أحدا وَلَا يناظره وَلَا يتعَلَّم الْجدَال فَإن الْكلَام في القدر والرؤية وَالْقُرَآن وَغَيرهَا من السّسّن مَكْرُوه ومنهي عَنَهُ لا يكون صّاحبه وَإِن أصَّاب بِكَلَامِهِ السّئة من أهل السّئة حَتَّى يدع الْجدَال ويؤمن بالآثار". الخرج قول المصنف: "الْإيمّان بالقدرٍ" الإغان بالقدر :هو أصاة من أصول اعتقاد أهل البكثة بتاعت وركة عم أركاة الامات: قال العلّامة ابن القيّم رحمه الله: «إِنَّ أهمّ ما يجب معرقتّه على المكلّف التَبيل فضلًا عن الفاضل الحليل ما وَرَدَ في القضاء والقّدَر والحيكمة والتّعليل فهو من أَسْئ المقاصدء والإيمانُ به قُطْب رَحى التّوحيد ونظامه» ومبداً الدّين الميين وخجتامه, فهو أحدٌ أركان الإبمان وقاعدة أساس الإحسان التي يرع إليها ويدور في جميع تصاريفه عليهاء فالعدلٌ قِوَامِ الملك؛ واليكمة مَظهر الحمد, والتَّوحيد مُتضمن لنهاية الحكمة وكمال التّعمة» ولا إله إلا الله وحده لا شريكٌ لهء له الميلك» وله

الحمند» وهو على كا 0 قدير 4 فبالقدرة والفكيية لير علق وشرعه المي 712 ,بي محرحر ع3 5 َو ماده ع :

(ألا له الشلق والامر مارك لل رب لْعَتلِمِينَ ) [الأعراف: ؛ ه]»(28).

والقّدّر في اللغة: مصدر قَدَرْتُ الشّىء إذا أخطث مقداره.

وهو عند أهل الكُنّة والجمّاعَة: قُدرة الله وعلمه ومشيئته وحلقه وكتابته» فلا تتحرك د ة فما فوقها إلا بمشيئته وعلمه وقدرته (869).

ومن أدلة القَدَّر:

قوله تعالى: [ اللَهُ خَالِقْ كك شَيْءٍ] [الزمر: 57]» وقوله جل وعلا: ( نا كل سَئْءٍ

سو اي

عو الى صد سد حَلفَنهُ ِعَدَرِ) [القمر:59]» وقوله عز وحل: (قل أعود برب الفلق

مِن سر ما حَلََ ) [الفلق: ١-؟].‏ وحديثُ جبريل لما سأل رسولٌ الله قلخ عن الإبمان» فقال له رسولٌ الله قَليه: «أن تُؤمن بالله وملائكته وَكتُبهِ ورُسله واليوم الآخرء وتُؤمن بالقّدّر؛ خيره وشَرّه» (90). والمؤمن يؤمن بكل ما قضاه الله عز وجل وقدره خيراً أو شر حلواً أو مر فهو يؤمن به ويرضى به من الله سبحانه وتعالى. ثم قد علم الله ما العباد عاملون وإلى ما هم سائرون ولا يخرجون من علم الله عز وجلء ولا يكون في الأراضين ولا في السموات وإلا ما علم الله عز وجل وهذا قد تقدم بأنه أحد مراتب القدرء وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولا خالق مع الله عز وحل. فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيءء فكذب القدرية الذين قالوا: إن العبد يخلق فعله؛ فالعبد لا يخلق فعله, والله تعالى حالق كل شيءء لكن الله عز وحل (88) مُقَدّمة كتابه «شفاء العليل» (ص"). (89) انظر: «شفاء العليل» لابن القَيِّم (ص: .)١١‏

(50) أخرجه البخاري (50) من حديث أبي هريرة رضي الله عن ومسلم (8) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله

شاء وأراد عز وحل أن يكون لهذا العبد فعل» وأن يكون لهذا العبد مشيئة» وذلك الفعل وتلك المشيئة لا تخرج عن كوتحا خلق الله عز وجل ولا تخرج عن إرادة الله عز وحل ومشيئته سبحانه وتعالى. الإبمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان هو الاعتقاد الحازم بتقدير تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق .يه علمه واققضته .حكمته؛ قال حل وعلا: [إنا كل شيء خلقناه بقدر)» ونؤمن مع ذلك أن الله تعالى جعل للعبد اختيارًا وقدرة بمما يكون الفعل» وإن كان لا يخرج بحمما عن مشيئته سبحانه؛ قال يحانة :( لقن شاة منكة أذ لتقيو وكا * تَضَامُونَ إلا العَالج 1 إلامكاد أن الله تعالى أرسل [ رُسْلَا مُبَسَرِينَ وَمُنْذِرِينَ علا يَكُونَ لِنّاسِ عَلَى الله بَعْدَ البُسُْلِ]» ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واحتياره ما بطلت حجته جل وعلا على الناس بإرسال رسله.

أ

ذا وق الأو

وقول المصنف: "خميرة وشره'"

هذا اللفظ ورد في قوله صلى الله عليه وسلم عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإبمان: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخرء وتؤمن بالقدر خيره وشره)) ' 7

والحديث 0 دلالة ظاهرةً على مذهب أهلٍ السنّة في إثبات القَدَرِ ووجوب الإيمانٍ بجميع المقادير: خيرها وشيّهاء خُلْوها ومُرّماء تَفْعِها وضيّهاء قليلها وكثيرهاء وأنه واقعٌ مِن الله تعالى ‏ على العباد في الوقت الذي أراد أَنْ يَمَعَ لا يَتَقَد يَتَقدَّمُ الوقتَ ولا يَتَأخرُ على ما سبو سَبَقَ بذلك في علم الله بحري الواقعاث بقضاءٍ الله 5 وتحت تصرّفه وإرادته؛ فما شاءَ كان وما لم يت لم يكن» وما أصابت

العبد لم يكن لِيُْطِتَه وما أخطأه لم يكن لِيُصيبَه وما تَقَدمَ لم يكن لِيتأعرَ وما

.)8( رواه مسلم‎ ١

تَأَخَرَ لم يكن لِيَتقدَّمَ؛ فلا مانِعَ لِمَا أعطى ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ» ولا يكون في مُلْكِه إِلّا ما يُرِيدُ وهو . سبحانه . غيرُ ظلّام للعبيد.

وجاء في لفظ: ((أن تؤمن بالقدر خيره وشره. حلوه ومره)). بزيادة حلوه ومره» قد حاءت في عدة أحاديث:

فمنها حديث عمر الطويل في قصة جبريل» وأصل الحديث في الصحيح, ولكن هذه الزيادة عند ابن حبان 15

وحديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة'* والبيهقي والطبراني» والسنة لابن أبي عاصم.؟* وكذلك في حديث جبريل الطويل» وحديث عبد الله بن عمرو عند الطبراتي في الأوسط”*)» وحديث عدي بن حاتم عند ابن ماجهاث) محديك أس عند ابن التهار ”3

وقال الحافظ ابن حجر "إتما من باب التقرير بالإبدال» يعني أتما وردت

لناكيك المع "5

ويمكن أن يقال: إن لفظ خيره وشره أعم من حلوه ومره» فهو من باب ذكر الخاص بعد العام» وذلك لأن الخير قد يكون مرا والشر قد يكون حلواًء قال

5 رواه ابن حبان في صحيحه؛ ١(‏ /750)) من حديثٍ عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما. وعلق عليه الشيخ الالباني في التعليقات الحسان: -صحيح.

7 الإيمان لابن أبي شيبة:5١١»‏ وقال الألباني صحيح ورجاله ثقات لكنه في صحيح مسلم من طرق أخرى.

تخريج كتاب السنة ١7١‏ وقال الألباني: إسناده ضعيف.

5 المعجم الأوسط للطبراني */ »١١١‏ وقال لم يرو هذا الحديث عن مقاتل إلا عمر تفرد به محمد بن يعلى» وأورده ابن الوزير اليماي ف العواصم والقواصم: 2530/5 وقال: رجاله موثقون.

5 أخرحه ابن ماجحة (807) والطبراني »)١87( )8١ /1١1(‏ انظر: مجمع الزوائد: 9/ ١٠5‏ والحديث فيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك؛ وقال الألباني ضعيف جدًا (ضعيف ابن ماحة: )١17‏ وقال أيضًا في تخريج كتاب السنة لابن أبي عاصم: ١١5‏ إسناده ضعيف جدًا.

أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء: 8/ 278177 وابن عساكر في تاريخ دمشق (71/ 508)» وأبو طاهر السلفي في الطيوريات (5917).

فتح الباري: .)١١8/1(‏

عه مدو َنْ محا

تعالى :(وَعَْسَى أَنْ تَكُرَهُوا شَيْعاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَحَسَى أَنْ نبُوا شَيعاً وَهُوَ سَدٌ كن [البقرة: 5١؟].‏

وقال ابن القيم: "الفرق بين كون القدر حيرا شرا وكونه حلوا ومرا قيل الحلاوة والمرارة تعود إلى مباشرة الأسباب ف العاجل» والخير والشر يرحع إلى حسن العاقبة وسوئها فهو حلو ومر في مبدأه وأوله» وخير وشر ف منتهاه وعاقبته» وقد أجحرى اللّه سبحانه سنته وعادته أن حلاوة الأسباب في العاحل تعقب المرارة في الآحل» ومرارتها تعقب الحلاوة فحلو الدنيا مر الآخرة ومر الدنيا حلو الآخرة» وقد اقتضت حكمته سبحانه أن جعل اللذات تثمر الآلام والآلام تثمر اللذات» والقضاء والقدر منتظم لذلك انتظاما لا يخرج عنه شيء البتة.

والشر مرجعه إلى الآلام وأسبابماء والخير مرحعه إلى اللذات وأسبابماء والخير المطلوب هو اللذات الدائمة» والشر المرهوب هو الآلام الدائمة» فأسباب هذه الشرور وإن اشتملت على لذة ما وأسباب تلك الخيرات وإن اشتملت على ألم ماء فم تعقبه اللذة الدائمة أولى بالإيثار والتتحمل من لذة يعقبها الأم الدائم» فلذة ساعة في جنب ألم طويل كلا لذة وألم ساعة في جنب لذة طويلة كلا ".1

ويجدرٌ التنبية والإشارةٌ إلى أنَّ وَضْف القّدَرٍ بالشرٌ واقعٌ في مفعولات الله تعالى ‏ ومقدوراته المنْمَصِلةٍ عنه التي لا يَتّصِفُ بحاء دون أفعاله القائمة به؛ حال الل ان دالوا نوو روتكيه ب رولةاقا ل سيا اللعابة رسا » ((وَالشُوٌ لَيْس إِلَيكَ)) ٠٠١‏

قال ابن القيم رحمه الله: "معنى قول السلف من أصول الإبمان: الإبمان بالقدر

خيره وشره حلوه ومره...أن القدر للا شر فيه بوجه من الوجوه فإنه علم الله وقدرته

8 شفاء العليل لابن القيم - ؟9/. و عدي روا مسلا و لبالا لأماتروة كرما« لامح بج وزاك ساق الل قا ا او ويام ودعائه في اليل من حديثٍ علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وكتابه ومشيئته وذلك خير محض وكمال من كل وجه فالشر ليس إلى الرب تعالى بوجه من الوجوه لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله وَإِنما يدحل الشر الحزئي الإضائي في المقضي المقدر ويكون شرا بالنسبة إلى محل وخيرا بالنسبة إلى محل آخر وقد يكون خخيرا بالنسبة إلى امحل القائم به من وحه كما هو شر له من وجه بل هذا هو الغالب.

وهذا كالقصاص وإقامة الحدود وقتل الكفار فإنه شر بالنسبة إليهم لا من كل وجه بل من وحه دون وحجه وخير بالنسبة إلى غيرهم لما فيه من مصلحة الزحر والنكال ودفع الناس بعضهم ببعض وكذلك الآلام والأمراض وإن كانت شرورا من وحه فهي خيرات من وجوه عديدة...

فالخير والشر من جنس اللذة والألم والنفع والضرر وذلك في المقضي المقدر لا في نفس صفة الرب وفعله القائم به فإن قطع يد السارق شر موْلم ضار له وأما قضاء الرب ذلك وتقديره عليه فعدل خير وحكمة ومصلحة...

في امتناع إطلاق القول نفيا وإثباتا أن الرب تعالى مريد للشر وفاعل له هذا موضع حلاف احتلف فيه مثبتو القدر ونفاته:

فقال النفاة: لا يجوز أن يقال إن الله سبحانه مريد للشر أو فاعل له قالوا لا يريد الشر وفاعله شرير هذا هو المعروف لغة وعقلا وشرعا كما أن الظالم فاعل الظلم والفاجر فاعل الفجور ومريده والرب يتعالى ويتنزه عن ثبوت معاني أسماء السوء له فإن أمائه كلها حسنى وأفعاله كلها خير فيستحيل أن يريد الشر فالشر ليس بإرادته ولا بفعله قالوا وقد قام الدليل على أن فعله سبحانه غير مفعوله والشر ليس بفعل له فلا يكون مفعولا له.

وقابلهم الجبرية فقالوا بل الرب سبحانه يريد الشر ويفعله قالوا لأن الشر موجود فلا بد له من خالق ولا خالق إلا الله وهو سبحانه إنما يخلق بإرادته فكل

مخلوق فهو مراد له وهو فعله ووافقوا إخوانتحم على أن الفعل عين المفعول والخلق

نفس المخلوق ثم قالوا والشر مخلوق له ومفعول فهو فعله وخلقه وواقع بإرادته قالوا وَإنما لم يطلق القول إنه يريد الشر ويفعل الشر أدبا لفظيا فقط كما لا يطلق القول بأنه رب الكلاب والخنازير ويطلق القول بأنه رب كل شيء وخالقه قالوا وأما قولكم أن الشرير مريد الشر وفاعله فجوابه من وجهين:

أحدهما: إنما يمنع ذلك بأن الشرير من قام به الشر وفعل الشر لم يقم بذات الرب فإن أفعاله لا تقوم به إذ هي نفس مفعولاته وإِنما هي قائمة بالخلق وكذلك اشتقت لمم منها الأسماء كالفاحر والفاسق والمصلي والحاج والصائم ونحوها الجواب الثاني: أن أسماء الله تعالى توقيفية ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء قالوا والرب تعالى أعظم من أن يكون في ملكه مالا يريده ولا يخلقه فإنه الغالب غير المغلوب . وتحقيق القول في ذلك: أنه يمتنع اطلاق إرادة الشر عليه وفعله نفيا وإثباتا في إطلاق لفظ الإرادة والفعل من إبمام المعنى الباطل ونفي المعنى الصحيح فإن الإرادة تطلق بمعنى المشيئة وبمعنى المحبة والرضا فالأول كقوله إِنْ كان اللّهُ يُرِيدٌ أَنْ ُعْوِيَكُمْ وقوله :وَمَنْ يرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ وقوله : (وَإدَا أَرَدْنَا أَنْ تُهْلِكَ قَْيَةً) والثاني: كقوله: (واللّهُ يُيدُ أَنْ يَكُوب عَلَيَكُمْ) وقوله: (يرِيدُ اللّهُ بِكُمْ الِْسْرَ ولا يُريدُ بكم الْعْسْرَ) فالإرادة بالمعنى الأول تستازم وقوع المراد ولا تستلزم محبته والرضا به وبالمعنى الثاني لا تستلزم وقوع المراد وتستلزم محبته فنا لا تنقسم بل كل ما أراده من أفعاله فهو محبوب مرضي له ففرق بين إرادة أفعاله وإرادة مفعولاته فإن أفعاله خير كلها وعدل ومصلحة وحكمة لا شر فيها بوحه من الوجوه وأما مفعولاته فهي مورد الانقسام وهذا إِنما يتحقق على قول أهل السنة أن الفعل غير المفعول والخلق غير المخلوق كما هو الموافق للعقول والفطر واللغة ودلالة القرآن والحديث وإجماع أهل السنة كما حكاه البغوي في شرح السنة عنهم وعلى هذا فهاهنا إرادتان ومرادان

إرادة أن يفعل ومرادها فعله القائم به وإرادة أن يفعل عبده ومرادها مفعوله المنفصل

عنه وليسا بمتلازمين فقد يريد من عبده أن يفعل ولا يريد من نفسه إعانته على الفعل وتوفيقه له وصرف موانعه عنه كما أراد من إبليس أن يسجد لآدم ول يرد من نفسه أن يعينه على السجود ويوفقه له ويثبت قلبه عليه ويصرفه إليه ولو أراد ذلك منه لسجد له لا محالة وة قوله فَعّالُ لِمَا يُرِيدُ إخباره عن إرادته لفعله لا لأفعال عبيده وهذا الفعل والإرادة لا ينقسم إلى خير وشر كما تقدم وعلى هذا فإذا قبل هو مريد للشر أوهم أنه محب له راض به وإذا قيل أنه لم يرده أوهم أنه لم يخلقه ولا كونه وكلاهما باطل ولذلك إذا قيل أن الشر فعله أو أنه يفعل الشر أوهم أن الشر فعله القائم به وهذا محال وإذا قيل لم يفعله أو ليس بفعل له أوهم أنه لم يخلقه ولم يكونه وهذا محال فأنظر ما في إطلاق هذه الألفاظ في النفي والإثبات من الحق والباطل الذي يتبين بالاستفصال والتفصيل وأن الصواب في هذا الباب ما دل عليه القرآن والسنة من أن الشر لا يضاف إلى الرب تعالى لا وصفا ولا فعلا ولا يتسمى باسمه بوجه من الوجوه وإِنما يدخل في مفعولاته بطريق العموم كقوله تعالى (قُنْ أَعُودُ بِرَبّ الْمَلَقِ مِنْ شَرٌ مَا حَلّقَ) [الفلق: ١-؟]‏ فما هاهنا موصولة أو مصدرية والمصدر بمعنى المفعول أي من شر الذي خلقه 0 من شر مخلوقه وقد يحذف فاعله كقوله حكاية عن مؤمني الجن (5 من في الْأَرْضٍ 3 أَرَادَ ِمْ رَيْهُمْ رَسَدَامَ [الجن: ]٠١‏ وقد يسند إلى محله القائم به كقول إبراهيم الخليل (الَّذِي حَلَمَي فَهُوَ يَْدِينٍ لذي هُوَ يُطْعِمْن وَيَسْقِينِ 0 مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: »]6٠0-98‏ وقول الخضر (أَمّا السَفِيئة كانت نميه كن يَعْمَلُونَ في الْبَخْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أ

1

نا لا نَدُ أ

أن

عِِبَهَا وكانَ وَرَاعَهُمْ مَلِكُ يَأَحْدُ كُلَ سَفِينَةٍ عَصْبَا) [الكهف: 75 ] وقال في بلوغ الغلامين (مَأَرادَ رَبك أَنْ يَبْلْعا

هو- ع

أَشدَّهْمًا) [ الكهف: 8١‏ ] وقد جمع الأنواع الثلاثة في الفاتحة في قوله (اهُْدِنًا الصّراط العطافية صِرَاط دوق اليك عَلَيْهُمْ غَيْر الْمَعْضُوب عَلَيْهُمْ وَلَا التتاليم' [النافة تسد ] واشتان إنا سه تن تقهه ليكوت الشر فال

تعالى (ثُلٍ اللّهُمّ َالِكَ الْمُلْكِ تُؤْيِ الْمُلْكَ مَنْ تَسَاُ وتَنْرِعٌ الْمُلْكَ يمَنْ تَسَاءُ وَُِرُ مخ ققاة وثول عن كقاء ويك لتو نلك على كز قروو كبرق '[آل عمران: 5 ؟] وأخطأ من قال المعنى بيدك الخير والشر لثلاثة أوجه: أحدها: أنه ليس في اللفظ ما يدل على إرادة هذا المحذوف بل ترك ذكره قصدا أو بيانا أنه ليس براد. الثاني: أن الذي بيد الله تعالى نوعان فضل وعدل كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ حلق الخلق فإنه لم يغض ما في بمينه وبيده الأخرى القسط يخفض ويرفع)) ''' فالفضل لإحدى اليدين والعدل للأخرى وكلاهما خير لا شر فيه بوحه. الثالث: أن قول النبي صلى الله عليه وسلم :((لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك)) ٠١5‏ كالتفسير للاية ففرق بين الخير والشر وجعل أحدهما في يدي الرب سبحانه وقطع إضافة الآخر إليه مع إثبات عموم حلقه وقول المصنف: "والتصديق بالأحاديث فيه وَالْإِيمَان بِهَا لّا يُقَال لم وَلَا كيف إِنَمَا هُوَ التَصديق وَالْإِيمَان به ومن لم يعرف تفسِير الحَدِيث ويبلغه عقله فقد كفي ذَلِك وأحكم لَهُ فَعَلَيهِ الإيمَان به وَالتَسْلِيم مثل حَدِيث الصّادِق المصدوق ومثل ما كَانَ مثله في القدر وَمثل أَحَادِيث الرُؤْيّة كلها ون نبت عَن الأسماع واستوحش هِنْهَا المستمع وَِنّمَا عَلَيْهِ الإيمَان بها وَأن لا يرد منْهَا حرفا وَاجِد وَغَيِرهَا من الْأَحَادِيثْ المأثورات عَن الثّقَات"

.)١95 ومسلم‎ »)7541١١١ رواه البخاري‎ ١١

رواه مسلم .)/0/١(‏ ٠٠‏ المصدر: شفاء العليل لابن القيم - ؟9/.

يرد بعض الناس النصوص لأن عقله لم يستطع أن يستوعب ذلك النص» ومعلوم أنا مأمورون بأن نسلم ونصدقء فأحياناً قد لا يصل الإنسان إلى فهم النص» أو معرفة معنى النص» أو أن هناك في النص أمراً متعلقاً بالكيفية» وهذا لا تبلغه عقول البشر.

فالواجب على الإنسان أن يُسلم ويصدق بهذا الجانب» فالنصوص لم تأني مما ترده العقول؛ ولم تأي بما يصادم العقل» لكن أحياناً لا تبلغ العقول مبلغ فهم هذا النص» فهذا يأتي من حالين:

إما حال المعنى أو حال الكيفء فحال المعنى فقد يكون بسبب ما يسمى الاشتباه النسبي» بمعنى: أن النص قد يتضح لك ويخفى علي أو العكس» يتضح لي ويخفى عليكء فلمعنى قد لا يبلغه عقلك أو فهمكء وهذا وقع حتى لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

فالصحابة رضوان الله عليهم لما سمعوا قول الله عز وجل : [ الَّذِينَ آمَنُوا و1 يَلِْسُوا إِهَائَهُمْ ِظلْم أُوْلَِكَ كم لمن وَهُمْ مُهْعَدُونَ) [الأنعام: 7]» جاءوا ييكون ويقولون للنبي: "وأينا لم يظلم نفسه" ففهموا من الظلم ظلم النفس» فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعنى الحق» وقال: «ألم تسمعوا لقول العبد الصالح يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلمٌ عظيم»(4 »)٠١‏ فأفهمهم بأن المراد من الظلم هنا هو الشرك؛ لأن الظلم على ثلاثة أنواع:

ظلم النفسء» وظلم الغير» والظلم بمعنى الشرك.

ل قُح» عندما مع قول الله عز وجل : [ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَقٌ يَتببنَ لَكُمْ البِطْ الأَبْيَضْ من الخَيَطٍ الْأَسْوَدٍ مِنَ الْمَجْرِ [البقرة:41١]»‏

جاء بحبلين بعقالين أحدهما أسوة والثاني أبيض ووضعهما تحت وسادته وأحذ

4 انظر صحيح البخاري كِتَابُ الإمَانِ» بَابٌ: ظَلْمٌ دُونَ ظُلْمِ برقم »)١5(‏ ومسلم كِتَابُ الْإيمَانَ» بَابُ صِدْقٍ الإِمَانٍ وَإِخْلَاصِهِ (4 ؟١)»‏ والترمذي (701)» والإمام أحمد في المسند مسند المكثرين من الصحابة (80/.9).

ينظر إليهماء يريد أن يتبين إليه الأبيض من الأسودء فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن قفاك لعريض ألم يقل من الفجر))(١٠)»‏ فبين له أن المعنى هنا بياض النهار وسواد الليل.

فيقع التباس وعدم قدرة على الفهم من جهة المعنى.

أو أن الأمر متعلق بالكيفية كقوله: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا» فنحن لا نعلم كيف نزوله» ولا كيف استوائه فلا نعلم هذه الكيفيات فبعض الأمورٌ أحر لا تبلغها عقولناء فما جحاء النص بما يصادم العقل» لكن قد يأني النص بما لم يبلغه العقل» وما لم يصل إليه عقل الإنسان» إما معىّ من جهة قصور فهمنا أو حقيقة من جهة أن هذا الأمر غيبٌ من الغيوب.

فهذه النصوص نقابلها بالتسليم والتصديق» وإذا كان الأمر متعلقاً بالمعنى سألنا من كان فيها أفقه وأعلم وأعرف», فبالتالي سيبين لك ما هو المعنى المراد من هذا النص» وإن كان أمراً متعلقاً بالكيفية فليس لك إلا القبول والتسليم» فهذه النصوص التي ذكرها من نزول الله عز وجل وكذلك من قوله ((من آتاني يهشي أتيته هرولة)) ونحو ذلك فهذه النصوص بعضها متعلق بالكيف وبعضها متعلق لمعن

فما كان متعلقاً بالكيف فليس لك إليه سبيل؛ لأنه محجوبٌ عناء والله تعالى قد قال:. إ ولا كتقث ما لين لك به عِلَم إِنّ السفع والْبصر والقؤاة كك أؤليك كان عنة مشئولا 1 |[الإسرء:*]ء قليين :لك أن تسخوض أو تخوض:ق شأن الكيف ولا سبيل لك إليها.

> يي

5 انظر صحيح البخاري كِتَابُ الصّوْمء بَابُ قَوْلِ الله تَعَالَ: [ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حي يَتبَيّنَ لَكُمْ اط الْأَبْيَضُ مِنّ الحيّط الْأَسْوَدٍ م مِنَ المَجْرٍ 2 موا الصّيّامَ إلى اللبْلِ] [البقرة: »]١8177‏ برقم »)١3157(‏ ومسلم كِتّاب الصَّيّامء بَابُ بَيَانِ 3 الدّحُولَ في الصّؤم يَحْصّلٌ بطلوىع الْمَخْرٍ... برقم »)٠١90(‏ والترمذي (553370)» والنسائي »)5١179(‏ والإمام أحمد قا السند أول متفتن الكروقين: وا قم

فلا سبيل لك إلى هذه الكيفيات» فمثلاً الروح بين حنبيك وأقرب شيء إليك ومع ذلك لا سبيل إلى معرفة كنهها وكيفيتها مع أنما مخلوقة وبين جنبي الإنسان» فإذاً علينا التسليم والتصديق والتفويض» فالتفويض هنا متعلقٌ بالكيف.

أما تفويض المعنى فليس هناك أبداً في النصوص ما لا يُعلم معناه» اعلم هذا حزماء ولا يقول قائل: هذه الحروف المقطعة في أوائل السور لا يُعلم معناها فهذه ليست كلاماً وإنما هي حروف, ولذلك أنت تقرأها ألف لام ميم» تقرأها حرفاً حرفاًء ومعلوم أن الكلام مركبٌ من الحروف.

فأنت عندما تنطقهاء تنطقها حروفاً لا تنطقها كلمة فليس ألف لام ميم مثل (ألم تركيف فعل ربك بأصحاب الفيل)» فهذه تقرأ حرفاً حرفًا وهذه ثقرأ كلمة» فكيف تطلب لها معنى وهي ليست كلامّاء فالكلام كما قال ابن مالك في تعريفه:

وف 80 11 مور ع فد سو و مانن ا ال اه هم )٠١5(‏ كَلامتا لظ مُفِيْدٌ كَاسْتَقِمْ وَاسْمْ وَفِغْلٌ م حرف الكَلِم

فالكلام ما أفاد معنى» ولا يكون كلاماً حتى يكون مركباً من حروف.

أما الحروف فهي ليست كلاماً حتى تطلب لما معنى» ومعلوم أن الله تعبدنا بالنصوص ألفاظا تلاوة» وتعبدنا بالقرآن كذلك معنى» فنحن متعبدون بإتباع ما جاء فيه» ولا يُعقل أن الله سبحانه وتعالمى يتعبدنا بأمر ليس لنا سبيل إلى معرفة معناه» فأمر المعنى أهل السنة لا يفوضون المعاني» وإِنما يفوضون الكيفيات.

فليس لإنسان أن يفسر شيئاً من ذلك واه أو يرده فإذا رده كان شأنه شأن الجهمية؛ لأن الجهمية هم الذين عطلوا النصوصء عطلوها ألفاظاً بردهاء وعطلوها

معانٍ بتحريف معانيهاء فقالوا: (استوى) استولى» وقالوا: "(اليد) بمعنى النعمة

7 انظر ألفية ابن مالك صفحة (5).

والقدرة"2''9 وقالوا: "(وحاء ربك) وجاء أمر ربك"*'© فهذا شأن الجهمية في رد النصوصء» إما ردها ألفاظاً بقولحم: "إنما أخبار آحاد ولا يحتج بما في باب العقائد أو ردوها معانٍ بحيث أولوا أو حرفوا معانيها من المعانيى الحقة إلى المعاني الباطلة"50١23‏

وبحمد الله تعالى هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو محكم في تنزيله ومحكم في معانيه لكن إذا كان الإنسان يجهل التعامل مع ألفاظ النصوص ومعرفة معانيها فذاك الذي يروج عليه تأويلات هؤلاء» وتأويلاتهم في غاية من الحمق» فعندما يقول: بل يداه مبسوطتان» ويفسرها ويؤوطا بالنعمة والقدرة» كيف يكون المعنى وهو هنا حاء بلفظ التثنية» هل سيقول نعمتاه أو قدرتاه» والله تعالى يقول: [ْبَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَْانِ)» ويقول: | لِمَا علقت بِيَدَي] .

كذلك. خاوت النصوض. ببيان. أن .هناك قبضة: وأن :هناك يعين» ل وَالْأَرض ميا ْمُه يوم الْقَامَةِ ولمكمواث مَطويَاتُ يمينه] [الزمر:1]: وجاء إثبات الأصابع وجاء إثبات الكفء كل هذا في النصوص واضح على أنما يد حقيقية؛ فهذه التأويلات كلها يعني تأويلات قبيحة وواضحة البطلان» لكن من كان لا بصيرة له ولا علم له ستروج عليه هذه الأقوال.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على من أنكر نصوص الصفات: "وكل من هؤلاء مخصوم بما خصم به الآخرء وهو من وجوه:

أحدها: بيان أن العقل لا يحيل ذلك.

والثاني: أن النصوص الواردة لا تحتمل التأويل.

والثالث: أن عامة هذه الأمور قد علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بما بالاضطرار» كما علم أنه جاء بالصلوات الخمس» وصوم شهر رمضانء فالتأويل الذي يحيلها

7 انظر الاحتلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة صفحة .)5١(‏ انظر الرد على الجهمية للدارمي صفحة (75). 8 انظر الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة الحزء الرابع» صفحة (١0٠55١9:2؟15١).‏

عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصوم والصلاة وسائر ما حاءت به النبواث.

الرابع: أن يبين أن العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوصء وإن كان في النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك تفصيله؛ وإِنما عقله بحملاً إلى غير ذلك من الوجوهء على أن الأساطين من هؤلاء والفحول معترفون بأن العقل لا سبيل له إلى اليقين في عامة لالب !قاوذا تان جسكاء ابالو سي قل عل .ذلك فين ارات للق القن 5

فأورد- رحمه الله-أربعة ردود هي:

أولاً: "بيان أن العقل لا يحيل ذلك".

فالنصوص الشرعية فيما أخبرت به من أمور الغيب وغيرها العقل لا يحيلهاء وإن كان قد لا يدركهاء فمما ينبغي اعتقاده أن نصوص الكتاب والسنة الصحيحة والصريحة في دلالتهاء لا يعارضها شيء من المعقولات الصريحة» ذلك أن العقل شاهد بصحة الشريعة إجمالا وتفصيلاء فأما الإجمال» فمن جهة شهادة العقل بصحة النبوة وصدق الرسول صلى الله عليه وسلمء فيلزم من ذلك تصديقه في كل ما يخبر به من الكتاب والحكمة.

وأما التفصيل» فمسائل الشريعة ليس فيها ما يرده العقل؛ بل كل ما أدركه العقل من مسائلها فهو يشهد له بالصحة تصديقا وتعضيداء وما قصر العقل عن إدراكه من مسائلهاء فهذا لعظم الشريعة» وتفوقهاء ومع ذلك فليس في العقل ما يمنع وقوع تلك المسائل التي عجز العقل عن إدراكهاء فالشريعة قد تأتي بما يجير العقول لا بما تحيله العقول.

ثانياً:. "أن النضصوض الواردة لآ تحتمل التأويل".

فمن قول أهل السنة الإيمان بالنصوص على ظاهرها ورد التأويل الفاسدء ويقصد بظاهر النصوص مدلولها المفهوم بمقتضى الخطاب العربيء لا ما يقابل

.)١0 /9( مجموع الفتاوى‎ ٠

النص عند متأحري الأصوليين» والظاهر عندهم على حد تعريفهم: ما احتمل معنى راجحاً وآخر مرجوحاًء والنص هو ما لا يحتمل إلا معنى واحداء (فلفظة الظاهر قد صارت مشتركة» فإن الظاهر في الفطر السليمة» واللسان العربي» والدين القيم) ولسان السلفء غير الظاهر في عرف كثير من المتأخرين)١١1.‏

فالواحب في نصوص الوحي إجراؤها على ظاهرها المتبادر من كلام المتكلم, واعتقاد أن هذا المعنى هو مراد المتكلم» ونفيه يكون تكذيباً للمتكلم؛ أو اتحاماً له بالعي وعدم القدرة على البيان عما في نفسه. أو اتماماً له بالغين والتدليس وعدم النصح للمكلفء وكل ذلك ممتنع في حق الله تعالى وحق رسوله الأمين صلى الله عليه وطلني:

ومراد المتكلم يعلم:

أ-إما باستعماله اللفظ الذي يدل بوضعه على المعنى المراد مع تخلية السياق عن أية قرينة تصرفه عن دلالته الظاهرة.

ب-أو بأن يصرح بإرادة المعنى المطلوب بيانه.

ج-أو أن يحتف بكلامه من القرائن التي تدل على مراده.

وعلى هذا فصرف الكلام عن ظاهره المتبادر -من غير دليل يوحبه أو يبين مراد المتكلم-تحكم غير مقبول سببه الجهل أو الحوى. وهذا وإن ماه المتأخرون تأويلاً إلا أنه أقرب إلى التحريف منه إلى التأويل؟11.

إذ لم يعرف القول بالتفويض بهذا المعنى في القرون الثلاثة الأولل» بل ظهر في القرن الرابع» كما قال ابن تيمية وقال: وأول من قال به أبو منصور الماتريدي -

المتوفي 7 *ه- وأبو الحسن الأشعري -المتوفي 4 ”١‏ في محاولة للتوسط بين منهج

(«(بجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (795/رى075١).‏ ١‏ التأويل: هو نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج على دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ. ((لسان العرب)) لابن منظور .)5715/١1(‏

السلف في إثبات النصوص وبين المنهج العقلي المسكمد هن الفلسفة اليونانية: .. وإنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي محرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك» بمنزلة الأميين الذين قال الله تعالى فيهم: وَمِنْهُمْ ون ل يَعْلَمُونَ الكتاب إلا أَمَايَ وَإِنْ هُمْ إلا يَظْنُونَ .انتهى بتصرف.

ولا يسلم لهذا المتأول تأويله حتى يجيب على أمور أربعة:

أحدهما: أن يبين احتمال اللفظ لذلك المعنى الذي أورده من حجهة اللغة.

الثاني: أن يبين وجه تعيينه لهذا المعنى أنه المراد.

الثالث: أن يقيم الدليل الصارف للفظ عن حقيقته وظاهره؛ لأن الأصل عدلمه.

قال ابن الوزير رحمه الله: "من النقص ف الدين رد النصوص والظواهر» ورد حقائقها إلى ابحاز من غير طريق قاطعة تدل على ثبوت الموحب للتأويل"١1.‏

الرابع: أن يبين سلامة الدليل الصارف عن المعارض» إذ دليل إرادة الحقيقة والظاهر قائم» وهو إما قطعي, وإما ظاهرء فإن كان قطعيا لم يلتفت إلى نقيضه. وإن كان ظاهراً فلابد من الترحيح4١١.‏

ومما يدل على إعمال الظواهر أنه لا يتم بلاغ ولا يكمل إنذار» ولا تقوم الحجة ولا تنقطع المعذرة بكلام لا تفيد ألفاظه اليقين» ولا تدل على مراد المتكلم بحا؛ بل على حلاف ذلكء فينتفي عن القرآن - والعياذ بالله - معنى الحداية» وشفاء الصدورء والرحمة» التي وصف الله تعالى بما كتابه الكريم» ومعاني الرأفة والرحمة والحرص على رفع العنت والمشقة عن الأمة» التي وصف الله تعالى بما نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز» وهو الذي ترك الأمة على مثل البيضاء ليلها

.)١55ص( ((إيثار الحق)) لابن الوزير‎ ١١ ((مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (557-70/5)» و((الصواعق المرسلة)) لابن قيم الجوزية‎ 65 .)٠١١3/5( و((بدائع الفوائد)) لابن قيم الحوزية‎ »)530-788/1(

كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالكء فلا التباس في أمره ونهيه» ولا إلغاز في إرشاده وخبره» باطنه وظاهره سواء» كيف لاء وهو القائل: ((إنه لم يكن نبي قبلي إلاكان حما عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم...))115.

ودلالته صلى الله عليه وسلم للأمة في شأن اعتقادها أهم أعماله؛ وأولاها بالإيضاح والإفهام بلسان عربي مبين» والحزم واقع بأن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فهموها على وحهها الذي يفهمه العربي» بغير تكلف ولا تمحل في صرف ظواهرهاء ومن كان باللسان العربي أعرف ففهمه لنصوص الوحي أرسخ, وقد قال عنم راض الله عنه: (يا أيها الناس» عليكم بديوان شعركم في الجاهلية» فإن فيه تفسير كتابكم؛ ومعاني كلامكم)115.

وقال ابن تيمية رحمه اللّه: "لم يكن في الصحابة من تأول شيئا من نصوصه - أي نصوص الوحي - على خلاف ما دل عليه؛ لا فيما أخبر به الله عن أسمائه وصفاته؛ ولا فيما أخبر به عما بعد الموت"7١1.‏

وف إنكار التأويل الكلامي ومناهج الفلاسفة ومن تأثر بكم من المتكلمين» يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وقد توسع من تأر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم, ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان» وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل-ولو كان مستكرهثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو أشرف العلوم» وأولاها بالتحصيل» وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامي جاهلء فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف, واحتنب ما أحدثه الخلف"728١.‏

رواه مسلم .)١18544(‏ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. 5 انظر ((تفسير القرطبي)) )١١١/٠١(‏ و((الموافقات)) للشاطبي (68/7). («(مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية .)١57/١7(‏

((فتح الباري)) لابن حجر .)5717/١7(‏

ويقول ابن تيمية رحمه الله مبيناً خطورة التأويل: "فأصل خراب الدين والدنياء إنما هو من التأويل الذي دل يرده الله ورسوله بكلامه؛ ولا دل عليه أنه مراده» وهل اختلفت الأمم على أنبيائهم إلا بالتأويل وهل وقعت في الأمة فتنة كبيرة أو صغيرة إلا بالتأويل» وهل أريقت دماء المسلمين في الفتن إلا بالتأويل» وليس هذا مختصاً بدين الإسلام فقط؛ بل سائر أديان الرسل لم تزل على الاستقامة والسداد حتى دخلها التأويل» فدخل عليها من الفساد ما لا يعلمه إلا رب العباد"115.

يقول شيحٌ الإسلام ابن تيمية: 'فَعُمدَةٌ مَن مُخاِفٌ الكتاب والسنّة هو الاحتجاجٌ بقياس فاسد» أو نقلٍ كاذب» أو خطاب شيطابي» وأشنعٌ من هؤلاء مَن يوؤْصَّْ بعقلِه الفاسدٍ أو ذوقه الشيطانىي أصولاً يتَحذَّها ديناً وشرعاً يعارضُ بما نصوص الكتاب والسنّة» فإنْ واقَقَثْ النصوص ما أَضّلَهُ هو بعقله أو ذوقه احتجّ كما اعتضاداً لا اعتماداً» وإن خالفت ما أَضّلَهُ كانت له معها إحدى ثلاث طرق:

الأولى: رد النتصوص وتكذيبها إن كانت أحاديث,» وبخاصة أحاديث الآحاد.

الثانية: صرفها عن ظواهرها التى وُضعت لما.

الثالثة: إبقاؤها على ظواهرها مع اعتقاد نفي مقتضى الظاهر» ويسمّى ذلك تفويضاً .١17١"‏ موافقة لنصوص الكتاب والسنة لفظا ومعنى» مع بعد عن التكلف في الدين, والقول على الله بغير علم» والافتراء على رسوله الأمين» فضلاً عن ما فِي ذلك من مصلحة سد باب الخروج على العقيدة ببدعة محدثة» وسد باب الخروج على

الشريعة» والاجتراء على الحرمات» والتهاون بالطاعات والوقوع في المنكرات»

59 (أعلام الموقعين)) لابن قيم الجوزية (5/5١؟).‏

(لفتاوى (ص5”4 وص557 .)١‏

بصرف ألفاظ الوعد والوعيد عن حقيقتها وظاهرهاء ودعوى أن كل ذلك غير مراد.

"وهذه القاعدة تفيد بطلان مذهب المفوضة في الصفات» الذين يفوضون معاني النصوص إلى الله مدعين أن هذا هو مذهب السلفء وقد علم براءة مذهب السلف من هذا المذهب بتواتر الأخبار عنهم بإثبات معاني هذه النصوص على الإجمال والتفصيلء وإِنما فوضوا العلم بكيفيتها لا العلم بمعانيها"١؟1.‏

ثالثاً: أن عامة هذه الأمور قد علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بما بالاضطرار» كما علم أنه جاء بالصلوات الخمس» وصوم شهر رمضانء فالتأويل الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصوم والصلاة وسائر ما جاءت به النبوات

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جميع الدين أصولّه وفروعه» باطنه وظاهره, عِلمَهُ وعملة؛ فَإنَّ هذا الأصل هو أصلك أصولٍ العلم والإبمان" ١١‏

بل كان قول أهل العلم: من الله البيان» وعلى رسوله البلاغ» وعلينا التسليم.

وما يشهد للصحابة في فهمهم مراد الله ومراد نبيه صلى الله عليه وسلمء والأحذ بظواهر النصوص» وتفسيرها مما يظهر منها: قول ابن مسعود رضي الله عنه: والله الذي لا إله غيره» ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت» ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت» ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه١١.‏

/

«(القواعد المثلى)) للشيخ ابن عثيمين 5 "7). ١‏ الفتاوى: 55/١9‏

37 رواه البخاري »)5.0٠07(‏ ومسلم (451؟). من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وقال مسروق رحمه الله: كان عبد الله يقرأ علينا السورة ثم يحثنا فيها ويفسرها عامة النهار. ؛ ١١‏

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: نعم ترجمان القرآن ابن عباس75١.‏

وقال مجاهد رحمه اللّه: 'عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات» من فاتحته إلى حاتمته» أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها"5١١.‏

فلم يتوقف الصحابة عن تفسير النصوص والأخذ بظواهرها؛ ويستثنى من ذلك النصوص الخاصة بصفات الله تعالى» فقد أحذوا بظواهرها فأثبتوها دون تفسير أو تكييف لعناها.

قال ابن تيمية رحمه الله: "إن الصحابة والتابعين ل يمتنع أحد منهم عن تفسير آية من كتاب الله ولا قال هذه من المتشابه الذي لا يعلم معناه» ولا قال قط أحد من سلف الأمة ولا من الأثمة المتبوعين: إن في القرآن آيات لا يعلم معناهاء ولا يفهمها رسول الله صلى الله عليه وسلمء ولا أهل العلم والإيمان جميعهم, وإِنما

قد ينفون علم بعض ذلك عن بعض الناس» وهذا لا ريب فيه"/1١.‏

5 رواه الطبري في تفسيره .)10/١١(‏

5 رواه أبو خيثمة في ((العلم)) (/5)» وابن أبي شيبة في ((المصنف)) 787/7؛ وأحمد في ((فضائل الصحابة)) (ص8547) »)١555(‏ والطبري في تفسيره (15/1). والحاكم (//11) كلهم موقوفاً عن ابن مسعود رضي الله عنه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ول يخرحاه» وقال ابن كثير في تفسيره :)١1/1(‏ إسناده صحيح» وقال الألباني في كتاب «(العلم)) لأبي خيثمة: إسناده صحيح على شرط الشيخين. ورواه الطبراني »)٠١8/1١1١(‏ والأصبهاني في ((حلية الأولياء)) )17/١(‏ مرفوعا عن ابن عباس. وقال الحيثمي في ((مجمع الزوائد)) (59/5 5): رواه الطبراي وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف.

5 رواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) .)١55/5(‏ والدارمي (707/1) »)١١70(‏ والطبري في تفسيره (78/1)؛ والطبراني (١١//ا/ا)»‏ والحاكم .)5١307/7(‏

7 («(مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية .)١85/1١7(‏

ع آنا

قال الذهبي: قال سفيان/؟ ١وغيره:‏ "قراءتما-أي آيات الصفات-تفسيرها"» يعني أتما بينة واضحة في اللغة» لا يبتغى بما مضايق التأويل والتحريف ١7٠.١79‏ والواحب في نصوص القرآن والسنة إحراؤها على ظاهرها دون تحريف لاسيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها.

ودليل ذلك: السمعء والعقل.

أما السمع:

فقوله تعالى: (َرَلَّ بِهِ الرُوح الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَحُونَ مِن الْمُنْذرِينَ يلِسَانٍ عَرَيّ مُبينِ) [الشعراء: .]١55-١95‏

وهذا يدل على وحوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن بمنع منه دليل شرعي.

وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم» وبين أنمم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان.

فقال: (ِأَمْتَطْمَعُونَ أن يُؤْمِنُوأ لك وَقَذَ كانَ قَرِيقٌ مّنَهُمْ يَسْمَعُونَ كلهم الله 2 رْفُونَهُ من بَعْدِ مَا عَمَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 75].

وقال تعالى: (مّنَ الَّذِينَ هَادُوأ يُرَقُونَ الْكَلِمَ عن مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سهعْنا

ينا الآية | لاع 45]:

وهو الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى» روى ذلك عنه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (571/9)؛ والدارقطني في ((الصفات)) ١‏ ؟5) وانظر: ((الاعتقاد)) للبيهقي »)١١8‏ و((اجتماع الجيوش الإسلامية)) لابن قيم الجوزية (5/1 .)١١5 2١١‏

9 (ا(العلو)) للذهبي (515).

." 57 المصدر: علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة محمد يسري ص‎ ٠

وأما العقل: فلأن المتكلم بمذه النصوص أعلم براده من غيره» وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة١1؟١.‏

واعلم أن من قواعد أهل السنة المقررة أن الأصل أن يحمل النص على ظاهره» وأن الظاهر مراد» وأن الظاهر ما يتبادر إلى الذهن من المعاني» وأنه لا يخرج عن هذا الظاهر إلا بدليل» فإن عدم الدليل كان الحمل على الظاهر هو المتعين؛ والحمل على خلافه تحريف» فالنصوص الشرعية نصوص هداية ورحمة لا نصوص إضلال» فلو قدر أن المتكلم أراد من المخاطب حمل كلامه على خلاف ظاهره وحقيقته من غير قرينة ولا دليل ولا بيان لصادم هذا الفعل مقصود الإرشاد والمحداية وأن ترك المخاطب و«الحالة هذه بدون ذلك الخطاب خير له وأقرب إلى الدى.. .ومن أسباب إخراج النصوص عن ظواهرها عند البعض دعوى معارضتها للمعقول كالشأن في كثير من العقائد الإسلامية» إذ أن من طالع كتب المؤولة وحد عندهم توسعا عجيبا في هذا الباب» وكلما خاضوا بالتأويل في باب جرهم ذلك إلى استسهال التأويل في باب آحر وهكذا حتى آل الأمر بالباطنية مثلا إلى تأويل جملة الشريعة حتى ما يتعلق منها بالأحكام الشرعية كالصلاة والرّكاة والصيام والحج» وجعل ذلك كله من قبيل الباطن المحالف للظاهر... والذي يعنينا هنا أن نؤّكد على أن هذه النصوص الشرعية يحب حملها على ظواهرها ولا يصح تأويلها محرد تنزيلها على واقع حالي أو لتوهم معارضتها للمعقول» وأن تأويلها والحالة هذه مخرج لما عن قصد الشارع وبالتالي فتنزيلها بعد التأويل تنزيل لما على

واقع غير مراد ولا مقصود للشارع"5١١.‏

. المصدر: القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لمحمد بن صالح بن عثيمين -ص17‎ ١ المصدر: منارات وعلامات في تنزيل أحاديث الفتن على الوقائع والحوادث لعبد الله بن صالح العجيري ص/‎ 5

ما أهلْ البدع والتأويل فردوا النصوص بعقوهم الفاسدة: فقد وصفهّم الإمام أحمد رحمه الله بقوله: "مختلفون في الكتاب» مخالفون للكتاب» مجمعون على مفارقة الكتاب» يقولون على الله وني الله وفي كتاب الله بغير علم؛ يتكلمون بالمتشابه من الكلام» ويخدعون جُهَّالَ الناس بما يُشْيّهُونَ عليهم» فنعوذ بالله من فتن المضلّيت" مم ١‏

ونقل الشاطييٌ آثاراً تكد أنّه لا يعارَضُ النقل بالعقلٍ ثم قال: "فالحاصلٌ من مجموع ما تقدّم أن الصحابة ومّن بعدهم لم يعارضوا ما جاء في السنن بآرائهم علموا معناها أو جهلوه" .١75‏

رابعاً: "أن يبين أن العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوصء وإن كان في النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك تفصيله» وإنما عقله بجملاً إلى غير ذلك من الوجوه؛ على أن الأساطين من هؤلاء والفحول معترفون بأن العقل لا سبيل له إلى اليقين في عامة المطالب الإلهية» وإذا كان هكذاء فالواحب تلقّي علم ذلك من النبوات على ما هو عليه."

بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الكلام على مسألة التعارض المتوهم في كتابه (درء تعارض العقل والنقل) وما قاله في ذلك: "ليس في المعقول الصريح ما يمكن أن يكون مقدما على ما جاءت به الرسل وذلك لأن الآيات والبراهين دالة على صدق الرسل وأنهم لا يقولون على الله إلا الحق وأنمم معصومون فيما يبلغونه عن الله من الخبر والطلب» ولا يجوز أن يستقر في خبرهم عن الله شيء من الخطأ كما اتفق على ذلك جميع المقرين بالرسل من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم؛ فوجب أن جميع ما يخبر به الرسول عن الله صدق وحق لا يجوز أن يكون في ذلك شيء مناقض لدليل عقلي ولا ممعي فمتي علم المؤمن بالرسول أنه أخبر بشيء

٠‏ الرد على الجهمية (ص55). 4 الاعتصام (385/9).

من ذلك جزم جزما قاطعا أنه حق وأنه لا يجوز أن يكون في الباطن بخلاف ما أحبر به وأنه يمتنع أن يعارضه دليل قطعي ولا عقلي ولا سمعي وأن كل ما ظن أنه عارضه من ذلك فإنما هو حجج داحضة وشبه من جنس شبه السفسطائية» وإذا كان العقل العالح بصدق الرسول قد شهد له بذلك وأنه يمتنع أن يعارض خبره دليل صحيح كان هذا العقل شاهدا بأن كل ما حالف خبر الرسول فهو باطل فيكون هذا العقل والسمع جميعا شهدا ببطلان العقل المخالف للسمع"ه”

"فالعقل الصريح عند أهل السنة يوافق النقل الصحيح؛ وعند الإشكال يقدمون النقل ولا إشكال؛ لأن النقل لا يأ بما يستحيل على العقل أن يتقبله؛ وإنما يأق بما تحار فيه العقول» والعقل يصدق النقل في كل ما أخبر به ولا العكس.

ولا يقللون من شأن العقل؛ فهو مناط التكليف عندهم, ولكن يقولون: إن العقل لا يتقدم على الشرع -وإلا لاستغنى الخلق عن الرسل-ولكن يعمل داخل دائرته» ولحذا موا أهل السنة لاستمساكهم قا وتسليمهم المطلق لدي النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى :(قإن لك ي: نسقيدينوا لك قاغلة أنها يثو

هو- عه

َم ل ل الظَّالِمِينَ) [القصص: .5] 14.

وقول المصنف: "أن لا بُخَاصم أحدا وَلَا يناظره ولا يتَعلّم الْجدَال فَإِن الْكُلام شق القدر والرؤية وَالْقُرْآن وَعَيِرهَا من السَئّن مَكْرُوه ومنهي عَنهُ لا يكون صَاحبه وَإِن أُصَاب بَكلَامِهِ السّئة من أهل السّنة حَتَّى يدع الجدّال ويؤمن بالآثار".

امحادلة والمناظرة لأهل البدع فإن الأصل فيها كما تقدم عدم مجادلتهم ومناظرتهم لكن هذا الأصل له استثناء حيث ورد عن السلف أتحم ناظروا أهل البدع والأهواء» وي شأن هذا الأمر يفصل الأمر لنا شيخ الإسلام

5 درء تعارض العقل والنقل ١١١ /١‏ 5 الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري ص 51 .١‏

ابن تيمية فيقول: "ولعل الراحح في المسألة أن الأمر يختلف باختللاف الممصلحَة.

١-فإن‏ كان الخصم في مقام دعوة الناس إلى قوله وإلزام الناس بما أمكن اذيفال ل سن على أحد أن فني داعي إلة مادعا اليه سيول الله صلى الله عليه وسلمء فما لم يثبت أن الرسول دعا الخلق إليه 1 يكن على الناس إحابة من دعا إليه» ولا له دعوة الناس إلى ذلك» ولو قدر أن ذلك المعى حق.

وهذه الطريق تكون أصاح إذا لبس مب منهم على ولاة الأمور, وأدخلوه في بدعتهم؛ كما فعلت الجهمية بمن لبسوا عليه من الخلفاء حتى أدخلوه في بدعتهم من القول بخلق القرآن وغير ذلك» فكان من أحسن مناظرتهم أن يقال: إثتونا بكتاب أو سنة حتى بحيبكم إلى ذلك وإلا فلسنا نحيبكم إلى ما لم يدل عليه الكتاب والسنة.

وهذا لأن الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتاب منزل من السماءء وإذا ردوا إلى عقولهم فلكل واحد منهم عقلء وهؤلاء المحتلفون يدعي أحدهم أن العقل أذَّاهِ إلى علم ضروري ينازعه فيه الآخر» فلهذا لا يحوز أن يجعل الحاكم بين الأمة في موارد النزاع إلا الكتاب والسنة.

ويحذا ناظر الإمام أحمد الجهمية لما دعوه إلى امحنة» وصار يطالبهم بدلالة الكتاب والسنة على قولهم.

فلما ذكروا حججهم كقوله تعالى: [ خَالِقُ كلك شَئْءِ] [الأنعام »]١٠١١‏ وقوله: (مَا يَأَِهِمْ من ذِكْرٍ مِنْ رَيِمْ نُحَدَثِ] [الأنبياء ؟]» وقول النبي صل الله عليه وسلم: "تحيء البقرة وآل عمران"» وأمثال ذلك من الأحاديث.

أحابهم عن هذه الحجج بما بين به أتما لا تدل على مطلوهم.

ولما قالوا: ما تقول في القرآن أهو الله أو غير الله؟ عارضهم بالعلم فقال: ما تقولون في العلم أهو الله أو غير الله؟ ولما ناظره أبو عيسى محمد بن عيسى برغوث-وكان من أحذقهم بالكلام-ألزمه التجسيم. وأنه إذا أثبت لله كلاماً غير مخلوق لزم أن يكون جسماً.

فأحابه الإمام أحمد: بأن هذا اللفظ لا يُدرى مقصودد المتكلم به» وليس له أصل في الكتاب والسنة والإجماع» فليس لأحد أن يلزم الناس أن ينطقوا به ولا بمدلوله.

وأخبره أني أقول: هو أحدء صمدء لم يلد ولم يلد ولم يكن له كفواً أحد» فبين أني لا أقول هو جسم ولا ليس بجسم, لأن كلا الأمرين بدعة محدثة في الإسلام» فليست هذه من الحجج الشرعية التي يجب على الناس إجابة من دعا إلى موجبهاء فإن الناس إنما عليهم إجابة المسول فيما دعاهم إليه وإحابة من دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلمء لا إحابة من دعاهم إلى قول مبتدع» ومقصود المتكلم بما بجمل لا يُعرف إلا بعد الاستفصال والاستفسارء فلا هي معروفة في الشرع» ولا معروفة بالعقل إن لم يستفسر المتكلم بما.

فهذه المناظرة ونحوها هي التي تصلح إذا كان المناظر داعياً.

١-وأما‏ إذا كان المناظر معارضاً للشرع بما يذكره» أو ممن لا يمكن أن يرد إلى الشريعة.

مثل من لا يلتزم الإسلام ويدعو الناس إلى ما يزعمه من العقليات أو ممن يدّعي أن الشرع خاطب الجمهور» وأن المعقول الصريح يدل على باطن يخالف الشرع؛ ونحو ذلك.

أو كان الرجل ممن عرضت له شبهة من كلام هؤلاء.

فهؤلاء لابد في مخاطبتهم من الكلام على المعاني التي يدعوتما إما:

.مهظافلأب-١‎

؟-وإما بألفاظ يوافقون على أنما تقوم مقام ألفاظهم.

وحينئذ يقال لهم الكلام إما:

أ-أن يكون في الألفاظ.

ب-وإما أن يكون في المعاني.

جح-وإما أن يكون فيهما.

فإن كان الكلام في المعاني المحردة من غير تقييد بلفظ كما تسلكه المتفلسفة ونحوهم ممن لا يتقيد في أسماء الله وصفاته بالشرائع بل يسميه غلة وغاشقاً ومعشوقا وخر ذلك:

فهؤلاء إن أمكن نقل معانيهم إلى العبارة الشرعية كان حسناً.

وإن لم يمكن مخاطبتهم إلا بلغتهم؛ فبيان ضاللحم ودفع صيالهم عن الإسلام بلغتهم أولى من الإمساك عن ذلك لأجل مجرد اللفظ. كما لو جاء جيش كفار ولا يمكن دفع شرهم عن المسلمين إلا بلبس ثيايهم» فدفعهم بلبس ثياهم خير من ترك الكفار يجولون في خلال الديار حوفاً من التشبه بكم في الثياب.

وأما إذا كان الكلام مع من قد يتقيد بالشريعة.

فإنه يقال له: إطلاق هذه الألفاظ نفياً وإثباتاً بدعة» وفي كل منها تلبيس وإيهام» فلابد من الاستفسار والاستفصال؛ أو الامتناع عن إطلاق كلا الأمرين في النفي والإثبات.

وقد ظن طائفة من الناس أن ذم السلف والأئمة للكلام إنما برد ما فيه من الاصطلاحات اتحدثة كلفظ (الجوهر) و(الجسم) و(العرض)» وقالوا: إن مثل هذا لا يقتضي الذم, كما لو أحدث الناس آنية يحتاحون إليهاء أو سلاحاً يحتاجون إليه لمقاتلة العدو» وقد ذكر هذا صاحب الإحياء

وغيره.

وليس الأمر كذلك: بل ذمهم للكلام لفساد معناه أعظم من ذمهم لحدوث الألفاظ» فذموه لاشتماله على معان باطلة مخالفة للكتاب والسنة» ومخالفته للعقل الصريحء ولكن علامة بطلاتما مخالفتها للكتاب والسنة» وكل ما حالف الكتاب والسنة فهو باطل قطعاً. ثم من الناس من يعلم بطلانه بعقله» ومنهم من لا يعلم ذلك.

وأيضاً: فإن المناظرة بالألفاظ المحدثة الحملة المبتدعة المحتملة للحق والباطل إذا أثبتها أحد المتناظرين ونفاها الآخر كان كلاهما مخطئاء وأكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء. وفي ذلك من فساد العقل والدين ما لا يعلمه إلا الله.

فإذا رد الناس ما تنازعوا فيه إلى الكتاب والسنة فالمعاني الصحيحة ثابتة فيهماء والمحق بمكنه بيان ما يقوله من الحق بالكتاب والسنة7؟١.‏

وقال ابن عثيمين: "المحادلة والمناظرة نوعان:

النوع الأول: محادلة ماراة: بماري بذلك السفهاءء ويجاري العلماء» ويريد أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة.

النوع الثاني: محادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور كما“ .

وقال الكرماني: "الجدال: هو الخصام, ومنه قبيح وحسن وأحسن؛ فما كان للفرائض فهو أحسن,ء وماكان للمستحبات فهو حسن,ء وماكان لغير ذلك فهو قبيح"' ''.

فهذه الخصومات وهذا الجدل وهذا المراء أمرٌ محدّث لا يُوجد إلا الشك ف القلوب ويبعد عن الحق» ومهما حصلا من نفع منه ف بعض

7 انظر: درء تعارض العقل والنقل .)580-55//١(‏

العلم ص .١515‏

9 فتح الباري لابن حجر .5١15 /١١‏

الأحيان» فهو يسير لكن شره وفير» وقد يقول هؤلاء: نحن نخاصم به أهل الباطلء الذي لا يؤمن بالقرآن والسنّة» وهذه حجة باطلة فهؤلاء لا الإسلام نصروا ولا الباطل كسرواء فالقرآن» خاطب الكفار وخاطب المشركين وخاطب أهل الكتاب» خاطبهم بقال الله وقال الرسول» وفيه من الحجج والبراهين ما يكفي لبيان الحق ودفع الباطلء ففي القرآن والسنّة من الأدلة العقلية واليقينية ما يغني ويشفي ولسنا بحاجة إلى

المنن قال المصنف-رحمه الله تعالى-: ؟-"(وَالفُرَآن كلام الله وَلَيْسَ بمخلوق) وَلَا يصف ولا يَصح أن يَقُول لَْسَ بمخلوق قَالَ فَإن كلام الله لَيْسَ ببائن مِنْهُ وَلَيْسَ مِنَْهُ شَيْء مخلوقا وَإِيَّاك ومناظرة من أخذل فيه ومن قَالَ بِاللّفْظِ وَغَيره ومن وقف فيه فَقَالَ لا أَذْرِي مَحْلُوق أو لَيْسَ بمخلوق وَإِنَّمَا هُوَ كلام الله فَهَدَا صَاحب بدعة مثل من قَالَ هُوَ مَحْلُوق وَإِنَمَا هُوَ كلام الله ليس بمخلوق". الخرج قول المصنف: "وَالْقُرْآن كلام الله" أي نؤمنٌ بأن القرآن كلامٌ الله عز وجل منه بدأ وإليه يعود» وأن هذا كلام الله بحرفب وصوتٍ مسموعين وأن الله سبحانه وتعالى أسبمعه جبريل» وجبريل أبلغه محمد صلى الله عليه وسلمء وأن الكلام هو

وجاءً أهلٌ الباطل فأنكروا وقالوا إن كلام الله مخلوق» وجاءً من قال إن القرآن حكاية عن كلام الله» أو عبارة عن كلام الله وزعم مَن زعم أن الله تعالى لم يتكلم كمذا القران.

ونصوصٌ القرآن واضحة بأنه كلامه سبحانه وتعالى (وَِنَْ أذ : من الْمُشْركِينَ اتات دا حٌَّ يَسْمَعَ كَلمَ اللَّه) [التوبة الآية:7] فهذا الكلام كلامه سبحانه وتعالى» منه بدأ» تكلم به حقيقةً» ونثبثُ صفة الكلام لله عز وجل كما أثبتها لنفسه وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلمء وأن الله سبحانه وتعالى لكلامه صوت كما جاءً في النصوصء؛ وأنه بحرف وصوت مسموعين» وأنه سبحانه وتعالى يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء سبحانه وتعالى» وأن القرآن كلامُ الله تعالى غيرٌ مخلوق. فالقرآن كلام الله ليس ككلام البشرء وقد توعد الله من لمكم القرآن بأنه ككلام البشرء توعّده بالنار فقال تعالى: 5 إِنْ هَذَا إِلَّا و ل اقفر اكه سَهَرَ * [المدثر: 275 55]» فإن كان كلام البشر مخلوقًا لحمء فكلام الله ليس مخلوقًا له إنما هو صفةٌ من صفاته سبحانه. وقد تولى كبر مسألة القول بخلق القرآن: الحهميةٌ والمعتزلة النفاة للصفات. وادعاء القول بأن القرآن مخلوق» هو حرم عظيم وذنب كبير» لسببين: الأول: أن هذا الادٌّعاءَ قولٌ على الله بغير علم» وجعل الله القول عليه بغير علم فوق الشرك؛ قال تعالى: أثُل ما حَرّمَ َي المَوَاحِشَ ما ظَهْرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وان والْبَعْيَ بِعَيْرِ الحَق وأَنْ تُشْرَكُوا باللّهِ مَا 1 يُنَرْلْ يه سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُونُوا عَلَى الله مَا لا تَعْلَّمُونَ» [الأعراف: *"]. فجعل القول على الله بلا علم فوق الشرك. الغاي: أنه كذب على الله؛ قال تعالى: لإويَوْمَ الْقيَامَةِ تَرَى الَِّينَ كُدَّبُوا عَلَى الله

جُوهُهُمْ مُسْوَدَةٌ 4# [الزمر: ٠]؛‏ فهو متوعدٌ بأن يسود وجهّه يوم القيامة» نعوذ

1

بالله.

ومعنى افتراء الجهمية والمعتزلة هذا: أن الله لم يكن قبل ذلك متكلمّاء ثم تكلم تخالل اللهن ذللف علوًا كبيا: ومذهب أئمّة الحديث والسئّة: أن الله تعالى لم يل متكلّمَاء إذا شاءء؛ ومتى شاءء وكيف شاءء وهو يتكلم بصوت يُسمّعء وأن نوع الكلام قدم» وإن لم يكن الصوت المعين قديًا. وقد أثبت الله الكلام لنفسهء خلاقًا لما يعتقده الضالونء فقال تعالى: 99 وَلَمّا جَاءَ مُوسَى لِمِيمَاتَِا وَكَلَّمَهُ َنّهُ 4 [الأعراف: 49 »]١‏ وكذلك أثبته لنفسه في الآخرة بعد دخحول أهل الجنة؛ فعن حابر رضي الله عنه» قال: قال رسول الله مَلعْ: «بَيّنا أهلٌ الحنة في نعيم إذ سطع لهم نور فرفعوا أبصارهمء فإذا الربثُ جل جلاله قد أشرّف عليهم من فوقهم» فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة...»؛ الحديث(:15١).‏ وبوّب البخاري في «صحيحه» على ذلك فقال: «باب كلام الرب تبارك وتعالى مع أهل الجنة» (041؛ وقال لأهل النار: ف احْسَقُوا فِيهَا ولا تُكَلمُونِ » [المؤمنون: م١١].‏ وهذه مسألة من كبريات مسائلٍ باب الصفات؛ فأكبرُ مسألتين في باب الأسماء والصفات رَكّر عليها أعداء الإسلام تركيزاً شديداً © مسألةٌ العلو. © ومسألةٌ الكلام. لأنحم إذا أبطلوا كونَ القرآن كلام الله أبطلوا حقيقة الوحي» وإذا أبطلوا علوٌ الله تعالى أبطلوا وحوده» فهذه غايتهم وهدفهم الذي يريدون أن يصلوا إليه. لأن أعظم ركيزتين لدى الفلاسفة هما: )١509‏ أتخرحجه ابن ماجه »)١85(‏ وابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» (38) باحتلاف يسيرء والبزار كما في «بجمع

الزوائد» للهيثمي )٠١١/1(‏ واللفظ له. )١5١(‏ «صحيح البخاري» (9/ .)١5١‏

.١‏ أن العلمّ مصدره الإنسان. وغي هذا تكذيب للوحي. ؟. وأن المعلومات والعلوم محصورةٌ في المحسوس المشاهد.

وؤاهقا إلكار اللغيب اقلم الغبب قو اله: فلذلك وقفوا وقفةً حبيثة» وهجموا هجمةً شرسة ضد هاتين الصفتين» فإذا كنا نقول إنحم يزعمون أن العلوم مصدرها الإنسان» ونحن نقول إن العلم الشرعي مصدره الوحي فلمًا هؤلاء يلغونَ أن الله تكلم حقيقة يون في أن هناك وحي وقالوا: هذه عبارة محمد؛ أو عبارة حبريل» وأن الله ما تكلم حقيقة. لأنمم إذا أسقطوا الوحي وقطعوا عليك طريق الوحي فسيتساوى قولٌ محمد مع قول أي بشر من الناس.

فتسلّط أعداء الله على باب الصفات من أجل أن يشككُوا في كلام الله وأن ا في وحود الله وذلك بإنكارهم بأن يكون القرآن كلامُ الله حقيقة إنكارهم لعلو الله عز وجل.

فوقف أهل السنّة موقفاً عظيماً صلباً حتى إنه كما هو معلوم في زمن فتنة القول بخلق القرآنء فقام المأمون وهو كان من المعتزلة ويتبئٌ قول المعتزلة» فعذّب مَن عذَّب من العلماء وفصّلّهم عن وظائفهم وسجنهم وقام بتعذيبهم لأجلٍ أن يرف هذا الشعار؛ أن القرآنَ مخلوق وأنه ليس كلام الله حقيقة.

وقول المصنف: وَلَا يصف وَلَا يّصح أن يَقُول لَيْسَ بمخلوق قَالَ فَإن كلام الله لَيْسَ ببائن مِنْهُ وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْء مخلوقا"

فيجب أن نؤمن بأن القرآن كلامٌ الله وتنزيله» ليس بمخلوق لأن القرآنَ من الله وما كان من الله فليس بمخلوق '* 'لذلك لا يجوز كما نسمع من بعض الناس أن يقول: ورب المصحفء وهذا يقع فيه جهلة الناس» القرآن ليس مربوب» إنما

ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاباً يُعرف باسم:"التسعينية" بين فيه بطلان هذا القول من تسعين وجهاً.

القرآن كلام الله عز وحل وكلامه منه وماكان منه فهو ليس بمخلوق فمن قال: ورب المصحف فهذا على عقيدةٍ باطلة» فإن كان جاهلاً عُلَّم وإن كان مخالفاً أقبيت عليه البو ,

وقول المصنف: "وَإِيّاك ومناظرة من أخذل فيه

التماري في هذه المسائل أو المراء في القرآن وامحادلة في هذا الأمر هذا عدّه

العلماء من الكفر.

أقُولُ؟ قَالَ: ألبس أنت عَمْلُونًا؟ قُلث: 0 ثَالَ: فَكَلَامْكَ مئْكَ ععْلُوقٌ. قُلث: لَّ: أُوَلَيْس الْقُرْآنُ مِنْ كلام الله قُلْتْ : نَعَمْ. قَالَ: وَكُلَامُ الله من الله؟

فى

لع قا الكو نكا قال فَيَكُونُ من اللَّه ثَ شع عخلوق؟". ١44‏

وقول امف ابي قا وال 5200 فيه فَقَالَ لا أذْري مَخْلُوق أو لَيْسَ

بمخلوق وَإِنّمَا هُوَ كلام الله فَهَدَا صّاحب بدغة مثل من قَالَ هُوَ مَخْلوق وَإِنمَا هُوَ كلام

الله لَيّسَ بمخلوق".

بين هنا قضية اللفظ والملفوظ؛ يعنى مسألة: هل اللفظ بالقرآن مخلوق أو لا؟ هل يجوز أن يقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق؟

١ 41‏ روى الخطيب البغدادي في :"تاريخ بغداد" (1/ 757) رقم: (35/847): من طريق عكرمة قال: شهدت ابن عباس صَّلَى على جنازة رجل من الأنصار» فلما سُوَي في اللحد وني التراب عليه قام رجل منهم فقال: اللهم رب القرآن ارحمه. اللهم رب القرآن أوسع عليه مَدَاخِله فالتفت إليه ابن عباس مُعْضبًا فقال: يا عبد الله أما تتقي اللّه؟ يا عبد الله أما تتقي الله؟ أما علمت أن القرآن منه؟ قال: فرأيت الرجل نكس رأسه ومضى استحياء ثما قال له ابن عباس» كأنه أتى على كبيرة".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وعن عكرمة قال: كان ابن عباس في جنازة» فلما وُضع الميت في لحده قام رحل فقال: اللهم رب القرآن اغفر له» فوثب إليه ابن عباس فقال له: مَه! القرآن منه. وي رواية: القرآن كلام الله» وليس يَرْبُوب» منه خرجء وإليه يعود"."الفتاوى الكبرى" (5/ )401١‏

.)7577/١( فتاوى"‎ عومجم"١‎ 5

واللفظ يأني بمعنى: التلفظ» ويأت بمعنى الملفوظ؛ هل هو الملفوظ الخارج» أو حركة اللسان التلفظ؟

فمعلوم أنه إن أريد الأول وهو التلفظ: فالتلفظ من أفعال العبد» وأفعال العباد مخلوقة.

وإن عن باللفظ الملفوظ فالملفوظ هو القرآن.

لهذا صارت الكلمة محتملة» واستعمال المحتملات في العقيدة بدعة؛ فإنه لا يجوز أن تستعمل مثل هذه العبارة التي قد تحتمل شيئًا آخر؛ فيفهم الناس منها فهمًا غير سليم.

ولهذا كان الإمام أحمد يقول: «مَن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع» ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع أيضَّا»؛ لأتما تحتمل هذه وهذه. وقد سكت السلف عن الإطلاق؛ لأنَّ الألفاظ المحتملة فيما يتصل بذات الله حل وعلا أو صفاته أو أفعاله أو أمور العقيدة والغيبيات لا يجوز استعمالاء وينهى عنها.

ولحذا قال ابن القيم رحمه الله:

وَعَلَيِكَ بِالنَفْصِيلٍ وَالتَيِينِ قَالُ *** إِطْلاقُ وَالإِجْمَالُ دُونَ بَيَانٍ

قَدْ أَفْسَدَا هَذَا الؤُحُود وَعَبَطًا ال *** أَذْهَانَ وَالآرَاءَ كُكَ رَمَانِ )١45(‏

وقد رأي الإمام أحمد وبعض الأئمة أنه لا يُقال: اللفظ بالقرآن مخلوق» ولا يقال: غير مخلوق؛ لأن الكلام هنا محتمل» فعندما يقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق» فهل يقصد به القرآن الذي هو كلام الله تعالى» أو يقصد فعل المخلوق؟

فإن قال: اللفظ بالقرآن غير مخلوق» فقد لا يقصد هنا كلام الله تعالى» وإنما

يقصد كلامه هوء وهذا حطأ؛ لأن نطق الإنسان مخلوق» فالمسألة تكون محتملة؛

ه؛ )١‏ انظر: «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناحية» لابن القيم. 6)١55(‏ 2 بن

فمن هذا الباب باب منع الإمام أحمد والأئمة من أهل السنة أن يُقال: لفظي القرآن مخلوق أو غير مخلوق؛ لأن هذا اللفظ محتمل.

بينما ينص الإمام البخاري وبعض أهل السنة على أن اللفظ بالقرآن الذي هو نطق الإنسان مخلوق» فإِذًا قَصّلوا وبيّوا أنه إذا قصد النطق فهذا مخلوق» وإذا قصد الأصل الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى الملفوظ» فهذا غير مخلوق. وحدثت في هذه المسألة فتنة للبخاري» أثارها عليه شيخه محمد بن يحبى الذهلي» ودافع عنه ابن القيم في كتابه «الصواعق»» وقال: «إن البخاري في هذه المسألة أقعد وبِيّن ووضّح وفصّل في هذه المسألة» وتشنيع الذهلي عليه هذا من باب الغيرة والحسد الذي بين الشيخ وتلميذه؛ لأن البخاريّ تفوق عليه.

فالمسألة محل حلاف, مثل مسألة الاسم والمسمّى؛ لأن المخرج فيهما واحد؛ لأن كلا المسألتين تعودان إلى صفة الكلام» والكلام: صفة من صفات الله سبحانه وتعالى غير مخلوق» وبناء على ذلك ترتّب حلاف في مسألة اللفظ وفي مسألة الاسم والمسمى؛ لأن أسماء الله تعالى من كلامه» والقرآن من كلامه يق فحصل حلاف ف هذه المسألة بناءً على ذلك.

أصل النزاع في المسألة:

مسألة خلق القرآن حدثت في زمن محنة الجهمية والفتنة المشهورة فهي وليدة هذه الفتنة ومنها نشأ النزاع فيها هل الإيمان مخلوق أم لا؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لما سئل: هل الإبمان مخلوق أم غير مخلوق؟ (فالجواب أن هذه المسألة نشاً النزاع فيها لما ظهرت محنة الجهمية في القرآن هل هو مخلوق أم غير مخلوق؟ وهي محنة الإمام أحمد وغيره من علماء المسلمين» وقد جرت بما أمور يطول وصفها هناء لكن لما ظهر القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق» وأطفأ الله نار الجهمية المعطلة.

صارت طائفة يقولون: إن كلام الله الذي أنزله مخلوق» ويعبرون عن ذلك

باللفظ. فصاروا يقولون ألفاظنا بالقرآن مخلوقة» أو تلاوتنا أو قراءتنا مخلوقة» وليس

مقصودهم جرد كلامهم وحركاتحم بل يدخلون فيه نفس كلام الله الذي نقرؤه بأصواتنا وحركاتنا.

وعارضهم طائفة أخرى فقالوا: ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة.

فرد الإمام أحمد على الطائفتين وقال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع. وتكلم الناس حينئذ بالإيمان فقالت طائفة: الإبمان مخلوق وأدرجوا في ذلك ما تكلم الله به من الإيمان مثل (قول لا إله إلا الله)» فصار مقتضى قولحم أن هذه الكلمة مخلوقة» ولم يتكلم الله بتماء فبدع الإمام أحمد هؤلاء» وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: («(الإبمان بضع وسبعون شعبة أعلاها: قول لا إله إلا الله))'*' أفيكون قول لا إله إلا الله مخلوقا؟.

ومراده أن من قال: إن ألفاظنا وتلاوتنا وقراءتنا للقرآن مخلوقة» كان مقتضى كلامه أن الله لم يتكلم بالقرآن الذي أنزله. وأن القرآن المنزل ليس هو كلام الله)"؟١‏ وقال رحمه الله: (وإذا قال: الإبهان مخلوق أو غير مخلوق؟ قيل له: ما تريد (بالإيمان)؟ أتريد شيئا من صفات الله وكلامه. كقول (لا إله إلا الله) و(إيمانه) الذي دل عليه اهمه المؤمن» فهو غير مخلوق. أو تريد شيا من أفعال العباد وصفاتحم فالعباد كلهم مخلوقون» وجميع أفعالهم وصفاتمم مخلوقة» ولا يكون للعبد الحدث المخلوق صفة قديمة غير مخلوقة» ولا يقول هذا من يتصور ما يقولء» فإذا حصل الاستفسار والتفصيل ظهر الحدى وبان السبيل؛ وقد قيل أكثر اختللاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماءء وأمثالما مما كثر فيه تنازع الناس بالنفي والإثبات إذا فصل فيها الخطاب» ظهر الخطأ من الصواب.

والواحب على الخلق أن ما أثبته الكتاب والسنة أثبتوه» وما نفاه الكتاب والسنة نفوه» وما لم ينطق به الكتاب والسنة لا بنفي ولا إثبات استفصلوا فيه قول القائل: فمن أثبت ما أثبته الله ورسوله» فقد أصاب» ومن نفى ما نفاه الله ورسوله

١ 55‏ رواه البخاري (9) ومسلم (5؟) ١‏ مجموع الفتاوى 7 >

فقد أصابء ومن أثبت ما نفاه الله أو نفى ما أثبته الله فقد لبس دين الحق بالباطل» فيجب أن يفصلا ما في كلامه من حق أو باطلء فيتبع الحق ويترك الباطل» وكل من خالف الكتاب والسنة فإنه مخالف أيضا لصريح المعقول» فإن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح. كما أن المنقول عن الأنبياء عليهم السلام لا يخالف بعضه بعضاء ولكن كثيرا من الناس يظن تناقض ذلكء وهؤلاء من الذين اختلفوا في الكتاب [ذَلِكَ بِأَنَّ الله َبَلَ الكتاب بالق وَإِنَّ انَّذِينَ اختَلفُوأ في الكتابٍ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدِ1 [البقرة الآية: »]١175‏ ونسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم» صراط الذين أنعم عليهم من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)** '

قال الإمام أحمد-رضي الله عنه-: من قال: الإيمان مخلوق كفرء ومن قال: غير مخلوق ابتدع. فقيل: بالوقف مطلقاء وقيل: أقواله قديمة وأفعاله مخلوقة. قال ابن حمدان في نماية المبتدئين: وهو أصح. ونقله عن ابن أبي موسى وغيره. ونقل الإمام الحافظ ابن رحب في طبقات الأصحاب في ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي-قدس الله روحه -ما لفظه قال: روي عن إمامنا أحمد-رضي الله عنه- أنه قال: من قال: الإيمان مخلوق فهو كافر» ومن قال: قديم فهو مبتدع.

قال الحافظ عبد الغني: وإنما كفر من قال بخلقه؛ لأن الصلاة من الإيمان» وهي تشتمل على قراءة وتسبيح وذكر الله-عز وجل-ومن قال بخلق ذلك كفر» وتشتمل على قيام وقعود وحركة وس حون ومن قال بقدم ذلك ابتدع. انتهى

بحروفه» والله-تعالى-الموفق) "11

المتن قال المصنف-رحمه الله تعالى-:

“*" مجموع الفتاوى 17 5515 5 لوامع الأنوار البهية /١‏ 455

*-"وَالْإِيمَان بِالرُؤْيَة يَوْم الْقِيَامَة كُمَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْأَحَادِيثْ الصّحاح". الخرح من عقيدة أهل السنة والجماعة أتمم يؤمنون بأن أهل الإيمان يرون ركم يوم القيامة كما وردت الأدلة بذلك فمن القرآن: © قوله تعالى: (للّذِينَ أَحْسَئُوا الحُسْق وَزيَادَةٌ) [يونس:17] فقد فسرت الحسئ بالحنة والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم» قال القرطبي: (وقد ورد هذا عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب في راوية وحذيفة وعبادة بن الصامت وكعب بن عجرة وأبي موسى وصهيب وابن عباس في رواية وهو قول جماعة من التابعين وهو الصحيح في الباب. وروى مسلم في صحيحه عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دحل أهل الحنة الحنة قال اللّه تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون: ألم تبيض وحوهنا؟ ! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟! قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ريهم عز وجحل. وفي رواية * تلا وللّذِية أخهموا الحشى وَزِيَادَة ١٠٠١.16١‏ © قوله تعالى: ولدينا مزيد (ِمُْم ما يَشَاوُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِينُ [ق: 75] فقد فسر المزيد في هذه الآية بأنه النظر إلى الله تعالى كالآية السابقة» قال ابن كثير: (إن المزيد الذي يتفضل الله به على عباده فوق ما يشاءون هو ظهوره تعالى لهم). 57 ١‏ وحذا فسر الآية ابن جرير الطبري والقرطبي وغيرهما ودلالتها عن الرؤية كالآية السابقة.

6 رواه مسلم .)١181(‏ ١‏ تفسير القرطبي // .7١‏

تفسير ابن كثير ١/8/5‏ 4.

© قوله تعالى: (وُجُوةٌ يَوْمَيِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَ رَبّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: ١١-؟]‏ ووجه

الاستدلال بالآية على الحواز ما نقل أن (نَاظِرَة) أي رائية رؤية بصرية يوم القيامة كما قال أهل السنة والجماعة . قال أبو الحسن الأشعري: "قال الله عز وحل: (وُجُوةٌ يَوْمَئِذٍ تَّاضِرَةٌ) [القيامة: 1] يعني: مشرقة (إِلَ رَبّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: ؟] يعنى: رائية» ولا يحوز أن يكون بمعنى نظر التفكر والاعتبار لأن الآخرة ليست بدار الاعتبار» ولا يجوز أن يكون عني نظر الانتظار لأن النظر إذا ذكر مع ذكر الوجه فمعناه نظر العينين اللتين في الوجه". ١٠‏ من السنة:

أخبرٌ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليله البدر» لا تُضامُون في رؤيتم)). 4 ١١‏

وفن "عغرير' يرن .غبنك الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون ربكم عيانا)). ه١١‏

قال ابن القيم (وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الدالة على الرؤية فمتواترة رواها عنه أبو بكر الصديق» وأبو هريرة» وأبو سعيد الخدري» وحرير بن عبد الله البحلي» وصهيب بن سنان الرومي» وعبد الله بن مسعود الحذلي» وعلي بن أبي طالب, وأبو موسى الأشعري, وعدي بن حاتم الطائي, وأنس بن مالك الأنصاريء وبريدة بن الخصيب الأسلميء» وأبو رزين العقيلي» وجابر بن عبد الله الأنصاري» وأبو أمامة الباهلي» وزيد بن ثابت» وعمار بن

ياسر» وعائشة أم المؤمنين» وعبد الله بن عمرء وعمارة بن رويبة» وسلمان الفارسي»

١ 8‏ الإبانة عن أصول الديانة ص .١7‏ انظر صحيح البخاري كِتَابُ التَّوْحِيدِء بَابُ قَوْلٍ الله تعَالَ: [ وُحوةٌ يَوْمعِذٍ ناضِرَةٌ إِلَ رَبّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 7]» برقم (55)» وابن ماجه »)١17/9(‏ والإمام أحمد في المسند مُسْتَدُ الْمُكْيْرِينَ مِنَ الصّكَابَّة .)١١1١(‏

همه ١‏ رواه البخاري 7

وحذيفة بن اليمان» وعبد الله بن عباس» وعبد الله بن عمرو بن العاص وحديثه موقوف» وأبي بن كعب» وكعب بن عجرة» وفضالة بن عبيد وحديثه موقوف» ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير مسمى. فهناك سياق أحاديثهم من الصحاح والمسانيد والسنن وتلقها بالقبول والتسليم» وانشراح الصدر لا بالتحريف والتبديل وضيق الطعن ولا تكذب بما فم ن كذب بما لم يكن إلى وحه ربه من الناظرين وكان عنه يوم القيامة من ا محجوبين)' *' ثم ذكر بعد ذلك سياق الأحاديث بكاملها. تنبيهات مهمة: بعد شرح ما يتعلق بالنص الذي جاء في كلام المصنف يجدر التنبيه على أمور مهمة تتعلق بمسألة الرؤية» فمسألة رؤية الله عز وحل مُتشعبة؛ إذ تشتمل على المسائل الآتية: © ما يتعلق برؤيته سبحانه وتعالى في الدنيا عيانًا. © ورؤيته جل وعلا منامًا. © ورؤية النبي ٠١‏ لربّه ليلة المعراج. © ورؤية المؤمنين لريهم يوم القيامة وفي الحنة. © وكذلك رؤية المنافقين والكافرين له حل حلاله يوم القيامة.

ومسألة رؤية الله يُلحقها العلماء بباب الصّفات» مع أن البحث في رؤية العبد لربه وليس العكسء ولكنهم يُلحقونها بباب الصفات. وأعطي نبذة عن هذه المسائل فأقول: أولًا: رؤية الله في الدنيا يقظة. رؤية الله في الدنيا يقظة غير واقعة شرعاء وغير تمكنة» وقد اتفقت الأمهٌ على

أن الله تعاللى لا يراه أحدٌّ في الدنيا بعينه» ول ينازعوا في ذلك إلا ما شَذّ من بعض

7 حادي الأرواح ص 77١‏

عُلاة الصُوفية؛ فقد زعموا أنه يجوز رؤية الله في الدنياء وأنه يزورهم ويزورونه في الحضرة الإلهية ويَرَؤنه"*'2 وهؤلاء لا عبرة بخلافهم؛ إذ كله كذب ودجل.

ومن اذَّعى رؤية الله في الدنيا بعيني رأسه فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة والجماعة, وهو فال

قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-في ردّه على مَن زعم رؤية الله في الدنيا يقظة: «مَن قال من الناس: إن الأولياء أو غيرهم يرى الله بعينه في الدنيا فهو مبتدع ضال» مُخالف للكتاب والسنة» وإجماع سلف الأمة» لا سيما إذا اذَّعوا أتمم أفضل من موسىء فإن هؤلاء يُستتابون» فإن تابوا وإلا قُتلوا». ٠١8‏

وقد بَيّن-رحمه الله-علة عدم إمكان رؤية الله في الدنيا بالعين» حيث قال: «وإنما ل ثَرهِ في الدنيا لعجز أبصارناء لا لامتناع الرؤياء فهذه الشمس إذا حدق الرائي البصر في شعاعها ضعف عن رؤيتها لا لامتناع في ذات ا مرئي ) بل لعجز اراق فإذا كان في الدار الآحرة أكمل الله قُوى الآدميين حتى أطاقهم رؤيته ولهذا لما تحلى الله للجبل عي موسى صعمّاء قال: سبحانك! ثبت إليكء وأنا أول المؤمنين بأنّه لا يراك حي إلا مات» ولا يابس إلا تَدَهْدَهء ولحذا كان البشر يَعجزون عو يوقي الكل ف موه ل مَن أيده الله» كما أَيّد نبينا صلى الله عليه وسلم)*”.

والأدلة التي استند عليها أهل السنة في إجماعهم على عدم وقوع رؤية الله في الدنيا يقظة- كثيرة؛ منها:

قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في «صحيح مسلم»: ((تَعَلّمُوا أنّه لن يرى أحد منكم ربه-عز وحل-حتى يموت))'' ١‏ فهو صريح في عدم وقوع الرؤية البصرية لأحد من الناس لله جل وعلا في هذه الدار الدنيا حتى ولو كان نبياءِ لأن

.)٠١٠ /١( «الملل والتحل» للشّهرستاني‎ ١ .)٠١ 5 /( «بجموع الفتاوى»‎

8 «منهاج السنة النبوية» (؟/ 795).

أخرحجه مسلم (9121؟) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

الله-حل وعلا-قد مُنع موسى-عليه السلام-من أن يَرَاه وهو أحد أ العزم من الرسل» فكيف بمن دونه مِن سائر المؤمنين؟! فإن الله جل وعلا-لما قال له

موسى: [رَبٌ أرني أنظ إلَيْكَ) [الأعراف:57١]‏ قال: [لَنْ تراني) [الأعراف: 47‏ فمنعه من أن يراه» وفي قوله: [فَلَمًا بَحلَى ره لِلْجبَلٍ جَعَلَهُ دكا وَحَرَّ مُوسَى ورن ]لقان للها سب سدكه لاي شع كيك نف افر ليق

ثانيًا: رؤية الله-عز وجل-في المنام.

ذهب جمهور العلماء إلى جواز رؤية الله في المنام» وأنما قد تقع صحيحة» بل ذكر القاضي عياض-رحمه الله-اتفاق العلماء على هذه المسألة؛ فقال: «ولم يختلف العلماء في جواز صحة رؤية الله في المنام». "3

وقال الإمام البَغوي رحمه اللّه: «رؤية الله في المنام جائزة؛ قال معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِن تُعست فرأيت ريّ))؛ وتكون رؤيته-جَلْت قُدرته- ظهور العدل والفرج والخصب والخير لأهل ذلك الموضع؛ فإن رآه فوعد له جنة» أو مغفرة» أو بحاة من النار» فقوله حق» ووعده صدقء وإن رآه ينظر إليه فهو رحمته» وإن رآه معرضًا عنه فهو تحذير مر: سيدا لقوله سبحانه وتعالى: [أُوْليِكَ ل حَادقَ َُمْ في الآخرة ولا يُكُلْمُهُمُ اللّهُ وَل نَظَرُ إِلَيْهِمْ) [آل عمران: 007]ء وإن أعطاه شيئًا من متاع الدنيا فأحذه. فهو بلاء ومحن وأسقام تصيب بدنه. يتعظم بها أجرُه: لا يَزال يضطرب فيها حتى يُؤديه إلى الرحمة» وحسن العاقبة». "

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومن رأى الله-عز وجل-ف المنام نه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرّائي؛ إن كان صالحًا رآه في صورة

حسنة» وهذا رآه النبى صلى الله عليه وسلم 2 اموي صورة. ..4. ١١7‏

0١‏ «إكمال المعْلِم بفوائد مُسلم» (7/ )5١١‏ ط. دار الوفاء. 5 «شرح السنة» (؟١/‏ 3551 558).

«بجموع الفتاوى» (5/ .)١55١‏

وقال في موضع آخر: «وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه» فإذا كان إيمانه صحيحاً لم يره إلا في صورة حسنة» وإذاكان في إيمانه نقص رأى ما يُشبه إيمانه» ورؤيا المنام لما حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة, ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق...» ١١4‏

وقال الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: [مَاكَانَ لي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإ الأغلى إِذْ يحْتَصِمُونَ1 [ص: 14]: فأمًا الحديث الذي رواه الإمام أحمد: ((... فإذا أنا بربي-عز وجل-في أحسن صورة» فقال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملا الأعلى؟ قلت: لا أدري يا رب)). أعادها ثلانا ((فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وحدت برد أنامله بين صدريء» فتجلى لي كل شيء وعرفث...»» فهو حديث المنام المشهور» ومّن حعله يقظة فقد علط وهو في السّنن من طرق». ١"‏ '

ثالعًا: رؤية الله-عز وجل-في الآخرة.

وهذه المسألة تقدم الحديث عنها في بداية شرح كلام المصنف عن رؤية الله وقد حاول المعتزلة إنكارها ورد النصوص الواردة فيهاء وقد أحاب أهل السنة على شبههم وبينوا أن رؤية الله في الآحرة جائزة عقلًا وواقعة شرعاء ولا يرد على هذا قوله تعالى: إلا تُدْرَكهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكٌ الأَبْصَارَ] [الأنعام: »]١٠١*‏ فقد استدل به المعتزلة على نفي الرؤية مطلقّاء مع أن المراد بالآية ليس نفي الرؤية» وإنما المراد نفي الإدراك؛ لأتما سيقت مساق المدحء ولو كان المراد نفي الرؤية لما كان في ذلك مدح؛ لأن المعدوم هو الذي لا يُرَىء والكمال في إثبات الرؤية هو نفي الإدراك؛ لأن النفي ا محض لا يأتِ في صفات الله وإنما الذي يأت هو النفي الذي يستلزم إثبات ضده من الكمال.

5 «ججموع الفتاوى» (9/ .)89٠‏

6 «تفسير ابن كثير» (7/ .)1١‏

فالمعنى: أنه يُرى ولا يحاط به رؤيدٌ إلا تُذْرَكُهُ الْأَبْصارُ؛ لكمال عظمته كما أنه يعلم ولا حاظ .يه غلم لكمال عظمقه و[ ل تأخذة ينة ولا كوم لكمال قوته واقتداره» وهكذا.

وقد ورد عن بعض السلف أن الآية تفيد نفي الرؤية في الدنياء فروى ابن كثير عن إسماعيل بن علية في قول الله تعالى: ]لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار] أنه قال: «هذا في الدنيا».

وقد ذهب الآخرون إلى أن هذا النفي العام لرؤية جميع جميع الأبصار له سبحانه

رن

وتعالى مُحصّصٌ بما ثبت من رؤية المؤمنين له جل وعلا في الآخرة.

وقال ابن القيّم رحمه الله: "دل الكتاب والسنّةُ المجواتِرةٌ وإجماغٌ المكحابة وأئمةٌ أهلٍ الإسلام والحديث عَلَى أنَّ الله يُرى يوم القيامّة بالأبصارٍ عبان كما يُرى القّمَرُ ليلة البدرٍ صَّحْوَاء و وَكُمَا ثُرى الشّمسِئ في الظّهيرة» فَإن كان ما أَحبَرَ به الله وَرَسُوله عنه من ذلك حَقِينَة-وإنَّ له والله حقٌّ الحقيقة-قّلَا يكن أن يَروة إِلّا من 0 لاسيكالة أن يزوة 0 منهم؛ أو من خلفهم, أو أمامهم وَنَحُو ذَلِكَ...» فلا يَتَمعُ في كلب العبد بعد الاطلاع عَلَى هَذِ الأَحَادِيث وَفَهِمَ مَعنَاهَا إنكازها

ذم مي أ

والشهادةٌ أن َحَمَّذَا ا الله أ-رؤية المؤمنين لرم جل وعلا: بين المصنفُ رحمه الله هنا أنه قد دَحَلَ في الإبانٍ بالله وَكُتبه وَمَلائِكْتِه وَرُسِلِهِ

كاه “317

الإبمان 0 ا مؤمنينٌ يروتة سبحانه وتعالى يوم م القيامة؛ قَمَنِ ' يُؤُمن اك -سبحانه-

ا

يُرَى يوم القيامة فُقّد رََ دِلّهَ الكتاب والسّنَّة 5 غالق عملت الأَمّة وأككتهاء

وَل يُؤمن باللّه وَمَلائكته وكتبه وَرسَلِه.

5 انظر: «تفسير ابن كثير» (9/ 505).

١17‏ «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» وص ؟55).

فالله سبحانه وتعالى سيخص المؤمنين بمزيد من الإنعام يوم القيامة» وهو رؤيته حل وعلاء فقد روى أبو هريرة رضي اللّه عنه أن ناسًا قالوا: يا رسول الله هل نرى ريّنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله «مّل تُضَارُون في رؤية القمر ليلة البدر؟». قالوا: لا يا رسول الله. قال: «هل تُضارون في الشّمس ليس دونما سحاب؟». قالوا: لا. قال: «فإنّكم ترونه كذلك...»» الحديث ١5‏

وسيخصهم ف الحنة بأعظم نعمة أنعم عليهم بحا؛ ألا وهي تشريفهم وإكرامهم بالنظر إلى وجهه الكريم ف جنة عدن كما قال تعالى: ]وجوه يومئذ ناضرة إلى ريها ناظرة) [القيامة:؟255 1؟].

وقال تعالى عن الكافرين: [ كلا إنهم عن ريحم يومئذ محجوبون] [المطففين: .]١‏

قال الإمامٌ الشافعيئ: «قَدَلَّ هذا على أنَّ المؤمنين لا يحجبون عنه تبارك وتعالى».

وقال جل شأنه: إلحم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد [ق: ه"].

فالمزيد هنا هو: التّظر إلى وحه الله عز وجل» كما فسّره بذلك علي وأنس بن مالك رضي الله عنهما.

وقال سبحانه: ] للذين أحسنوا الحسنى وزيادة] [يونس: 15].

فالحسنى: الحنة» والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم» كما فَسّرها بذلك رسول الله [] بقوله: «إدًا دَحَلَ أَمْل النّة اله قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَ:

15 > يوك 6 تن مم كسك 1 >2 خلك.ه وع ههرم 2]ه 4'. أي | كم رب لب اه ترد ون شيئا أزيدكم! فيُعولون: ا تَبَيْض وُحومّنا؟ َم تدحلنا الجنة وَتنجنا من

ءٍََ 5 ّي وهى الزيادة» ئلا هَذْهِ الآية: سيق احيرا كنك اك ل ذا

أخرحه البخاري (108) ومسلم (5717).

8 أخرجه مسلم )١55(‏ من حديث صُهَيْبٍ رضي الله عنه.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: «وأمًا السنة» فقد تواترت الأخبار عن أبي سعيد» وأبي هريرة» وأنس» وجرير» وصهيبء وبلال» وغير واحد من الصحابة عن النبي [ | : أن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة في العرصات»؛ وفي روضات الجنات» جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه. آمين: ٠١"‏

ب-رؤية الكفار والمنافقين لريتّمم جل وعلا:

ا

ما الكفارٌ واليَافِقِينَ» فَقَّد ذكر شيحٌ الإسلام أنَّ الناسَ قد تَتَارَعَوا في ذلك

على تَلَانّة أقوال؛ فقال: «قَأَمّا مَسَْكةُ ؤي الكْفّارٍ فأَوَلُ مَا الْعَصَرَ الكَلَامُ فِيهَاء

02

وَتَتارّعَ النَّامنْ فِيِهَا-فِيمَا بَلَعَنَابَعْدَ ثَلَاثمْانَة سَنَةِ من الجرّة» وَأَمْسَكٌ عن الكلام

في هَذَا قَومٌّ من العُلّمَاء وَتَكَلّمَ فِيهَا آخَرُوتَ؛ فَاخْتَلَقُوا فِيهَا عَلَى ثَلَانَة أَقوَالِ مَعَ ني مَا عَلِمْت أن أُولَيِكَ المشتَلفِيد فِيهًا تَلَاعَنُوا ولا تَهَاجَرُوا فِيهَا؛ إِذْ في الفِرقٍِ

الما

النَّلَانّةِ كَومٌ فيه فَضْلْء وَهُمْ أَصْحَابُ سُنَّةق».

0 قال رحمه الله: «ِوَالْأَقْوَالُ الثَلانةُ في (رُؤيّة الكُتّارِ): ها: أَنّ الكُمّارَ لا يرَوْنَ رَتَهُْ بحَال؛ لا الميظهر لِلَكُفْرِ ولا المييبٌ له وَهَذَا قَْلُ 7 العلمَاءِ الجأَخْرينء وَعَلَيْهِ يَدُلَّ عُمُومٌ كلام اليقَدمِينَ وَعَلَيدِ حجُهُورْ

ا

1

صّحَاب الإمَام أحمد وَغَيْرهِمْ. . ع - .به 2 3 7 0 5 0 5 8 6 الثاني: أنه يَرَاهُ مَنْ أظهَرَ التؤجيد مِنْ مُؤْمِني هذه الم وَمُنَافِقِهَا وَعْبَرَاتِ 3 َه 2 21 3 أ د 50106 54 م 7 200 2 2# مِنْ أَهْلٍ الكتابء وَذَلِكَ في عَرْصَةٍ القِيَامَ م يَحْتَحِبُْ عَن المنَافِقِينَ» قلا يَرَوْنَه

بعْدَ دَلِكَء وَهَذًا قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ بْنِ حُرّمّة من أَئِمّة أَهْلٍ السُنّة وَقَدْ ذَكرَ القَاضِي

8 و

ُو يَْلى خَحْوَهُ في حَدِيث إِنيَانهِ 13 مم في المؤقيٍ؛ الحلديث المشهُور. الكاللكه أذ الكناو نروتة ززية تقريق. وكغزيب؟ كاللمة إذارأى الشلعاة؛

08 ره 5 1 ا 5 لوست 92 ع2 بر م ع ثم يحتجب عَنهُمْ؛ لِيَعْظْمَ عَذَابُهُمْء وَيَسْتَد عِمَابُهُم وَهَذا قَوْل أبي الحّسّن بن

.)509 /9( «تفسير ابن كثير»‎ ٠

سَال وَأَصْحَابهء وَقَوْلٍ عَبْهِمْ؛ وَهُمْ في الأصُولِ مُنْتَسِبُونَ إلى الإمام أَحْمَد بْنِ حَتْبْلِ) وَإِلّ سَهْل بْن عَبْدٍ اللّهِ لُشتري». ٠١‏

وممّن رح رؤيّة الكُمَارٍ وَامَفِقِينَ لله في عَرَصاتٍ القيامة العَلّامةٌ ابن القيّم رحمه الله في «حادي الأرواح» (ص57١).‏

أما أهل الكفر فكما قال الله سبحانه وتعالى عنهم: (كل إِنّهُمْ عن يَبِمْ يَؤمهذٍ لَمَحْجُوبُون) [المطمّفين:١]»‏ فيُحجبون عن رؤية الله عز وجل» ولا شك أن أعظم عطاءٍ يُعطاه المؤمن؛ النظرٌ إلى وجهه الكريم.

ولذلك أحد الصحابة لما مع ذلك قال: (لن نعم من رب يضحكٌ خيرا) 17 فالله سبحانه وتعالى سيتجلّى لعباده المؤمنين وسيرونه» وهذه الرؤية منها ما يكون ف عرصات يوم القيامة» ومنها ما يكون بعد دخوطم الحنة.

فمن عقيدةٍ أهلٍ السنّة والجماعة أن رؤية الله عز وحل ثابتة بنصوص القرآن والسنّة» فنؤمن بما ونصدّقٌ بما كما أخبرت بذلك النصوص.

المتن قال المصنف-رحمه الله تعال سح 4 -"وأن النِّي قد رأى ربه فَإنَهُ مأثور عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ َسلم صّجيح رَوَاه قَمَادَة عن عِكْرمَة عَن ابن عَبّاس وَرَوَاهُ الحكم بن إبان عَن عِكُرِمَة عن ابْن عَبّاس وَرَوَاه عَليّ بن زيد عن يُوسُف بن مههرَان عن ابن عَيّاس وَالْحَدِيث عندنًا على ظاهره كُمَا جَاءَ عَن لني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْكلَامِ فيه بدعة وَلَكن نؤمن به كما جَاءَ على ظَاهره وَلّا نناظر فيه أحدًا".

.)485 /5( «مجموع الفتاوى»‎ ١

انظر سنن ابن ماجه برقم »)١1(‏ والإمام أحمد في المسند مُسْئَدُ الْمَدَِيينَ »)١5140(‏ ذكره الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة الجزء السادس» صفحة (1707)» وضعفه الأرنؤوط كما في المسند.

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج.

بعد اتفاق أهل السنة والجماعة على أن الله تعالى لا يراه أحد في الدنيا يقظة فقد احتلفوا في رؤية نبينا صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج.

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في ليلة المعراج فقد وقع الخلاف فيها

إما إنكار هذه الرؤيا وأتما لم تقع.

إما إنْباتما ولكن على أتما رؤية بالقلب» وليست رؤية بالعين» فقد حصل

الاحتلاف بين الصحابة في هذه المسألة» فعائشة-رضي الله عنها-ومن معها لم يثبتوا هذه الرؤية.

وابن عباس أثبتهاء ولكن رواية عند عباس بين أن تكون مطلقة حيث قال: "رأى محمد ربه" ومقيده بقوله: "رأى محمد ربه بقلبه"9"")

والصواب: كما يرى شيخ الإسلام بن تيمية أن الرؤيا وقعت بالقلب ولم تقع بالعين هذا الخلاف في هذه المسألة.

قال الإمام ابن القيم: «حكى عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب «الرؤية) له: إجماع الصحابة على أنه لم ير ربه ليلة المعراج» وبعضهم استثنى ابن عباس فيمن قال ذلك؛ وشيخنا-أي: ابن تيمية-يقول: ليس ذلك بخلاف في الحقيقة» فإن ابن عباس لم يقل: رآه بعيني رأسهء وعليه اعتمد أحمد ف إحدى الروايتين حيث قال: إنه- 1 | صلى الله عليه وسلم -رآه عز وحلء ولم يقل: بعيني رأسه ولفظ أحمد لفظ ابن عباس رضي الله عنهماء ويدل على صحة ما قال شيخنا في

رأى النَّهمُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَهُ لبْلَهَ الْإِسْرَاء برقم »)١17(‏ والترمذي )”5/8١(‏ وقال عقبه هذا حديث حسن»

والإمام أحمد في المسند مِنْ مُسْئَدٍ بَني هَاشِمٍ .)١19057(‏

معنى حديث أبي ذر-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم-في الحديث الآخر: ((حجابّه التُور))*"", فهذا النور هو والله أعلم-النور المذكور في حديث أبي ذر-رضي الله عنه-: ((رأيث نُورا))". 137 +10 وهو ما ركّحه-أيضًا- شيخ الإسلام في «جموع الفتاوى»» حيث قال رحمه الله: «ولم يتنازعوا إلا في النبي-صلى الله عليه وسلم- خاصة مع أن جماهير الأئمة على أنه لم يره بعينه في الدنياء وعلى هذا دلت الآثار الصحيحة الثابتة الننبي- صلى الله عليه وسلم-والصحابة وأئمة المسلمين» ولم يثبت عن ابن عباس ولا عن الإمام أحمد وأمثالهما أتمم قالوا: إن محمدًا رأى ربه بعينه» بل الثابت عنهم: ما إطلاق الرؤية. وما تقييدها بالفؤاد. وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه» وقوله: ((أتاني البارحة َي في أحسن صورة))""٠‏ الحديث الذي رواه الترمذي وغيره إنما كان بالمدينة في لمزم هكذا جات مقبليم] 36 فحملوا الآثار المطلقة الواردة في الرؤية؛ كأثر ابن عباس: ((رأى محمد ربّه) على الرؤية القلبية» وحملوا الآثار النافية للرؤية؛ كأثر عائشة-رضي الله عنها-على الرؤية البصرية؛ لأنه-من خلال التَتء يرد عن أحد منهم أنه قال: رآه بعينه» وعليه فلا تعارض بين هذه النصوص. اليد قال المصنف-رحمه الله تعالى-:

4 أخرحه مسلم )١179(‏ من حديث أبي موسى رضي الله عنه.

أخرحه مسلم (117) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

«اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية» /١(‏ ").

7 أخرحه الترمذي (7151)) وأحمد (5 )79٠0‏ وغيرهماء وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (59).

.)١159 /١( «مجموع الفتاوى»‎ 8

ه-"وَالْإِيمَان بالميزان يَوْم الْقِيَامَة كما جَاءَ (يُوزن العَبّْد يَوْم الْقِيَامَة فَلَا يزن جتّاح بعوضة) ويوزن أعمال العباد كما جَاءَ في الأثر وَالِْيمَان به والتصديق به والإعراض عَن من رد ذَلِك وترك مجادلته". دك في هذا النص مسائل: المسألة الأولى: معنى الميزان في اللغة: ١75‏ ل أصل الكلمة: أصله من مِوْزان؛ انقلبت الواو ياء لكسر ما قبلهاء وجمعه موازين. قال الجوهري رحمه الله تعالى: "... وأصله مِؤزانٌ» انقلبت الواو ياءً لكسر ما قبلها... ووزنثُ الشيء وزنًا وزئّة» ويقال: وَرَنْتْ فلانًا ووَرَنْتْ لفلان» قال تعالى: فإ وَإِذَا كَالُوهُمْ َو وَرَنُوهُمْ يحْسِرُونَ # [المطففين: *]ء وهذا يزن درههًا". 14 © وزنها وتصاريفها: الميزان مأحوذ من (وزن)» (يزن)» (وزن)» و(زنة)» وأصله (مورّان) انقلبت الواو ياءً لكسر ما قبلها فصار (ميزان)» ويتعدّى باللام وبدوتما.

قال انج فارس ,جه الله شع ل "الوا واللالتواتوقه ركاه هذل قلح تقويل واشيتات:

شخي

برع ىل رفي اليك مفو رك.ء. )يت لمن 00 70 وَوَرَنْتُ الْشَئْء وَزناء وَالَرْنة قدرَ وَرْنِ الس ع) وَالآصلٌ وَزْنَة. .. وَهَذَا يُوَازكَ ذلك

5 و مير

هُوَ حُحَاذِيهه وَوَزِينُ الرّّي: مُعْتَدِلَ وَهُوَ رَاحِحْ الوزْنِ: إِذَا تَسَبُوه إلى رَحَاحَةٍ

قال الليث: (الوزن ثقل شيء بشيء مثله) . ١4"‏

9 المصدر: الحياة الآخرة للدكتور غالب العواجي 7/ ٠١/8‏ ٠‏ "الصحاح للجوهريء مادة: (وزن)» (5/ 5717). ١‏ '"معجم مقاييس اللغة"؛ لأحمد بن فارس مادة: (و-ز-ن)» (5/ .)1١07‏

لسان العرب 5.5/١8‏

والميزان: اسم للآلة التي يوزن بحا الأشياءء أو هو ما تُقَدّرُ به الأشياء حفة وثقلا. وقد أطلقت لفظة الوزن والميزان على عدة معان: المعنى الأول: فهو يطلق ويراد به بيان قدر الشيء وقيمته» أو خحسة الشيء وسقوطه؛ كما قال تعالى: فلا تُقِيمْ لَُمْ يَْمَ الْقيَامَة وَرْنَّا [الكهف: .]١٠١٠‏ قال ابن الأعرابي: العرب تقول: (ما لفلان عندنا وزن أي قدر؛ لخسته. ويقال: وزن الشيء إذا قدره» وزن ثمر النخيل إذا خرصم). '*' المعنى الثانى: أن الميزان يأ ف باب اللغة مراداً به الميزان ذي الكفات. المعنى الثالث: ويأيّ مراداً به العدل أيضاً. المعنى الرابع: كما يأقِ ويراد به الكتاب الذي فيه أعمال الخلق. ثم قال: وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغ. *4 وقال الراغب: الوزن معرفة قدر الشيء... والمتعارف ف الوزن عند العامة ما يقدر بالقسط والقبان.**١‏ ثم ذكر بعض الآيات التي تدل على أنه أت مراداً به المعادلة في جميع ما يتحراه الإنسان من الأفعال والأقوال» مثل قوله تعالى: وَزِنُوا بِالْقِسْطَّاسٍ الْمُسْتَقِيم. [الشعراء: 1١87‏ وَأقِيمُوا الْوَرْنَ بالْقِسْطٍ [الرحمن: 9]. وأنه يأ بمعنى العدل في محاسبة الناس» كما قال تعالى: وَتَضَّعُ الْموَازِينَ الْقِسْط لِيَوْمِ الْقِيَامَة [الأنبياء: 410].

© استعمالاتها:

200 /1( "تمذيب اللغة"؟؛ للأزهري» مادة: (وحز-ة)»‎ ١ .)١076 /١89 "تحذيب اللغة"؛ للأزهري, مادة: زنع‎ 5

5 المفردات في غريب القرآن"؛ للراغب الأصفهاني» 258).

أما الميزان؛ فهو: (الآلة التي يوزن بما الأشياء) ومع على : موازين. (وجائز أن يقال للميزان الواحد -- بأوزانه وجميع آلته -- الموازين» قال الله عز وجل: وَنَضَعُْ الْمَوَازِينَ الْقِسْط لِيَوْمِ الْقِيَامَة ا 6] يريد نضع الميزان ذا القسط. وسيأتي تفصيل هذا. وحاء إطلاق الموازين على الأعمال:

كما قال تعالى: (وَلْوَرْكُ يَوْمَهِذٍ الَنُ كَمن تَقْلَثْ مَوازيئة كأوْلَيِكَ هُمْ الْمْفْنِحُونَ) [الأعراف: /]

قال الأزهري: (أراد والله أعلم-: فمن ثقلت أعماله التي هي حسناته).

وذكر الراغب: (أن بحيء الميزان على صيغة الجمع تارة» وبحيئه تارة أخرى بالإفراد فإِنما هو باعتبار المحاسب والحاسبين» فمجيئه بلفظ الواحد اعتباراً بامحاسب» وبحيئه بالجمع اعتباراً بامحاسبين)

المسألة الثانية: الأدلة على ثبوت الميزان.

أولة: الأدلة من القرآن:

ومن أدلة الكتاب 0 وقولةة [ وَلورْك يؤعيق مذ ؛ قَمَن نَقُلَتْ مَوَازِينُه ويك هُمْ الْمُفِْحُونَ (0) وَمَنْ حَدَّثْ مَوازيئُة فأُوليك الّذِينَ حَسِروا أَنفْسَهُم بها كاثوا بآياينا يَظْلِمُونَ) [الأعراف: 28 4]. وقال جل وعلا: 5 نَضَعْ الْمَوَاِينَ ب يَوْم الْقِيَامَةِ فلا تُظْلَمُ تَفْسِ سَيْعًا وَإِن كَانَ مِتْقَالَ حَنَةٍ حَبّةِ مّنْ حَرْدّلٍ نينا يا كن نا حَاسِبِينَ # [الأنبياء: 1.27[ ل عر ول طلقم َقُلَثْ مَوَازِيئةُ (5) فَهُوَ في عِيِسَة رَاضِيَة7) ) وَأمّا مَنْ

حَمْتْ مَوَازِينَةُ ( (8كاَةهُ هَاوِيَةٌ (9) © [القارعة:3-5]» وغير ذلك. ثانياً: الأدلة من السنة:

© عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولٌ الله [] قال: «كلِمّتان عفيفتان على الأسان» تُقِيلتان في الميزان» حبيبتان إلى الكحمن: سّبحان الله وبحمده. سبحان الله العظيم.' *

© وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّه ليُؤتى باليّحل العَظيم السّمين يوم القيامة لا ين عند الله جناح بَعُوضة» وقال: اقْرءوا إن شئة شئتم: همقلا 5 نَقِيمُ هم يذل يَوْمَ يه التاق ة وَرْنَا# [الكهف:ه . ا

وغرم غييك الله ين مر أن رسول الله ل]'قال: ((إنَّ الله سَيُخلّصُ رحلا من أُمّتي على يُءوس الخلائق يوم القيامة» فَيَنْشْر عليه تسعة وتسعين سِجلًاء كُ سِجِلٌ كد الع 0 له: ال ون هذا شكا؟ ا 2 قال: لا بلى» بال 0 سمحي

١

لذ إله ال واف كنا رول اله تقول اخضررف ققزلة نا ريه ونا هذه البطاقة مع هذه السّحجلات؟ فيُقال: إِنّك لا تُظلم. قال: مَتُوضع السّحجلات في كِنّة والبطاقة في كِنَّة قال: فٌطاشت السّجلاتء وتّقُلت البطاقة» ولا يَفْقُل شيء بسم الله اليّحمنٍ اليتحيم))8! © وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه كان يحني سِوَاكا من الأَرَاكء وكان دقيق السّاقين» فَجَعَلت الرٌيح تكفؤه؛ نَضَّحِك القن منه» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مِمَ تَضْحَكُون؟)). قالوا: يا نَييَ الله من دِقّة سَاقيه. فقال: ((والّذي نَفْسِي بيده لما أثقل في الميزان من أخد*08)

7 أتخرحجه البخاري (5405) ومسلم (75914؟)

.)70785( أخرجه البخاري (41/79) ومسلم‎ ١7

أخرجه أحمد في «مسنده» (9/ )7١١7‏ (13914). والترمذي (579؟)» وص ححه الألباني في «الصحيحة» (5؟١).‏

85 أخرجه أحمد في «مسنده» )١١15 /١(‏ (370)» وابن حبان في «صحيحه» »)7١59(‏ وصححه الألباني في

«الصحيحة» (1.0ه775؟).

© وعن أبي مالك الأشعريٌ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((الطّهورٌ شَطْرٌ الإبمانِء والحمد لله تا الميزات)). ١3"‏

ثالثاً: دليل الإجماع: فقد أجمع السلف على ثبوت ذلك. قال ابن حجر: قال أبو إسحاق الزحاج: أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان» وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة» وأنكرت المعتزلة الميزان» وقالوا: هو عبارة عن العدل» فخالفوا الكتاب والسنة؛ لأن الله أحبر أنه يضع الموازين لوزن الأعمال؛ ليرى العباد أعمالهم ممثلةً ليكونوا على أنفسهم شهداء. قال القرطبي: «قد بلغت أحاديثه-أي: الميزان-مبلغ التواتر» وانعقد إجماع أهل الحق من المسلمين عليه». ١١١‏ © وقال في موضع آخر: «أجمع أكابة مقي هذه الأمة من أهل الشئّة بأنَّ الإيمان بثبوت الوزن والميزان حقٌّ واحبٌ «ِقَرْضٌ لازبث لِتُبوته» وعدم استحالة ذلك عو ا © قال السفاريني رحمه الله تعالى: "فَقَدْ دَلَّتِ الْكثَارُ عَلَى أَنّهُ ميرَاكٌ حَقِيقِي ذُو كِمَّتَبنِ وَلِسَانِ. ..وَقَدْ بَلَمَتْ أَحَادِيئه مَبْلَع الناِْ وَانْعمَدَ إجْمَاغ أهْلٍ الحَقٌ من الْمُسْلِمِينَ سن

المسألة الغالفة: معنى الميزان في الشرع.

.)5719( أخرحه مسلم‎ ٠

.)١85 2١85 «لوامع الأنوار البهية» (؟/‎ ١ .)١7/9 «لوائح الأنوار السنية» (؟/‎

.)١85 لوامع الأنوار البهية (؟/‎ ١1

الميزان في الشرع: هو ما يضعٌّه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد.

والميزان الذي ثُوزن به الأعمال هو: ميزان حسيئٌ حقيقيء له كفتان» وف بعض الروايات: "ولسان"؛ والميزان عند أهل السنة ميزانٌ حقيقي توزن به أعمال العباد» وحالف في هذا القول المعتزلة وقلة قليلةً من أهل السنة. أقوال علماء الأمة:

© قال السفارييٌ: «قال علماؤنا كغيرهم: تومن بأن الميزان الذي تُوزن به الحسنات والسيئات حقٌ قالوا: وله لسان وكفتان ثُوزن به صحائف الأعمال؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: تُوزن الحسنات في أحسن صورة» والسيئات في أقبح صورة.

© قال العلامة الشيخ مرعي في «بمجته»: الصحيح: أن المراد بالميزان: الميزان الحقيقي لا بحرد العدل» خلافًا لبعضهم.

© وقال القرطبي في «تذكرته»: «قال العلماء: إذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال؛ لأن الوزن للجزاء» فينبغي أن يكون بعد المحاسبة لتقرير الأعمالء والوزن لإظهار مقاديرها؛ ليكون الجزاء بحسبها». ١14‏ الذين خالفوا قول الجمهور في الميزان:

قال ابن فورك: أنكرت المعتزلة الميزان» بناء منهم على أن الأعراض يستحيل

وزتما؛ إذ لا تُقَوّمِ بأنفسها. قال: وروى بعض المتكلمين عن ابن عباس: "أن الله تعالى يقلب الأعراض أجساماء فيزتما",» وقد ذهب بعض السلف إلى أن الميزان بمعنى العدل والقضاءء وعرًا الطبري القول بذلك إلى مجاهد, والراحح ما ذهب إليه الجمهور» وهو أن الميزان ميزان حقيقي توزثٌ به أعمال العباد. ١55‏

المسألة الرابعة: صفات الميزان

5 «لوامع الأنوار البهية» (؟/ 2185 .)١85‏ انظر: التذكرة ١٠9‏ "*).

الواقع أن العلماء لم يتفقوا على إثبات أوصاف الميزان- وقد تقدمت الإشارة إلى بعض الحوانب في وجوب الإيمان بالميزان» ومواقف الناس في ذلك-وأما خحلافهم ف ثبوت صفاته فقد انقسموا إلى فريقين:

١-أما‏ الفريق الأول: فهم المثبتون لصفات الميزان الحسية» من أن له كفتين... إلى آخر أوصافه» وهؤلاء وإِن أثبتوا هذا لكنهم يرجعون صفة تلك الكفات واللسان إلى علم الله تعالى.

؟-أما الفريق الآخر: فهم النافون لتلك الصففات.

وسنذكر رأي الفريقين فيما يلي: -

)١(‏ المثبتون لصفات الميزان:

يثبت هؤلاء-وهم جمهور العلماء-أن الميزان له كفتان حسيتان مشاهدتان» وله لسان كذلك.

يقررون هذه الحقيقة غير ملتفتين إلى من تشمئز قلوبهم من سماعهاء لعدم قبول عقولهم لحاء وعدم تفهم ما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك. ذلك أن الحق ضالة المؤمن» وما ورد به الشرع هو الذي ينبغي أن يقدم على هوى النفس وحكم العقل.

وسنذكر فيما يلي بعض أقوال هؤلاء كأمثلة على ثبوت ما ذكرنا.

قال القرطبي-ردًا على من ينكر الميزان» ويؤول الوزن بأنه من ضرب المثل» وأن الوزن يراد به العدل والقضاء-قال: (وهذا مجحاز. وليس بشيء» وإن كان شائعاً في اللغة -- للسنة الثابتة في الميزان الحقيقي» ووصفه بكفتين ولسان» وأن كل كفة

منها طباق السموات والأرض). ١55‏

التذكرة» ص//1”.

ويعزو القرطبي إلى ابن عباس أنه قال: (توزن الحسنات والسيئات ف ميزان له كفتان ولسان) .١1"‏

وأخرج البيهقي في شعب الإمان عن ابن عباس أنه قال: (الميزان له لسان وكفتان» يوزن فيه الحسنات والسيئات» فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان» فتثئقل على السيئات؛ فتؤحذ فتوضع في الجنة... ويؤتى بالسيئات في أقبح صورة فتوضع في كفة الميزان فتخف...)*1١.‏

ويقول ابن قدامة: (والميزان له كفتان ولسانء توزن به الأعمالء فَمَن تَقُلَتْ مَوَازِيئه

7 39 للع

لِك هُمْ الْمفْلِخُونَ وَمَئْ حَدَّتْ موازيئة فَأَولئِكَ الَّذِينَ حَسِرُوا أَنْفْسَهُمْ في جَهَنّمَ غالدوة" | الوسون اا ]0

ويقول أبو الحسن الأشعري ف معرض بيانه لاختلاف الناس في الميزان ومبيناً رأي أهل السنة: فقال أهل الحق: (له لسان وكفتان» توزن في إحدى كفتيه الحسنات وفي الأخرى السيئات» فمن رححت حسناته؛ دحل الحنة» ومن رجحت سيئاته دخل النار» ومن تساوت حسناته وسيئاته» تفضل الله عليه فأدحله الجنة)''". ويقبت ابن كتين أن للميزان كفتين حسيتين )«ويستدل على هذا من السئة ديت صاحب البطاقة المشهور وغيره من الأحاديث "١*١:‏

وأخرج الطبري عن ابن جريج قال: قال لي عمرو بن دينار: (قوله: وَالْوَْنُ يَوْمَئذٍ

لق [الأعراف: 8] قال: إنا نرى ميزاناً وكفتين» سمعت عبيد بن عمير يقول:

لتذكرة» ص/1".

لدر المنشور» (9/ 007١‏

بن قدامة في لمعة الاعتقاد» ص". لمقالات» (؟/ 1514)

لنهاية» (؟5/ 554).

يجعل الرحل العظيم الطويل في الميزان» ثم لا يقوم بمجناح ذباب)"'". وهو القول الذي رححه الطبري نميا

ويقول ابن أبي العز: (والذي دلت عليه السنة: أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان) ."*”"

وقال أبو إسحاق الزحاج -- كما نقل عنه الحافظ ابن حجر: (أجمع أهل السنة على الإبمان بالميزان» وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة» وأن الميزان له لسان وكفتان» ويميل بالأعمال) .5*4

ويقول السفاريني: (فقد دلت الآثار على أنه ميزان حقيقي ذو كفتين ولسان» كما قال ابن عباس» والحسن البصري» وصرح بذلك علماؤناء والأشعرية وغيرهم؛ وقد بلغت أحاديثه مبلغ التواتر» وانعقد إجماع أهل الحق من المسلمين عليه) .*:" ويقول البرديسي: (وانعقد الإجماع على أنه ميزان حسي له كفتان ولسان يوضع فيه صحف أعمال العباد ليظهر الرابح والخاسر) 7:١.‏

فتقال: له لسان وكفتان) "7١".‏

وعن سليمان قال: (يوضع الميزان وله كفتان» لو وضع في إحداهما السموات

والأرض ومن فيهن لوسعته) 5١*.‏

.)١7 /8( جامع البيان»‎ ٠

. 477 الطحاوية» ص‎ ٠

.)517/ /1١7( نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري»‎ ٠ .)١57 لوامع الأنوار» (؟/‎ ٠

.١5 تكملة شرح الصدور» ص‎ ٠

.)3077 /8( تفسير المنار»‎ ٠

.)5189 /1١( فتح الباري»‎ ٠

ويقول الحراس: (وهناك تنصب الموازين فتوزن بحا أعمال العباد» وهي موازين حقيقية كل ميزان منها له لسان وكفتان» ويقلب الله أعمال العباد -- وهي أعراض - أحساماً لها ثقل» فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة) .؟'"

ونقتصر في إثبات أن الميزان له لسان وكفتان على ما قدمناه من ذكر أقوال العلماء. وبهذا يتبين أن أهل الحق - أهل السنة والجماعة - يثبتون حقيقة الميزان على ضوء ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, لا يتأولون معناه ولا يردون ما جاء في وصفه» ويقولون: الله وحده هو الذي يعلم قدرهما وكيفيتهما. إذ لو لم يكن له لسان وكفتان؛ بل هو بمعنى العدل والقضاء كما ذهب إليه بعض العلماء» لو لم يكن كذلك لما وصف في السنة النبوية بأن له لسانا وكفتين» وأنه يخف ويثقل؛ إذ العدل لا يقال فيه تلك الصفات» فصح أنه ميزان حقيقي يزن الله فيه أعمال العباد» فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة» ومن بجحت سيئاته على حسناته دخل النار» على ما علم من مذهب السلف.

وإذ كنا نثبت صفات الميزان على ضوء ما جاء به الشرع فإنه لا ينبغي أن نتكلف فنثبت له أوصافاً تحتاج إلى إثبات من الشارع؛ أو نستند إلى أخبار لم تثبت» فإن الغلو في هذا مذموم.

وكمثال على هذا: ما يذهب إليه بعض الناس من أن كفت الميزان من ذهب''". أو القول بأن كفة الحسنات من نور» وكفة السيئات من ظلام "١١.‏

أو أن كفة الحسنات عن يمين العرش مقابل الحنة» وكفة السيئات عن يسار العرش

مقابل النار' ''.

8 شرح العقيدة الواسطية» .)١١7‏

.)55 /4( الفصل لابن حزم»‎ ٠

.”1١7 التذكرة» ص‎ ١

5 التذكرة» ص 23١54‏ وعزاه إلى الترمذي الحكيم.

أو ما يقال إن صاحب الميزان يوم القيامة هو جبريل عليه السلام ''".

فتلك المسائل كلها تحتاج لإثباتما -- فضلاً عن اعتقادها - إلى نص صحيح, فإن بعض العلماء يتساهل فيما يقرره من هذه المسائل» مثل ما يرويه السفاريني بصيغة التضعيف - يروى - أن داود عليه السلام فال ربه أن يريه الميزان» فلما رآه غشي عليه فلما أفاق قال: إلهي من ذا الذي يقدر بملأ كفة حسناته؟ فقال: إذا رضيت عن عبدي ملأتا بتمرة) "١4.‏

أو ما يذكره عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه-غير معزو إلى أحد- أنه قال: (ميزان رب العالمين ينصب للجن والإنسء» يستقبل به العرش» إحدى كفتيه على الجنة» والأخرى على جهنم لو وضعت السموات والأرض في إحداهما لوسعتهن؛ وحبريل أحذ بعمود ينظر إلى لسانه) 9

وكذا ما يروى عن عمر مرفوعاً: ((من كبر تكبيرة في سبيل الله كانت صخرة في ميزانه أثقل من السموات السبع وما فيهن وما تحتهن» وأعطاه الله يما رضوانه الأكبر» وجمع بينه وبين محمد وإبراهيم والمرسلين في دار الجلال: ينظر إلى الله بكرة وعشياً)) .75

وف رواية أخرى عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كبر تكبيرة على ساحل البحرء كان في ميزانه صخرة» قيل: يا رسول الله» وما

قدرها؟ قال: تملا ما بين السموات والأرض)) "١7.‏

5٠‏ أخرجه الطبري في (جامع البيان) (/ )١١‏ عن الحارث» قال: ثنا عبد العزيز قال: ثنا يوسف بن صهيب» عن موسى بن بلال ابن يحبى» عن حذيفة.

5 71 ذكره السفاريني في (لوامع الأنوار) (7/ )١185‏ وعزاه إلى الرازي والثعلبي

5 لوامع الأنوار» (7/ )١85‏ ولم يعزه إلى أحد.

7 قال السيوطي في (اللالئ المصنوعة): (قال ابن حبان لا أصل له» وإسحاق يأقِ بالموضوعات عن الثقات» قلت- وكذا قال الدارقطني ف (غرائب مالك) إنه موضوع (؟/ 1137).

قال ابن عدي: (هذا ما وضعه النخعي» وزيد ليس بشيء) (اللآلئ المصنوعة) (؟/ .)١8010‏

ويقول السفاريي: (ظواهر الآثار وأقوال العلماء: أن كيفية الوزن في الآحرة -- حفة وثقلاً - مثل كيفيته في الدنياء ما ثقل نزل إلى أسفل ثم يرفع إلى عليين» وما حف طاش إلى أعلى ثم نزل إلى سجين» وبه صرح جموع, منهم القرطبي).

وقال بعض المتأخرين بل الصفة مختلفة» وأن عمل المؤمن إذا ربحح صعد وسفلت سيئته» والكافر تسفل كفته لخلو الأخرى عن الحسناتء ثم تلا قوله تعالمى: (وَالْعَمَلُ الصَّالِح يَرْفَعُهُ) [فاطر: .]٠١‏

وذكر بعضهم في صفة الوزن: أن تجعل جميع أعمال العباد في الميزان في مرة واحدة» كل الكسنات»: “فق كفة. النورع وهي بمين العرش جهة اللحنة» والسيئات في كفة الظلمة» وهي عن يسار جهة النار» ويخلق الله لكل إنسان علماً ضرورياً يدرك به حفة أعماله وثقلها.

وقيل: بل علامة الرححان عمود نور يقوم في كفة الحسنات حتى يكسو كفة السيئات» وعلامة الخفة عمود ظلمة يقوم من كفة السيئات حتى يكسو كفة الحسنات» لكل أحد""' 'والظاهر أن هذه الكيفيات كلها تحتاج إلى إثبات» فهي مسألة غيبية» و الله تعالى له القدرة على ما يشاء.

؟ ح النافون لصفات الميزان:

وهؤلاء قالوا بعكس ما قاله الفريق الأول» حيث أحجموا عن وصف الميزان بالأوصاف التي تقدمتء وأكتفوا بإثبات أن هناك ميزاناً فقط.

١-يقول‏ محمد رشيد رضا - ف نفي تلك الصفات وفي رده على الزحاج: (وإذا لم يكن في الصحيحين ولا في كتب السنة المعتمدة حديث صحيح مرفوع في صفة الميزان» ولا في أن له كفتين ولساناء فلا تغتر بقول الزحاج أن هذا ما أجمع عليه أهل السنة» فإن كثيراً من المصنفين يتساهلون بإطلاق كلمة الإجماع ولاسيما غير الحفاظ المتقنين» والزحاج ليس منهم, ويتساهلون في عزو كل ما يوحد في كتب

لوامع الأنوار (؟5/ .)١85-1١/88‏

أهل السنة إلى جماعتهم؛ وإن لم يعرف له أصل من السلفء ولا اتفق عليه الخلف منهم» وهذه المسألة ما احتلف فيه السلف والخلف كما علمت) 7١1.‏

وقال أيضاً: (والأصل الذي عليه سلف الأمة في الإيمان بعالم الغيب: أن كل ما ثبت من أحباره في الكتاب والسنة فهو حق لا ريب فيه» نؤمن به ولا نحكم رأينا في صفته وكيفيته» فنؤمن إذا بأن في الأحرة وزناً للأعمال قطعاء ونرجع أنه بميزان يليق بذلك العال» ويوزن به الإيمان» والأحلاق» والأعمال» ولا نبحث عن صورته وكيفيته» ولا عن كفتيه -- إن صح الحديث فيهما - كما صوره الشعراني في ميزانه) ' ''.

والواقع أن ما قاله محمد رشيد رضا - من إنكار أن يكون هناك أي إشارة إلى أن الميزان له كفتان من السنة - غير مسلم فقد حاء في السنة بعض الأحاديث التي تدل على وزن العمل ووزن العامل وكما أخرج البخاري: ((يؤت بالرحل فيوضع في كفة))''' وكقوله أيضاً: ((فطاشت السجلات وثقلت البطاقة))""". وغيرها من الأحاديث التي قدمنا ذكرهاء وفيها إشارة إلى إثبات أن ميزان الأعمال له كفتان. ثم إن إثبات أن الميزان له كفتان لم يقل به الزحاج وحدهء بل هو ما عليه الأئمة الذين قدمنا ذكر أقوالهم.

؟-ما علقه الدكتور طه محمد الزيني على ترجمة ابن كثير في إثبات أن للميزان كفتين حسيتين بقوله: (لا يوحد دليل قاطع في القرآن ولا في الحديث على أن

8 تفسيرء المناره (8/ 7077).

.)307 /8( تفسير المنار»‎ ٠

١‏ الحديث رواه أحمد )7١75( )” /75١١(‏ قال الحيثمي في (بجمع الزوائد) )6١ /٠١(‏ رواه الترمذي باختصارء رواه أحمد وفيه بن لهيعة وحديثه حسنء وبقية رجاله رجال الصحيح, وقال أحمد شاكر في (مسند أحمد) :)١4 /١١(‏ إسناده صحيح.

5 الحديث رواه الترمذي (579؟)» وابن ماحه (95/86) وأحمد ١؟/ )5١١‏ (5995) والحاكم /١(‏ 45) من حديث ابن عمرو رضي الله عنهماء قال الترمذي: حسن غريبء وقال الحاكم: هذا حديث ص حيح ل يخرج في الصحيحين؛ وهو على شرط مسلم, ووافقه الذهبي» وقال البغوي في (شرح السنة) (1/ )45٠‏ حسن غريب.

كفت ميزان الحساب يوم القيامة حسيتان -- أي يدركان بإحدى الحواس الخمس» وأقرب الحواس إلى إدراك الكفتين اللمس باليد - بل كل ما في القرآن والحديث بحتمل أن يكون الوزن معنوياًء بل هو الأرحح؛ لأن الأعمال يوم القيامة أكثرها معنوي يقرب إلى الأذهان بتشبيهه بالحسيات)""'.

وهذا القول من الدكتور طه الزيني يعتبر بعيداً عما قرره العلماء» ومخالفاً لما جحاءت به السنة 2 وزك الأعمال» وليس ما يذكره من أعمال يوم القيامة من الأشياء المتخيلة التي يشبه فيها المعنوي بالحسي. فإن القول بمذا يفتح تايا بخخطيرا مره التشكيك 2 أمور الآخرة» وينبغي على من يقول كمذا أن يعيد النظر فيه.

المسألة السادسة: خلاف العلماء في الميزان هل هو واحد أم متعدد:

وقذ الختلق العلماء فق ونعدة الميزان وتعدّدة على 'مذهبين؛

المذهب الأول: القائلون بتعدد الميزان:

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "بلغني أن لكل أحد يوم القيامة ميزانًا على

ل ك0 حذده .

وقال بعضهم: الأظهر إثبات موازين يوم القيامة لا ميزان واحد؛ لقوله تعالى: «/ وَنَضَعٌ الْموَازِينَ © [الأنبياء: 4141 وقوله: 9 فمن نَقْلَتْ مَوَازِينُهُ © [الأعراف:

/]. وقالوا: وعلى هذا فلا يبعد أن يكون لأفعال القلوب ميزان» ولأفعال اللجوارح ميزان» ولما يتعلق بالقول ميزان.

المذهب الثاني: القائلون بوحدة الميزان:

©؟؟ النهاية» (؟/ 51). ١5‏ أورده ابن عطية في تفسيره المحرر الوحيز في تفسير الكتاب العزيز» (7/ 9075)» ونسبه إلى الحسن البصري رحمه الله تعالى.

فذهب هؤلاء إلى أن لكل فرد ميزانًا خاضًا به أو لكل عمل ميزان خاص به؛ لقوله تعالى: 99 وَتَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطٌ لِيَوْمِ الْقِيَامَةٍ # [الأنبياء: 41]. وأحابوا عن جمع كلمة (الموازين) في الآية: إلى أن الميزان واحد» وأن الجمع في الآية إنما هو باعتبار تعدّد الأعمال أو الأشخاص. وقد رجّح ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى بعد حكايته الخلاف أن الميزان واحد» وقال: "والذي يترجح أنه ميزان واحد» ولا يشكل بكثرة من يوزن عمله؛ لأن أحوال القيامة لا تكيّف بأحوال الدنيا". *""

حَسّنَ السفاريني رحمه الله تعالى القول بوحدة الميزان بعد ذكر الإجابة عن جمع

كلمة (الموازين) في الآية بقوله: 'وَهُوَ حَسَنٌ" .1"

ومن المعاصرين الذين يرون هذا القول الشيخ العثيمين رحمه الله تعاللى في الجواب عن سؤال عن وحدة الميزان وتعدده» فقال-بعد ذكر الخلاف بين أهل العلم-: "الذي يظهر-والله أعلم-أن الميزان واحد» لكنه متعدد باعتبار الموزون" "7 المسألة السابعة: الأقوال في الموزون: اختلف أهل العلم في الموزون في ذلك اليوم على أقوال: القول الأول: أن الذي يوزن في ذلك اليوم الأعمال نفسهاء وأنما تجسم فتوضع في الميزان,. أدلته: ويدل لذلك:

افتح الباري شرح صحيح البخاري"؛ لابن حجر العسقلاني» /١(‏ 538).

7 لوامع الأنوار البهية للسفاريني» (؟/ .)١85‏

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صال العثيمين. (؟/ 5 5)» جمع وترتيب: فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان.

ال رو 21 لاطا

ا روا

”5 رو

© حديث أبي هريرة رضي الله عنه في (الصحيح) قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن» خفيفتان على اللسان» ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده» سبحان الله العظيم)) ."51

وقد دلت نصوص كثيرة على أن الأعمال تأني في يوم القيامة في صورة الله أعلم بحاء فمن ذلك: بمحيء القرآن شافعاً لأصحابه في يوم القيامة» وأن البقرة وآل عمران تأتيان كأنمما غمامتان أو غيايتان» أو فرقان من طير صواف تحاجّان عن أصحابهما. ففي (صحيح مسلم) عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن» فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران» فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنمما غمامتان» أو غيايتان» أو فرقان من طير صواف تحاحان عن أصحابهما))'''. وروى مسلم أيضاً عن النواس بن معان قال: معت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران» كأتمما غمامتان» أو ظلتان بينهما شرق» أو كأتمما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما)) ''.

القائلين به: هذا القول رحّحه ابن حجر العسقلاني ونصره» فقال: والصحيح أن الأعمال هي التي توزن» وقد أخرج أبو داود والترمذي» وصححه ابن حبان عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من حسن الخلق)) !7" .

القول الثاني: أن الذي يوزن هو العامل نفسه.

3 البحاري 15059 ومسلم 0011 ه مسلم .)6١5(‏ ه مسلم .)6١5(‏

ه أبو داود (5759)» والترمذي »)35٠٠١7(‏ وابن حبان (7؟/ 5706) والحديث سكت عنه أبو داود» وقال

الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوحه. وقال الألباني في (صحيح سنن أبي داود): صحيح.

أدلته: فقد دلت النصوص على أن العباد يوزنون في يوم القيامة» فيثقلون في الميزان أو يخفون بمقدار إيمانهم» لا بضخامة أحسامهمء وكثرة ما عليهم من لحم ودهن, ففي (صحيح البتحاري) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه ليأت الرحل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة» وقال: اقرؤوا: قلا نُْقِيمُ لُمْ يَوْمَ القِيَامَةٍ وَزْنَا |[الكهف: .((''"]٠١٠5‏ ويؤتى بالرحل النحيف الضعيف دقيق الساقين فإذا به يزن الحبال» روى أحمد في (مسنده)» عن فضحك القوم منه» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مم تضحكون؟ قالوا: يا نى الله من رقة ساقيه. قال: والذي نفسى بيده لهما أثقل في الميزان من أحد)) لور

القول الثالث: أن الذي يوزن إنما هو صحائف الأعمال.

أدلته: فقد روى الترمذي في (سننه) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة» فينشر له تسعة وتسعين سجلاًء كل سجل مثل مد البصرء ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب» فيقول: ألك عذر؟ فيقول: لا يا رب. فيقول الله تعالى: بلى» إن لك عندنا حسنة» فإنه لا ظلم اليوم» فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن عييدا عبده ورسوله فيقول: احضر وزنك فيقول: يا رب ما هذه

البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: فإنك لا تظلمء فتوضع السجلاات في كفة,

5 رواه البخاري (51/59)» ومسلم (0785؟). 538 رواه أحمد )57١ /١(‏ (59391)» وقال أحمد شاكر في مسند أحمد (7/ 59): إسناده صحيح. وقال الألباني في

(السلسلة الصحيحة) (0٠75؟):‏ إسناده حسن وهو صحيح بطرقه الكثيرة.

والبطاقة في كفة» فطاشت السجلات» وثقلت البطاقة» ولا يثقل مع اسم الله كن

القائلين به: وقد مال القرطبي إلى هذا القول» فقال: والصحيح أن الموازين تثقل بالكتب فيها الأعمال مكتوبة» وبما تخفء قال ابن عمر: توزن صحائف الأعمال» وإذا ثبت هذا فالصحف أجسام, فيجعل الله تعالى: رجحان إحدى الكفتين على الأخرى دليلاً على كثرة أعماله بإدخاله الجنة أو النار. وقال السفارييني: والحق أن الموزون صحائف الأعمال» وصححه ابن عبد البر والقرطبي وغيرهماء وصوبه الشيخ مرعي في (بمجته)» وذهب إليه جمهور من المفسرين» وحكاه ابن عطية عن أبي المعالي .

القول الرابع: أن الذي يوزن هو العامل وعمله وصحف أعماله.

أدلته: فقد دلت النصوص التي سقناها على أن كل واحد من هذه الثلاثة يوزن» ولم تنف النصوص المثبتة لوزن الواحد منها أن غيره لا يوزن» فيكون مقتضى الجمع بين النصوص إثبات الوزن للثلاثة المذكورة جميعها. وهذا ما رجححه الشيخ حافظ الحكمي فقال: والذي استظهر من النصوص - والله أعلم - أن العامل وعمله وصحيفة عمله - كل ذلك يوزن» لأن الأحاديث التي في بيان القرآن» قد وردت بكل ذلكء ولا منافاة بينهاء ويدل كذلك ما رواه أحمد - رحمه الله تعالى: - عن عبدالله بن عمرو في قصة صاحب البطاقة بلفظ: قال: قال رسول الله: ((توضع الموازين يوم القيامة» فيؤتى بالرحل» فيوضع في كفة» ويوضع ما أحصي عليه فيمايل به الميزان. قال: فيبعث به إلى النار. قال: فإذا أدبر» إذ صائح من عند

البحمن-عز وجل-يقول: لا تعجلواء فإنه قد بقي له فيؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا

5“ رواه الترمذي (579)» والحديث رواه ابن ماجه »)59٠٠(‏ وأحمد (؟/ )5١‏ والحاكم /١(‏ 55) قال الترمذي:

ووافقه الذهبي؛ وقال الألباني في السلسلة الصحيحة :)١55(‏ وهو كما قالا.

لله فتوضع مع الرحل في كفة» حتى بميل به الميزان))*”” فهذا الحديث يدل على أن العبد يوضع هو وحسناته وصحيفتها في كفة وسيئاته مع صحيفتها في الكفة الأخرى» وهذا غاية الجمع بين ما تفرق ذكره في سائر أحاديث الوزن» ولله الحمد والمنة. المسألة السادسة: كيفية وزن الأعمال قال الإمام القرطبي رحمه الله: «قال علماؤنا رحمهم الله: الناس في الآخرة ثلاث طبقات: © متقون لا كبائر لهم. © ومخلطون وهم الذين يوافون بالفواحش والكبائر. © والثالث: الكفار. فأمّا المتقون: فإن حسناتحم تُوضع في الكفة النيرة» وصغائرهم-إن كانت لهم الكفة الأخرى-فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزناء وتفقل الكفة النيرة حتى لا تبرح؛ وترتفع المظلمة ارتفاع الفارغ الخالي. وما المحلطون: فحسناتهم توضع في الكفة النيرة» وسيئاتهم في الكفة المظلمة فيكون لكبائرهم ثقل» فإن كانت الحسنات أثقل ولو بصؤابة دحل الحنة» وإن كانت السيئات أثقل ولو بصؤابة دحل النار إلا أن يغفر الله» وإن تساويا كان من أصحاب الأعراف على ما يأى» هذا إن كانت للكبائر فيما بينه وبين الله وأما إن كانت عليه تبعات وكانت له حسنات كثيرة فإنه ينقص من ثواب حسناته بقدر جزاء السيئات؛ لكثرة ما عليه من التبعات؛ فيُحمل عليه من أوزار مَن ظلمه.

9 ين على اجميع. هذا ما تقتضيه الأع 7

"5 رواه أحمد (5/ »)7١75( )57١‏ قال الهيئمي في (بجمع الزوائد) /٠١(‏ ؟87): رواه الترمذي باختصارء رواه أحمد وفيه ابن طيعة وحديثه حسنء وبقية رحاله رحال الصحيح» وقال أحمد شاكر في إمسند أحمد) /١١(‏ 55): إسناده 5 «التذكرة» للقرطبي .)35١‏

وما الكفار: فلا تُوزن أعمالهم؛ إذ لا حسنات لهم وها قَُدُمُوه هن عمل نافع قْ الدنيا فإِهُم يجازون به في الدنيا كذلك؛ قال اله سبحانه وتعالى : زْمَنْ

كَانَ يُرِيدُ الحيَاةَ الدَنْيّا وَرِيتتَهَا نُوَفٌ إلَيْهِمْ أَعْمَاهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَّا يُبْحَسُونَ *

-

وليك الَِّينَ لبس لم في ال يَعْمَلُونَ1 [هود: »]١5 2٠١5‏ فيُوفون جزاء أعماهم النافعة في الدنياء وأما في

الآخرة فليس لهم فيها نصيب من الحسنات والأجرء وإنما يجازون بكفرهم.

امد

خرّة إلا النَارُ وَحَبطٌ مَا صَّنَعُوا فِيهًا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا

ايفن

قال المصنف-رحمه الله تعالى-:

>-"وَأن الله تَعَالَى يكلمة العباد يَوْم الْقِيَامَة مَة لَبْسَ ينهم وَتينه ترجمان والتصديق به". افرع

وقد جاءت النصوص بتكليم الله لعباده عمومًا ولأهل الجنة خصوصًا

ويشير المصنف-رحمه الله-إلى ما ورد في حديث عدي بن حاتم الطائي: أن النبي صلى الله

عليه وسلم قال: (زما بدك انعد إلا سيكلقة وله ليسن ببئة ويئتة باد فينظة لخ مده فد

يرى إلا ما قَدّمَ من عَمَلِه ويَنْظة أَشْأمَ منه فلا يَرى إِلّا ما قَدَّمَ ينظ بِْنَ يَدَيْهِ فلا يرى إلا

اها

النَارَ يِلْقَاءَ وههء فاتّقُوا الثّارَ ولو بشِقٌ كَرَة))07؟. قال أبو بكر الخلال: "أخبرني على بن عيسكى أنَّ حنبلاً حدنهم؛ قال: قلت ا عبد الله: الله يكلم عبده يوم القيامة؟ قال: نعم؛ فمن يقضي بين الخلائق إلا الله عرَّ وحة؟! يكلم

عبده ويسأله. الله متكلمء ١‏ يزل الله متكلماً؛ يأمر بما يشاء» وينحكلم بما يشاء» وليس له عندل ولا مثلء كيف شاء وأين شاء "+ ؟.

307 أخرحه البخاري )75١7(‏ واللفظ له ومسلم )٠١١5(‏ 4 انظر: (المسائل والرسالة المروية عن الإمام أحمد)) .)588/١(‏ وانظر أيضًا فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية

.)605 15

قال ابن القيم-رحمه الله-: "ولا ريب أن كل من له التفات إلى سنة رسول الله صلى الله وعليه وسلم واعتناء بما يشهدون شهادة جازمة أن المؤمنين يرون رهم عيانا يوم القيامة» وإن قومًا من أهل التوحيد يدخلون النار ثم يخرحون منها بالشفاعة» وأن الصراط حقء» وتكليم الله لعباده يوم القيامة كذلك"'و؟

وقد وردت نصوص بأن هناك من لا يكلمهم الله يوم القيامة:

قال تعالى: [إِنَّ الذيق يَكْتْمُونَ ما أَنْرَلَ اللّهُ مِنَ الكتاب وَيَشْكَرُونَ به تنا فَليلاً أُوليِكَ ما باكلوة نَ في بُطُوييِمْ إلا الثَارَ وَلا يُكَلَمْهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقيامَة ولا يرَكِْهِمْ وَطَنُمْ عَذَابٌ ب أَلِيمٌ) [البقرة

.]١ 7/4 الآية:‎

0

قال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدٍ الله وَلمَافِمْ تنا قَليلًا أُوليِكَ لا خلاق َم في الآحرة ولا يكُلّمْهُمْ اللّهُ وَا يَنْظْ إِلَيْهِمْ يوم الْقِيَامَةِ ولا يُركْيِهِمْ وَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ1 [آل عمران الآية: |

وجمهور المفسرين يفسرون 0 تعالى: [ولَا يِكَلّمْهُمْ اللخ "أي: لا يُكلّمهم الله يوم القيامة تكليمَ رضّاء أو كلامًا يَسْبُّهمء ولكنّه يُكلّمهم تكليمَ إهانة وغضب وسَحط" "1"

وهناك من يقول بأن الله لا يكلمهم مطلفًا.

قال القرطبي: "وقد قال الله تعالى: [ إن الذين يشترون بعهد الله وأبماتحم ثمناً قليلاً1 إلى قوله زولا يكلمهم الله [آل عمران الآية: 1]» وإن من لم يكن بمذه الصفة فإن الله تعالى يكلمه فيكلم المؤمنين ويحاسبهم حساباً يسيراً من غير ترجمان إكراماً لهم» كما أكرم موسى عليه السلام في الدنيا بالكليم؛ ولا يكلم الكفار فتحاسبهم الملائكة ويميزهم بذلك عن أهل الكرامة فتتسع قدرته لمحاسبة الخلق كلهم معاً كما تتسع قدرته لإحداث خلائق كثيرة معاً. قال الله تعالى: ما خلقكم ولا بعنكم إلا كنفس واحدة] أي إلا كخلق نفس واحدة. "4١"‏

8 'مختصر الصواعق للموصلي" 5/٠١‏ انظر: ((تفسير ابن جرير)) (517/5)» ((تفسير ابن كثير)) (57/7)» ((تفسير السعدي)) (ص: 8١1١)؛‏ ((تفسير ابن عثيمين» سورة آل عمران)) .)551/١(‏

١‏ التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآحرة /١‏ 557"ه.

قال السفاريني: "ذكر القرطبي كغيره أن الله تعالى يكلم المسلمين عند الحساب من غير ترجمان إكرامًا لهم ولا يكلم الكافرين بل تحاسبهم الملائكة إهانة لمم وتمييزا لأهل الكرامة'* ".

وأخرج الشيخخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إثلاثة لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة ولا يركيهم ولحم عذاب أليم» رجحل على فضل ماء بالطريق بمنع منه ابن السبيلء ورحجل بايع إمامًا ما يبايعه إلا لدنياء فإن أعطاه ما يريد وق» وإلا لم يف له ورحل بايع رجلا بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي كذا وكذا فصاقه ولم يعط

ككها) )"؟ ١‏

3

وَعَنْ أبي هُرَيْرَة رَضِيٌّ اللَهُ عَنَهُ قَال قَال رَسُول الله صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ: (إثلاثة لا ! يُكُلْمُهُمُ لله يَوْمَ القِيامة ولا يرَكِهمْ ولا يَنْظرٌ إِلَيْهمْ وَلحُمْ عَذَابٌ أَلِيمْ شَيْحٌ رَانٍ وَمَلِكْ كَذَّابٌ وَعَائْلٌ

6 و وي عر غ4 ه4١‏ 0

أدلة تكليم الله لأهل الجنة:

أما تكليم الله للمؤمنين فقد دلت عليه النتصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة أن الله تعالى يكلم أهل الحنة ويكلمونه؛ وأتهم يتنعمون بسماع كلامه.

أولًا: الأدلة من القرآن.

قال تعالى: [إِنّ أضْ حاب انه الوم في شغْلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَرْوَاجْهُمْ في ظِلَالٍ عَلَى الأَرائِكِ مُتَكِبُونَ * ُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلحُمْ مَا يَدَعُونَ * سَلامٌ قَولا مِنْ رب يَحِيم1 [يس الآية:هه-ىره ]

ففي هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى يسلم على أهل الحنة.

١ 7‏ لوامع الأنوار البهية: ص .١88‏

4 7 أخرجه البخاري (9/ »)١5 499 /9( .)5815 2١4/8‏ ومسلم في الأبمان .)١7١(‏

5 صّحيح مُسْلِمٌ 0 .)١٠١‏

قال القرطبي:'وَِما حص عَوْلاءٍ بألِيم الْعَذَابِ وَشِدَة لْعقُوبَةِ لِمَحْض المُعَائَدَةِ وَالِاسْتِحْمَافِ الام لم عَلَى يَلْكَ الْمََاصِيء إِذْ 1 يتَخْمِلْهُمْ عَلَى ذَلِكَ حاجةٌ ولا دَعَنْهُمْ إِلَيْهِ ضَرُورَةٌ كُمَا تَدْعُو مَنْ 1 يَكُنْ مِثْلَهُمْ" تفسير القرطبي /١‏

0

والمعنى: أنه تعالى يسلم عليهم تعظيمًا لهم. كقوله: [ تَحيتّهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) [الأحزاب الأو "12

وقال السعدي رحمه الله: "وهم أيضا [ سَلامٌ1 حاصل لم [ْمِنْ رب رَحِيم] ففي هذا: كلام الرب تعالى لأهل الجنة وسلامه عليهم, وأكده بقوله: [قَؤلا1» وإذا سلم عليهم الرب الرحيم»؛ حصلت لهم السلامة التامة من جميع الوحوه» وحصلت لهم التحية» التي لا تحية أعلى منهاء ولا نعيم مثلهاء فما ظنك بتحية ملك الملوك؛ الرب العظيم؛ الرؤوف الرحيمء لأهل دار كرامته» الذي أحل عليهم رضوانه» فلا يبسخط عليهم أبداء فلولا أن اللّه تعالى قدر أن لا بموتواء أو تزول قلويهم عن أماكنها من الفرح والبهجة والسرورء لحصل ذلك. فنرجو ربنا أن لا يحرمنا ذلك النعيم» وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم"”؟" وروى ابن جرير الطبري في تفسيره عن محمد بْن كب الْقُرَطِيَ: "أنه حدث عن عْمَرَ بْنَ عَبْدٍ الْعَزيزٍ أنه قَالَ: إِذَا فَرَعَّ اللقمة أَهْلٍ الجن ة وَأَمْلٍ النَّاِ أَقْبَلَ في ظْلَلٍ ه مِن الْعَمَامِ وَالْمَلَئِكَة َالَ: مَيْسَلّمْ عَلَى أل الخنّ فيَرْدُونَ عَلَيْه 00 َال الُْرَطِنُ: وَهَدًَا في كاب اللَّه: ( سَادَمْ قَؤْلاً من رب نَحِيم] [يس الآية: /5] فَيَمُوا ا 0 كاذ للف قَال: بك سَلُون قَانُوا: تَسْأَنْكَ أَيْ رت رضَاك قَالَ: رِضَائِي أَحَلّكةْ دَارَ كَرَامَقي " 04 ثانيًا: الأذلة من السنة: وأما الأحاديث التي تثبت أن الله تعالى يكلم أهل الجنة ويكلمونه فهي كثيرة جداء منها . عَنْ أبي هُرَيْرةٌ رَضِي الله عَنْهُ عَنهُ 4: "أن البّييَ صَلّى الله عَلَيْه عله وَضَلَه كان يما كدت وعندة يخ من أَهْلٍ البَادِيّة: أ رَخُلُا مِنْ : أل الحنّة اسْتَأُدّنَ رَبَهُ في الرَرع» فَقَالَ له: ألشت فيما شفت؟ قَال: بَلى لَك أحتُ أن أزْرَعَ َال فَبَدي فقاو العافت واه واتتوواةة اال ف فكان أَمْكَالَ الجال» هم ول اللّهُ: دُونَكَ يا ابْنَ آدَمَ 0 لآ يُشْبِعُكَ شَيْءْ))»

1

5 ”"محاسن التأويل" .)١150/8(‏ ”"تفسير السعدي" (ص5917"). 8 '"تفسير الطبري" »)57//١9(‏ وانظر:"اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم (ص57١).‏

قَقَالَ الأَعرَاييٌ: "والله لآ يَدُهُ إِلّا قُرَشِيّاء أؤ أَنْصَاييًاء فَإِنَهُمْ أُصْحَابْ

رع وَأَمًا نَحْنُ فَلَسْنا بِأصْحَابٍ رَرْعَ " فَضَحِكٌ النَّهمْ صَلَى الله عَلَيْه

٠.‏ عَنْ أبي سَعِيدٍ الحُدْرِيّ) قَالَ: قَالَ 0 الله 0 الل عليه و لَه ((إنّ الله ََاَكَ وَتَعَالَ يَقُولُ لِأَهْلٍ الحنّ: يا أل الحنّة؟ فَيَقُولُونَ: لبيك رَبنَا وَسَعْدَيِكَ» مَيَقُولٌ: هَل رَضِينُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وما لَنَا لا ترِضَى وُقَدْ أَعْطَيتَنَا مَا 4 تُعْطٍ أَحَدًا مِنْ حَلْقِكَء فَيَقُولُ: أن ليك الم يد لِكَ» قَانُوا: يا َب َع شَيْءٍ أَمْضَلٌ مِنْ ذَلِك؟ فُبَقُول: أجل عَليِكُمْ رِضْوَان قاذ اشع ل بَعْدَهُ 3 1

© وعَنْ صُهَيْبٍِء عَنٍ انين صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا دَحَلَ أَهْلُ الخ اند قَالَ: يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَ: تُرِبدُونَ سَيْنًا أَزيدكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: )1 تُبَيْضْ وَجُوهتا ؟ أ تُدْحِلْنَا الجَنّى وَتُنَجُنَا مِنَ النَار؟ قَالَ: فيكف الجحابء قَمَا أُعْطُوا شَيْعًا أَحَب إِلَيْهِمْ من النَظْرِ إِلَ رَتِمْ عَزّ وَحَلَ 3

ثالمًا: أقوال العلماء.

وقد نص أهل العلم أن الله تعالى يكلم أهل الجنة في الحنة» ويسلم عليهم:

قال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد» بعد تبويبه على تكليم الله موسى عليه السلام: "وتكلم الله بالوحي وصفة نزول الوحي وتكليم الله عباده يوم القيامة وتقرير البحث في ذلك" "”"

وقال ابن قدامة رحمه الله "وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه» ويأذن لهم

٠‏ العاه”

فيزورونه

8 رواه البخاري (/5785).

.)5855( رواه البخاري (553 55)» ومسلم‎ .)١18١( رواه مسلم‎ ١

معارج القبول 18 ١‏

مه ؟'لمعة الاعتقاد" .)٠١‏

وقال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر زيارة أهل الجنة بعضهم بعضا: "وحم زيارة أخرى أعلى من هذه وأحلء وذلك حين يزورون ريحم تبارك وتعالى» فيريهم

وحهه؛ ويسمعهم كلامه. ويحل عليهم رضوانه"'”'.

وقال الشيخ ابن باز رحمه اللّه: "وأهل السنة والجماعة يؤمنون أيضا بكلام الله» وأنه يكلم أهل

الجنة» ويكلم عباده يوم القيامة» ويمسمعون كلامه سبحانه وتعالىم» ويمسلم على أهل

الجنة"7 7 .

المتن قال المصنف-رحمه الله تعالى-: -"وَالْإيمَان بالحوض وَأن لرَسُول الله حوضا يَْم الْقيّامَة يرد عَلَيْهِ أمته عرضه مفل طوله مسيرّة شهر آنيته كعدد نُجُوم المسّمَاء على ما صحت به الْأَخْبَار من غير وجه". الشرح هذا الحوضٌ المورود الذي أعطاه الله لنبيه محمد كله كما قال: [إِنَا أَعْطَيْنَاكً * فهر وتلق و2 * إن شايتاق خؤ الأنقذ 1 [الكوثر» وعم ], قال الإمامُ القرطيئ: «والصّحيح: أنَّ للبي فلع حَوْضَيْن: أحدهما: في الموقف قبل الصّراط. والغاى: في ا المنّة.

جه" 'حادي الأرواح" ”2557 وانظر: "مختصر الصواعق ق المرسلة" وص ”"0١ه)‏

هه ""بمجموع فتاوى ابن باز" (58/ 59).

وكلاهما يُسَمَّى كوثرا» .571 وقد جاءت أحاديث كثيرة في وصفه؛ منها: © عن أبي غبيدة أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى: إن اغطيئاك

لتر [الكوثر: »]١‏ فقالت: «نمر أعطيه تَيُكم قَليِ؛ شاطفاه عليه دُدٌ يَُوّفء آنيته كَعَدد التججوم> :1

© وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله كلع قال: «بينما أنا أسيرُ في الحنّة إذ أنا بغر حافقاة قبَابٍ إلدّة المكوف. قلت :"ما :هذا بالجبريا © قال :هذا الكوثة الذي أعطاك رَبك فإذا طِيئه-أو طيبه-مسك أذفر». 5*8" ومن الأحاديث التي ورد فيها ذكر الحوض:

© عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيت ومنبري روضة من رياض الحنة» ومنبري على حوضي"155.

© وقوله صلى الله عليه وسلم للأنصار: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض»570.

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: «حصٌ الله نَيّه صلى الله عليه وسلم أنه

أعظاة الكوتن وعق نهر افير الكفيرا الذي آقاف التق الذينا والاحرة هجما أخطاه في الدّنيا الكدى والتّصر والتأييد وثُرّة العين والنّمس وشرح الصدرهء وتَعّم قلبَه بذكره وحبّه بحيث لا يُشبه نعيمُه نعيمَ الدّنيا البتق» وأعطاه في الآجرة الوسيلةً والمقام

5 «التذكرة» ؟7357).

707 أخرجه البخاري (55565).

؟ أخرحه البخاري (55/81).

8 أتخرحه البخاري في صحيحه؛ كتاب فضائل المدينة» باب .١5‏ انظر: فتح الباري (5/ 99) ح 2١888‏ وأخرحه مسلم في صحيحه. كتاب الحج» باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الحنة (5/ .)١78‏

انظر صحيح البخاري كتاب الحزية» باب ما أَقْطعَ النّعْ صلّى الله عَلَيْهِ وسَلّم مِنَ البَحْريِْ» وما وَعَدَ مِنْ مَالٍ البَحْريْنٍ وَاِييَة» وَلَِنْ يُفْسَمٌ القَيْء وَاميريَُ برقم (817) ومسلم كتاب الزكاة» بَابْ إِعْطَاءِ الْملقةِ فُلوبِهُم عَلَى الْإسْلام وَتَصَيْرٍ مَنْ قَوِيَ لِمَانُُ برقم »)٠١59(‏ والإمام أحمد في المسند مسند المكثرين من الصحابة (177541.(

ار

المحمود» وحعله أوَّل مَن يُفتح له ولأمته باب الحنة» وأعطاه في الآخرّة لواءَ الحمد والحوض العظيم في موقف القيامة» إلى غير ذلك». '' "

وقد حكم جمعٌ من أهل العلم بتواتر السّنّة في ذلكء قال ابن أبي العرٌ: «الأحاديث الواردة في ذكر الحوض تبلغ حَدَّ التواتر؛ رَوَاها من الصّحابة بِضعٌ لاون حصاي ا ولق البنتقصى طرنيا شوكدا نعي لذو ار ريال برحمته في آخر «تاريخه الكبير». "1"

وروي عن الإمام سفيان بن عيينة في اعتقاده قوله: السنة عشرة فمن كن فيه فقد استكمل السنة ومن ترك منها شيئا فقد ترك السنة: إثبات القدر وتقدم أبي بكر وعمر والحوض والشفاعة والميزان والصراط والإيمان قول وعمل والقرآن كلام الله وعذاب القبر والبعث يوم القيامة ولا تقطعوا بالشهادة على مسلم. "7

المتن قال المصنف-رحمه الله تعالى-: -"الإيمَان بِعَذَاب الْقَبْر". فيرخ إذ كان الموت بداية آخرة الإنسان وقيامته الصغرى تبدأ بالموت فأول منازل الآخرة هو القبر» وهو ما يُسمى البرزخ؛ لأنه مرحلة بين الدنيا والبععث والآخرة. فنؤمن بالقبر عذابه ونعيمه في هذا كما جاءت بمذه النصوص» فمن عقيدة أهل السنة إماتحم بنعيم القبر وعذابه» وأشار المصنف هنا إلى عذاب القبر» فجاء من جاء من المعتزلة ونحوهم من أنكر عذاب القبر وهو أمرٌ ثابت بنص الكتاب وبنص السنة كما هو معلوم. 0١‏ «بجموع الفتاوى» »)07/-571/١5(‏ بتصرف يسير.

5 «شرح الطحاوية» .)١5١37‏

3 رواه الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة )١55 /١(‏

فالإنسان إذا دُفن في قبره فهو بمجرد أن يتولى أهله ويذهب يسمع قرع نعالهم فيأتيه ملكان فيقعدانه ويسألانه من ربك من دينك ومن نبيك؟ فهذه أسئلة يُسأها فإذا كان مؤمناً وفق للجواب» وهذا قول الله عز وجل: [يُتَبْتُ الله الَِّينَ آمنُوا بِالْمَوْلِ النّابتِ في إنقاة الذ نيا وَفِ الآحرة ) [إبراهيم الآية:710]» فالمؤمن يثبت ويجيبء والمنافق والكافر يقول ها ها لا أدري'' '.

وهذا العذاب أي سؤال القبر وما يتعلق بنعيمه وعذابه أمدٌ قد ثبتت به النصوصء فلابد لكل مؤمن وكل صاحب سنة أن يؤمن ويستعد لهذا اليوم؛ سيذهب المال» ويذهب الأهل وتبقى أنت في هذه الوحشة» وف هذه الظلمة, لا ينفعك في هذا المقام إلا إيمانك بالله عز وجلء» فعند ذلك إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

وللقبر ضمة تختلف فيها أضلاع الإنسان, ولو بحا من هذه الضمة أحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لنجا منها سعد»*5') ومعلوم من هو سعد الذي اهتز له عرش الرحمن عند موته» «اهتز عرش الرحمن لموت سعد»' 27 ومع ذلك ما بحا من هذه الضمة التي تلحق الناس» وقيل أنه لا يستثنى من ذلك إلا الأنبياء في هذا الأمر.

فهذه أول مراحل ال حياة الآخرة حياة البرنخ وعذاب القبر ونعيمه» ثم بعد ذلك

يأنَ البعث.

02

وقد دل على سؤال القبر وما يكون فيه من تعيم أو عذاب-بعض الآيات والسّنّة المتواترة وكذلك إجماع أهل السّنّة والمجمّاعَة.

5 أنخرحه أبو داود (4757) واللفظ له؛ والنسائي »)5١١١1(‏ وابن ماجه )١549(‏ مختصرا وأحمد )١85517(‏ باحتلاف يسير

5 انظر مسن الإمام أحمد برقم (578 5)» قال الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (:178) صحيح» وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط في المسند.

555 صحيح البخاري .)57٠١15(‏

أمَا دلالة القرآن: فمنها

0 0

وروة م . م 075

© قوله تعالى في قصة آل فرعون: ظآالثَارُ َعَرَصون ا و وَحَشيا ونوم تقوم و ع ته ير 9 02 السّاعة ادخلوا ال فَرَعَونَ اشَّد العَذاب» [غافر:” 5]. قال الحافظ ابن كثير: "وهذه الآية أصلك كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ 58 ا وقال العلامة الفوزان: "هذا في البرزخ قبل الآخرة؛ يُعرضون على الثّار صباحًا ومساء إلى أن تقوم الساعة» وهذا دليك على عذاب القبر» والعياذ بالله» [ وَيَوْمَ

-

تَقُومُ المكاعَةٌ أَدْعِلُوا آل فِْعَوْنَ أَسَدَّ الْعَذَّابِ) [غافر الآية: "4] هذه ثلاثة

الأولى: أن الله لله أغرقهم ومحاهم عن آخرهم في لحظة واحدة. الثاني: أتمم يُعَذَّبون في البرزخ إلى أن تقوم الساعة. الثّالئة: أنحم إذا بعثوا يوم القيامة يدخحلون أشد العذابء والعياذ بالله». 5"

© ومنها: قوله تعالى: لإستعذهم 5 ثم 0 2 5-7 ٠‏ عظيم4 |التوبة الآية:١1١٠١].‏

5

قالاانة قو "قال عد مَيْرُ وَاحِدٍ من العْلَّمَاءِ: امه الأول قٍٍ الدَنيّاء وَالثَّانيَةُ

في المَرَرّخ» 5 دو 0 عَذَابِء ظيم عَظيم # 3 الاجر .

5 وها وقوله: ( ولو تَرى إذ اظَلُِون في عَمََاتٍ الْمَْتِ وَالْمَلَائِكَةُ باطو أَيْدِيهِمْ جُوا أَنْفْسَكُمْ اليَومَ بحرَوْنَ عَدَاب الْمُونِ) [الأنعام الآية: 98].

7 «تفسير ابن كثير» (1/ 55 .)١‏ «شرح الأصول الثلاثة» »)5١‏ مؤسسة الرسالة» الطبعة الأولى» 471 ١ه‏ -5.٠٠5ام.‏

89 «بجموع الفتاوى» (575/54).

وهذا حطابٌ لحم عند الّموت» وقد أخبر الملائكة-وهم ار حينئذ يجزون عذاب الحون» ولو تأخّر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا؛ لما صّحَّ أن 7 . اده #درمم 1 ع7 ٠‏ ملام يقال لهم: [َاليَومَ رَوْنَ 1 فدل على أن المراد به عذاب القبر. '” وأمّا السّئّة: فإنما متواترةٌ في ذلكء» كما قال الحافظ ابنٌ رحب رحمه الله تعالىى: «وقد نَوَائَرَت الأحاديث في عذاب القبر». "١‏ وقال ابن أبي العرٌّ رحمه الله تعالى: «وقد تواترت الأخبارٌ عن رسول الله هَل ق الاك عذج لقو رسيي لعن كان مله ا © فعن الْبََاهِ بْنِ عَازِبٍ 1473 لالد فا الله عليه فل كال ويا مَلَكَانِ مَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانٍ لَهُ مَنْ رَثْكَ فَيَقُولُ رَيّ الله مَيَقُوا قُولَانٍ لَهُ مَا دِينِكَ َيَعُولُ ديني الإسْلام َيَقُولَان لَهُ مَا هَذَا الكخله الذي بعت فِيكُمْ قَالَ قِيَقُول هُوَ رَسُولَ الله صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ فَيَقُولَانِ وَمَا يُذْرِيكَ فَيَقُو

قَرَأتُْ كتّاب الله فَآمَنْتْ به وَصَدَّفْتُ راد في حَدِيث جرير فَذَلِكِ قول الله

كه

عز وجل (يثبت الله الّدين آمنُوا بالْقَوْل النّابت) الآية ُ اتفمًا قَالَ فينادي مُنَاد من السّمَاء أن قد صدق عَبِدِي فأفرشوه مِنَ الخنّة وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلّ اجن وألبسوه من النّة قَالَ فيأتيه من روحها وطيبها قَالَ ويفتح لَهُ فِيهًا بادضمره قن رزو از ارم :انهاه وقول اله صلى اد عليه مدن ار ل ل ولك يكذ جلي

ل الله تل _ الله عليه وَسَلّة وغلشنا عولة كأغًا على وسكا الطئة وي يده بتك وى ل رع رأْسَه فَقَالَ: «اسْتعيدُوا بالل

مِنْ عَدَابٍ الْمَيْرِ» مَيتَيْنِ أؤ ثانا رَادَ في حَدِيثٍ جرير «هَامُتا» وَقَالَ:

انظر: «الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد» صالح الفوزان 75720).» دار ابن الجوزي» الطبعة الرابعة» 157٠٠‏ ١ه-‏ 65ام. ١‏ «أهوال القبور» 57 ).

5 «شرح الطّحاوية» 293).

"ونه ليقف خنع يقالي إذا نولا مذبريوق حرق يقال [3: هذا من رَتْكَ وَمَا دِينْكَ وَمَنْ تَبيّكَ؟ " قَالَ هَنَادٌ: قَالَ: "ويأتية مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانه

تتقولكن لد فز وللكة كنقر ل +2 اللا فتقرلان /1 فا درذك» فتشول: فق 2-083 يَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الكل الَّذِي بْعِتَ فِيكه؟ " ل ' َيَُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: ٠‏ 4 1]ء مَيَقُولَانِ: وَمَا يُذْرِيِكَ؟ ول َرأ كناب الله قَآمَنتْ به وَصََدَّقْتُ «رَّادَ في حَدِيثِ جَريرٍ» فَدَلِكَ مَولُ اللَِّ عر وَحَلَ [يعيْتُ الله لين آمَنُوا) [إبراهيم: 730]

إن

او " الآية-

4 اثَمَىَ

تَمَهَاقَالَ: " مَيُتَادِي مُتَادٍ مِن السسمَاء: أَنْ قَدْ صَّدَقَ عَبْدِي: تَأَمْرِسُوهُ مِنَ لخن وَافْتَحُوا لَهُ بَابَا إلى لخن وَالْيِسُوهُ مِن الخنّة " قَالَّ:

«قيَأتِيه مِنْ رَوْحِهَا د قَالَ: «وَيُفتَخ لَهُ فيهنا مد تصّره» قَالَ: : «وَإنَ

-

الْكَافِرَ» كَذَكْرَ مَوْتَهُ كَالَ: " 5 زوه في حَسَدِي وَبَأنِيهِ مَلَكَانٍ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ: لَهُ مَنْ 3 َيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ هَاه لا أَذرِيء فَيَعُولَانِ لهُ: مَا دِينكَ؟ فِيَقُولُ: هاه هَافء لا أَدْرِيء فَيَقُولَانِ: ما هَذَا التَخل الَّذِي بُعِتَ فِيكة؟ فَيَقُولُ: هَاهُ هَاه لا أَدْرِيء مَيْنَادِي مُنَادٍ مِنَ المكَمَاءٍ: كدّبء فَأفْرِسُوهُ من الثَّارِء وَألْبِسُوهُ من الثَّارٍ وَافْتَحُوا لَهُ بَابَا إِلَ الثّارٍ " قال «قيأتيه مِنْ حَيّهَا وَسَمهُومهًا» قَالَ: «وَيْضصِيَّقْ عَلَيْهِ قَبْبُِ حَنٌّ ْمَل فيه أَضْلَاغْةُ» َادَ ف حَدِيثِ جَريرٍ قَالَ: : «ث بُمْنَضْ يْفَيَضَ لَهُ أَعُْمَى < م مَعَهُ

2#

مِرْرَبّةٌ مئْ حَدِيدٍ لَوْ ضُرِب يا حبك لَصَّارَ ثُرَابَا» 1 «فَيَصربَةُ يها صَرْبَة

يَسْمَعْهًا ما بَيْنَ الم* قِ وَالْمَعْرِْبٍ إِلا التَمَلبْنِ فَيَصِيدُ م ُرَاجَا» قَالَ: «ته تُعَادُ

ا

© وعن أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله

هو- ع

عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: "اللّهُمٌ إن أَعُودُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ الْقَيِِْ وأَعُودُ

57 رواه أبو داود في سننه (5/ 99؟) (4757) وصححه الشيخ الألباني انظر /١(‏ 537).

الورك لصي تبر رارة ولخري ارد حرطا ودر فِثْنَةِ الْمَمَات الله

هو- ع

ا عُودٌ بك من الْمَأعٌ وَالمَذنه" 11 © وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذا شد َحَدَكُْ مليِسْتعِذُ بالل من أَنِْع» يَقُولُ: اللَّهمَ إِي أعُودْ بك مِنْ عَذَابِ حَهَنمَ وَمنْ عَذَّابِ الْقَثر ون كتكة لمكا والمهاتت وير نشد فقن الْمَسِيح ال 0

2 +

ساو

© قال المروزي: قَالَ نو عبد غنيك الله عذاشه القثر حو لا يُنكره إل قيال أو مُضِلة».""

© قال الإمام أحمد بن حنبل: ".. وأن هذه الأمة تفتن في قبورهاء وتسأل عن الإيمان والإسلام؛ ومن ربه ومن نبيه» ويأتيه منكر ونكير» كيف شاف وكوف راف 11 ,

©» وورد أن أبا عبيد القاسم بن سلام سأل الإمام أحمد عنهما فقال: "هذه اللفظة (منكر ونكير) تقول هذا أو تقول ملكين؟» قال: نقول كز وك روف مك0

© وقال أبوبكر الاسماعيلي: "ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ما ثبت به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"*"".

5 (صحيح البخاري) كتاب الأذان» باب الدعاء قبل السلام» (؟/ 3117 - مع الفتح) و(صحيح مسلم) كتاب المساحد ومواضع الصلاة» باب التعوذ من عذاب القبر وعذاب جهنمء (ه/ لالم - مع شرح النووي).

(صحيح البخاري)» كتاب الدعوات» باب التعوذ من عذاب القبر» ١754 /١١(‏ - مع الفتح).

5 «الروح» 507 ).

7 أصول السنة (91).

طبقات ابي يعلى ١/5ه.‏

9 اعتقاد أئمة الحديث .)7١(‏

© وقال أبي بكر بن أبي عاصم: "وف المساءلة أخبار ثابتة والأحبار التي في المساءلة في القبر منكر ونكير أحبار ثابتة توحب العلم."” 54 © وقال الإمام الطحاوي: (وبعذاب القبر لمن كان له أهلاً وسؤال

منكر ونكير ف قبره عن ربه ودينه ونبيه ..) 147,541 » وقال ابن تيميّة رحمه الله تعالى: «قَاعْلَمْ أَنَّ مَذْهَب سَلَّفٍ الأمّةِ

و المسّنَة وَالجَمَاعَة» . ؛*" © وقال ابن القيّم رحمه الله تعالى: «وَهَذَا كُمَا أنه مُقْتَضى السّنة © وقال شيخ الاسلام: "إذا ثبتت الرسالة ثبت ما أخبر به الرسول ما ينكره بعض أهل البدع كعذاب القبر وسؤال منكر ونكير وكالصراط والشفاعة" 5 والإنساكُ بمجرد موته يدحل في اليوم الآخر بالنُّسبة له وَيَِدَا يُقَالُ: مَن مَاتَ قَامَت قِيَامَتَةُ.

المتن

.)5580-4١9ص( كتاب السنة‎ ٠

١‏ العقيدة الطحاوية (:ه). وانظر في ذلك كلام البركاري في السنة (71)» وصديق حسن خان في قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر »)١7(‏ وابن قدامة في لمعة الاعتقاد »)١(‏ ومرعي الكرمي ف أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات امحكمات (7١5)؛‏ والكلاباذي في التعرف لمذهب أهل التصوف (517)» وابن عساكر في تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري (705).

8 «بجموع الفتاوى» (4/ 585).

5 «بجموع الفتاوى» (54/ 587). هم؟ الأصفهانية .)5١ 5/5١‏

قال المصنف-رحمه الله تعالى-: 4-"وَأن هذه الأمة تفتن فِي قبورها وتسأل عن الْإِيمَان وَالْإِسْلَام ومن ربه ومن نبيه ويأتيه مُنكر وكير كيف شَاءَ وكيف أَرَادَ وَالْإيمَان به والتصديق به". الخرج قول المصنف: "وَأن هَذِهِ الأمة تفتن في قبورها" والمقصود بقوله: (تفتن) قَالَ ابن تيويّة رحمه الله تعالى: «وَأَما الفِْنَةُ في القُبُورٍ ْهِيَ الامْتِحَانُ وَالِاحْيبَارُ لِلميّتِ جِينَ يَسْأَلْهُ الملَكانِ». 7"

وأما الأدلة على فتنة القبر.

قَالَ شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله تعالى: «وَقَذٌ نَوَا ت الأَحَادِيتُ عن لني صلى الله عليه وسلم في هَذهِ الفِثْئَةِ مِنْ حَدِيثٍ الا بْنِ عَازِبٍء وأَنْسِ بْنٍ مَالِكِء أي هْرَيْرَةً) وَغَيْرِهِمْ رضي الله عنهم» افا « روت أَسمَاءُ بنت أي بكر رضي الله عنهما أَنَّ رَسولَ اللو و قَالَ و و 2 2 4 برو

© وعن عثمانٌ بن عفان رضي الله عنه قالَ: كَانَ النّنُ قلع إِذا قرع من دَفن الميتِ وَةَ قف عليه فَقَالَ: «اسْتَعْفِدُوا لِأَحِيكُمْ | لَه التلبيت؛

85 «ججموع الفتاوى» (5/ 51؟).

07 «ججموع الفتاوى» (5/ 51؟).

أخرحه البخاري )١5(‏ ومسلم (405).

8 أنخرحه أبو داود .)3771١(‏ والحاكم في «المستدرك» /1١(‏ 075) (17177)؛ وصححه الألباني في «صحيح

الترغيب والترهيب» .)551١١١‏

وَعن أي هري رضي الله عنه قَالَ: كان سول الله ف يدغو: «الهم

هو- ع

ِنُّ أَعُودُ بكَ مِنْ عَذَابٍ القَبْرْهِ وَمِنْ عَذَابٍ الثَّارِ وَمِنْ فِثْئَةِ المخيًا وَالممَاتِء وَمِنْ فِتَنَةٍ المسيح الدّجال». "١‏

وعن البرَاعِ بِنِ عَازب رضي الله عنه عن رسول الله عله أنه قال: إن العبدَ المؤمن في قَبْرِهِ تُعَادُ رُوحَْهُ في حَسَّده؛ 0 مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانهِ ولاق ةنق ل مقر[ :5 انق مقرلا لذ عا ديك َيَقُولُ: دي 00 فَيَعُولَانِ 7 مَا هَدَا الكخله الّذِي بُعِتَ 0 فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ الله َل مَيَُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قا

س رد ال.ر مشرهة وو ةد و كتاب اللَه؛ فامَنت ب4 وَصَّدقَت به...».

فَيَُولَانِ لَهُ: مَا دِيئكَ؟ م َيَقُولُ: هاه هَاهء لا أَدْرِىِ ! فَيَقُولانٍ لَهُ: ما

هو- ع

هَدًَا التخله الَّذِي بُعِتَ 1 فَيَقُولُ: هاه هاه لَا أَدْرِي». ١‏

وَغَيرٍ ذَلِكَ مِن الأَحَادِيثِ التي بَلَعَّت مَبِلَمٌ التَوائر.

3 شيخ الإإسلام- رمه الله تعالى-: «فَيُضْرِبُ بررَبّة من حديدٍ؛ فيصيح صحيةٌ يسمعها ك8 شيج إِلَّا الإنسان؛ ولو تمعها لصعق» يشير إلى حديث أنس عليه السلام وفيه: «وأمّا المنافق والكافر فيّقال له: ماكنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا اقرف كنت أقول ما يقول الناس» فيقال: لا دَرَيَتَ ولا كلت ويُضرب بمطارق من حديد ضربة؛ فِيَصِيحُ صَيحةً يَسْمَعْهَا مَن يليه غَيرَ التَمَلِينِ»”” "2 والتّقلان: هم الإنسن والحنُ.

أتخرجه البخاري )١117(‏ ومسلم (088). 0١‏ أخرجه أحمد في «المسند» (4/ 80؟) »)١8551(‏ وأبو داود (41/57)» وص ححه الألباتي في «المشكاة»

.)152(

5 أخرحه البخاري )١7217/4(‏ من حديث أنس رضى الله عنه.

قال ابن غتيمين رحمه الله تعالى: «فيُضرب»: يعني الذي م يب سواء كان الكافرَ أو المنافقّ» والضارب لَهُ الملَكَانِ اللذانٍ يسألانه.

والمرزبة: هِيَ مطرقةٌ مِن حَدِيدِء وَقَد وَرَدَ في بعض الروايات: أن عَلهَا أهل منى مَا أَكُنُوهاء فَإِذَا صرب يصيح صيحةً يسمعها كل شيء إلا الإنسان» أي: صِياحًا مَسموعًا يسمعه كل شيء يكون حوله يما يسمع صوته وليس كل شيء في أقطار الدّنيا هسمعه» وأحيانًا يتأثر به ما يسمعه كما مر الّنُ ل بأَقثر للتشكين علق تكليهي؟ فكادت بيه حئ كاذك. ثلقيه؛ تا معت أصواتهم يُعَذّبون.

قوله: «إلا الإنسان»» وقد سبق أنَّ في الحديث إلا التّقلين. يعني: أنه لا ولّا: ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لَولًا لَدَعَوْتُ الله أَنْ كيفك عَذَابَ القَبر». ”5

ثاماء أن ىق إحفاء ذلك سن المية:

يُسمع هذا الصّياح» وذلك ١‏ عظيمة منها:

2 3 كن معس ير

لا تدافنوا

ثالثًا: أنَّ فيه عدم إزعاج لأهله؛ لأنَّ أهلّه إذا سمعوا ميّتهم يُعَذّب وتصيح لم رف ند

رابعًا: عدم تَنْجِيل أهله؛ لأنَّ النّاس يقولون: هذا ولذكمء هذا أبوكمء هذا أخوكم» وما أشبه ذلك.

حاممًا: أننا قد تَهْلِك؛ سيو لوت ا بل صيحة قد تُوحب أن تسقط القلوب من معاليقهاء فيموت الإنسان» أو يُعْشى عليه. سادسًا: لو “مع النَّامنْ صُرَاخ هؤلاء المعذّبين لكان الإيانُ بعذاب القبر من باب

الإجمان بالشهادة لا من باب الإبمان بالغيب» وحينئذ تَقُوت مصلحة الامتحان؛

791 أخرجه مسلم )١87/8(‏ من حديث أنس.

لأنَّ الئاس سوف يُومنون بما شاهدوه قطعًاء لكن إذا كان غائيًا عنهم ولم يعلموا به إل عن طريق الخبر صار من باب الإيمان بالغيب».؟1

وقول المصنف: "وتسأل عَن الْإيمَان وَالْإِسْلَام وَمن ربه ومن نبيه"

وَقوله: «مَنْ رَّك؟ وَمَا دِيئك؟ وَمَنْ تَيّك؟» هذه الأسئلة الثلاثة التي تُوَحَهُ للمَيِّتِ في قَبرِ؛ قال العلامةٌ ابن عْتّيمين رحمه الله تعالى: «يعني: مَن رَثُْكَ الذي حَلَفَكَ وتعبدُةُ وَتَخِصُهُ بالعبّادة؟ أجل أن تَنَظِمْ هَذِهٍ الكلمةٌ توحيد الربوييّة, وتوحيد الألوهيّة

و«المرتاب»: الماك والمنافقٌ وشبههماء «فَيَقُولٌ: هَاه هَاه؛ لآ النَّاسَ يَقُولُونَ سيًْا مََانُك»» يعني: لم يلج الكقاة قاكلة رونا كان يقون كجا ءيشو النَّاسْ من غير أن يَصِل الإبمانُ إلى قلبه.

وَتَأَكل قولّهُ: «هاه هاه» كأنَّ شيئًا غَابَ عنةُ يريدُ أن يتذكره» وَهَذا أشدٌ في التَّحَسُرٍ أن يتخّل أَنّهُ يَعْفُ اللوايته ولكق حال بينة وزينة» ويقول؟ هاه هاة»»

ثم يقول: «سمعث الناس يقولونَ شيئًا فقلثة»» وَلَا يقول: رَيّ الله ولا ديني

: أذ

ذري» معْث

2

الإسلام, ولا نَم محكد؛ لأَنَّهُ في الدّنيا مُرتابٌ شاك. هذا إِذَا سْيِلَ في قَبرِهِ وَصَارَ أحوج ما يكونٌ إلى الاب الصّواب يعجر وتقول: «لا أدري تمعث النَّاسَ يقولونَ شَيئًا فقلثّةُ».

إِذَا؛ إعانه قول فَقمَطِيم .70"

ع

وللناس في سؤال منكر ونكير: هل هو خاص بهذه الأمة أم لا ثلاثة أقوال: الثالث: التوقف» وهو قول جماعة؛ منهم: أبو عمر بن عبد البر» فقال: وفي حديك زيد بن ثايت عن الى صضان الله غليه وله » قال :((إن هذه ا لأمة

«شرح الواسطيّة» (ص؟58» 487).

6 انظر: «شرح الواسطيّة» (ص١٠5485-148).‏

تبتلى في قبورها))' "2 منهم من يرويه: تسأل"*'» وعلى هذا اللفظ يحتمل أن تكون هذه الأمة قد حصت بذلكء وهذا أمر لا يقطع به. ويظهر عدم لاه اص» والله أعلج "111733

وقول المصنف: "ويأتيه مُنكر وَتكير كيف شَاءَ وكيف أَرَادَ وَالْإِيمَان به والتصديق به".

منكر ونكير هما ملكان جاء وصفهما في السنة بأتمما أسودان أزرقان» يأتيان العبد في قبره فيقعدانه ويسألانه من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأما المؤمن فيقول: ربي الله» وديني الإسلام؛ وني محمد صلى الله عليه وسلمء فينعم ف قبره. وأما الكافر فلا يحار جواباء فيضرب بمرزبة من حديد يصيح منها صيحة يسمعها كل من يليه إلا الثقلين.

الأدلة على ذلك.

الأحاديث الواردة في الملكين متلقاة عند أهل العلم بالقبول» قال ابن أبي عاصم: وفي المساءلة أحبار ثابتة» والأخبار التي في المساءلة في القبر منكر ونكير أخبار ثابتة توحب العلم» فنرغب إلى الله أن يثبتنا في قبورنا عند مسألة منكر ونكير بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآحرة"”' '.

وقد ورد في بعض الأحاديث ذكر الملكين دون ذكر اسمهماء من ذلك:

5 رواه مسلم (5851).

7 رواه الطبري في ((تفسيره)) (101-700/1) عن الربيع؛ وأبي قتادة» وغيرهما. وعزاه ابن عبد البر في ((التمهيد)) )١54/77(‏ لابن أبي شيبة» وقال: وقال ابن أبي شيبة: تُسأل في قبورها. ولم أحده في ((مصنفه)) إنما روى الحديث (50/7) كما في ((صحيح مسلم)) -حيث رواه مسلم من طريق ابن أبي شيبة أصلاً-((إن هذه الأمة تبتلى في قبورها...)).

انظر: («التمهيد)) (؟517/51١).‏

المصدر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي» 5/١/5‏

6 السنة: (ص9١5570-4).‏

((إنَّ الْعَبْدَ إذا وُضِع ف فَبْرِهِ وَتَوَل عنه أُصْحَابة وَإِنَهُ لَيِسْمَمْ فَيْعَ نعَالجِم أَنَاهُ للكانقع تتقية انه تعق رلا ونيا كلت كذ عق ها اليك »لمعك سنن أله

و عدو

عليه وسلم. فَأَمّا المُؤْمِنُ فيقول: أَشْهَدُ أَنّهُ عبد اللَّهِ وَرَسُولَةُ. ..))'' ".

بالوإسيصة

© وفي الصحيحين من حديث أَنّسٍ بْنِ مَالِكِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه ل

الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إن العبْدَ إِذَا وْضِع في قَبْرِو وَتَوَلّ عَنْهُ أَصْحَابُك

البَُلٍ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فَأَنَا المؤمئ» فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أنه عَبْدُ الله وَرَسُولُك مَبْقَالُ له: انْظْرْ إِلَ مَفْعَدِكَ من النّارٍ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ به مَفْعَدًا مِنَ اند

٠‏ وفي مسند البزار وغيره من حديث أبي سعيد قال شهدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا دفن الإنسان وتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده فقال ما تقول في هذا البحل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم فإن كان مؤمنا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده رسوله فيقولون له صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقولون هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذا آمنت به فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الحنة فيريد أن ينهض إلى الحنة فيقولون له اسكن ا"

.)5807١( ومسلم‎ ).)١79/( أتخرجه البخاري‎ ١

5 أخرحه البخاري (9//7) برقم »)١714(‏ ومسلم )١١٠١/5(‏ برقم (700) واللفظ للبخاري.

50 أخحرحه أحمد النسخ (9/ *-5) والبزار كما في (كشف الأستار) رقم (877) وابن أبي عاصم في (السنة) رقم (875)» والطبري في تفسيره »)35١5 /١7(‏ والبيهقي في (إثبات عذاب القبر) رقم »)7١(‏ من طريق عباد بن راشد البصري عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري فذكره.

وقد تفرد به عباد وهو صدوق له أوهام؛ عن نخاله داود بن أبي هند مرفوعا.

وقال البزار: (لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بحذا الإسناد» وهذا من أغرب ماكان يسأل عنه الحسين وابن معمر).

وقد خولف عباد» خالفه مسلمة بن علقمة فأوقفه.

وقد ورد في الحديث والآثار ذكر اسميهماء من ذلك: أماالحديث.

فمن الأحاديث الواردة في هذا: ما رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قبر الميت-أو قال: أحدكم-أتاه ملكان أسودان أزرقان» يقال لأحدهما: المنكر والآحر: النكير. فيقولان: ماكنت تقول في هذا الرحل؟ فيقول كان يقول : ع غبك. الله ورسؤولة: أشنية أن لذ إله إلا الله وأن يدا عبدة ورسوله. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا...))؟'5.*'”

وحديث أبي هريرة الذي عند الترمذي وغيره» وذكرهما يتقوى كما لا يخفى بالطريق التي عند الطبرائي في المعجم الأوسط (5775))» وفيها ابن لهيعة وموسى ابن جبير الحذاء» وهذا الأخير وثقه ابن حبان وقال: يبخطئ ويخالف» وف ابن لميعة كلام معروف» وباقي رحاله ثقات» فتسمية الملكين حسن بمجموع الطريقين»

وأما الآثار. هذا بالإضافة أن تسميتهما وردت ف أخبار أخرى مرسلة وموقوفة» وهي: ١-مرسل‏ عطاء بن أبي رباح: أخرحه الحارث بن أبي أسامة في مسنده

(زوائده رقم١738)»‏ والآحري في الشريعة (رقم851-دار الوطن) والبيهقي في إثبات عذاب القبر (رقم7١٠)‏ من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عطاء بن يسار قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن الخطاب رضي الله عنه-: "يا عمر كيف بك إذا أنت متء فانطلق أهلك فقاسوا لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبرء ثم رجعوا إليك فغسلوك وكفنوك وحنطوك» ثم

5

فرواه عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: فذكر نحوا من حديث عباد بن راشد ول يرفعه.

65 رواه الترمذي ١الاض‏ كام وابن أبي عاصم 5 (السنة) ك6 ). قال الترمذدي: حسن غريب. وحسنه ابن حجر 5 ((هداية الرواة)) )١١5/1(‏ -كما أشار إلى ذلك في المقدمة -. وكذلك الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).

5 المصدر: تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي لعبد الرزاق بن عبد ا محسن البدر» ص785.

احتملوك حتى يضعوك فيه؛ ثم يهيلوا عليه التراب» فإذا انصرفوا عننك أتاك فتانا القبر منكر ونكير أصواتمما كالرعد القاصفء وأبصابهما مثل البرق الخاطف» فتلتلاك وثرثراك وهؤّلاك» فكيف بك عند ذلك يا عمر ؟"؛ قال: يا رسول الله ومعي عقلي؟: قال: "نعم" قال: "إذا أكفيكهما." ١-مرسل‏ عمرو بن دينار المككي: عند عبد الرزاق في المصنف (5/9/ه- 27) بسند صحيح عنه» ولفظه نحو الذي قبله» وذكر تسمية الملكين عن عبيد بن عمير. فلا شك أن مجموع هذه الطرق يعطي قوة لتسمية الملكين, واللّه أعلم. .- أقوال العلماء. وقد ذكر جملة من أئمة السلف عبارة (منكر ونكير) ومن ذكره هذه العبارة: ما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من ذلك: ما أخرحه ابن أبي شيبة والبيهقي من طريق غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن تميم بن غيلان بن سلمة قال: (جاء رجل إلى أ الدرداء وهو مريض)... إلى أن قال أبو الدرداء: ((ثم جاءك ملكان أسودان أزرقان جعدان أسماؤهما منكر ونكير. .. ))''”

وثما ورد عن علماء السلف

5 المصنف (07/9) »)١١4/7(‏ والبيهقي في إثبات عذاب القبر »)١77/١(‏ وهذا اسناد رحاله ثقات» وتميم بن غيلان بن سلمة ترجمه البخاري في التاريخ الكبير »)١5172/7(‏ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (51/7 5)؛ وابن حبان في الثقات (87/5)» وهو ثقفي وروى عنه غير يعلى بن عطاء: ابن حريج وعبد العزيز بن أبي رواد» وما أحسبه سمع أبا الدرداء» واللّه أعلم.

ما ورد أن أبا عبيد القاسم بن سلام سأل الإمام أحمد عنهما فقال: 0

اللفظة (منكر ونكير) تقول هذا أو تقول ملكين؟» قال: نقول منكر ونكير وهما

ملكان "737 الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلو"*' ".

وقال أبي بكر بن أبي عاصم: "وف المساءلة أخبار ثابتة والأحبار التي في البلولة 1 لقو سكن وك عار ارط بودي 11

وقال شيخ الاسلام: "إذا ثبتت الرسالة ثبت ما أخبر به الرسول ما ينكره بعض أهل البدع كعذاب القبر وسؤال منكر ونكير وكالصراط والشفاعة" ."٠١‏

5١15 51١

في قبره عن ربه ودينه ونبيه ..) وأما ما ورد في تفصيل صفة لملكين» وأن أعينهما مثل قدور النحاس»

وأنياهمما مثل صياصي البقر» وأصواتهما مثل الرعد» ونحو ذلك أحاديث لا

51 5

لصباع*

7 طبقات ابي يعلى ١لمه.‏

اعتقاد أئمة الحديث .)7١(‏

8 كتاب السنة (ص9١0-54١55).‏

.)١5١5/؟( الأصفهانية‎ ٠

.)50( العقيدة الطحاوية‎ ١

5 وانظر في ذلك كلام البركاري في السنة (71)» وصديق حسن خان في قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر »)١7(‏ وابن قدامة في لمعة الاعتقاد (١)؛‏ ومرعي الكرمي في أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات امحكمات .)75١7(‏ والكلاباذي في التعرف لمذهب أهل التصوف (517)» وابن عساكر في تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري (505).

انظر السلسلة الضعيفة (5/2؟).

المتن قال المصنف-رحمه الله تعالى-: ٠‏ 'وَالْإِيمَان بشفاعة التي صلى الله عَلَيْهِ وسلم وبقوم يخرجُون من الثّار بَعْدَمَا احترقوا وصاروا فحما فَيُؤْمَر بهم إِلَى نهر على بَاب الْجنّة كُمَا جَاءَ الأثر كيف شَاءَ وكما شَاءَ إِنّمَا هُوَ الإيمَان به والتصديق به". الخرج جاء في إثبات الشفاعة أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلغت حد التواتر»ه وصرحت هذه الأحاديث بأنه يدحل النار جملة من أهل الكبائر» من أهل التوحيد» مؤمنون موحدون, لكن دحلوا النار بذنوب ومعاص ارتكبوها ولم يتوبوا منهاء أنواع شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. لقد اختلف أهل العلم في عدد شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة'"» فبعضهم أوصلها إلى عشر شفاعات وهو الراجح إن شاء الله لما تدل عليه الأحاديث الصحيحة وتقوم عليه الأدلة وهي كما يلي:

5‏ وقال الرملي: "فهو صلى الله عليه وسلم الشفيع يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا أول شافع وأول مشفع))» وله شفاعات:

أعظمها: في تعجيل الحساب والإراحة من هول الموقف حين يفزعون إليه بعد الأنبياء» وهي مختصة به بالإجماع» وهي المراد بالمقام المحمود في قوله تعالى: (عَسَىئ أن يَبْعَنَكَ رَبك مَقَامًا تَحْمُودًا1 [الإسرء الآية: 9]» وهو المقام الذي يحمده فيه الأولون والآخرون.

الثانية: في إدحال قوم الحنة بغير حساب ولا عقاب.

قال القاضي عياض والنووي وغيرهما: وهي مختصة به؛ قال بعضهم والعجب ممن توقف في هذه الخصوصية وقال: لا دليل عليهاء إذ الدليل عليها الإجماع على أن هذه الأمور لا تدرك بالعقل ول يرد النقل إلا في حقه. والأصل العدم والبقاء على ما كان.

الثالثة: في أناس استحقوا دحول النار فلا يدخلوتا.

الأولى: الشفاعة العظمى: وهي في فصل الموقف بعد دلالة الرسل عليه واعتذارهم عنها. " فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نمسة فقال: ((أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون ومالا يحتملون. فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى 000007 فيقول آدم: إن ري غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن ل ا ل ا ل ل اك

اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح.

قال القاضي عياض وغيره ويشركه فيها من يشاء الله وتردد النووي في ذلك؛ قال السبكي: لأنه لم يرد تصريح بذلك ولا بنفيه. قال: وهي في إجازة الصراط بعد وضعه؛ ويلزم منها النجاة من النار.

الرابعة: في إخراج من أدخل النار من الموحدين وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان وهي مختصة به.

الخامسة: ف إخراج من أدخل النار من الموحدين غير هؤلاء» ويشاركه فيها الأنبياء والملائكة والمؤمنون.

السادسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلهاء وحوز النووي اختصاصها به.

السابعة: في تخفيف العذاب عن بعض الكفار كأبي طالب.

ومن شفاعاته أنه يشفع لمن مات بالمدينة» رواه الترمذي وصححه. وأن يشفع في التخفيف من عذاب القبر)). غاية

البيان شرح زبد ابن رسلان محمد الرملي الأنصاري ص١١‏ .

فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى الأرض وسماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بما على قومي نفسي» نفسي اذهبوا إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم.

فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت ني الله وحليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا. فيقول هم إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعلده مثله وذكر كذباته نفسي» نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى.

فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا.

فيقول لهم موسى صلى الله عليه وسلم: إن ربي قد غضب اليوم وان بدح واشظاه ران تمي ولاه اه وان فاك يي م أو مر بقتلها نفسيء نفسي اذهبوا إلى عيسى صلى الله عليه وسلم.

يأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمت الناس في المهد وكلمة منه ألقاها إلى مريم وروح منه فاش فع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا.

فيقول لهم عيسى صلى الله عليه وسلم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ول يذكر له ذنبا

نفسيء» نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم. فيأتون فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وحاتم الأنبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأحر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا. فانطلق فآ تحت العرش فأقع ساجدا لربي» ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبليء ثم يقال: يا محمد ارفع رأسسك سل تعطه اشفع تشفع, فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي» أمتي فيقال يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأمن من أبواب الحنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب» والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الحنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى))*'"

وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكء ويذكر لهم حطيئته التي أصابء ولكن ائتوا

نوحا فإنه أول رسول بعنه الله إلى أهل الأرض.

6" أخرحه البخاري رقم 215١15 /* )9١55(‏ ورقم (4178) 5/ 745١ء‏ ومسلم رقم )١95(‏ 184 - 5 و«اللفظ لهء والنسائي في السنن الكبرى رقم )١١5/5(‏ 5/ 27078 وأحمد رقم )4771١(‏ 5/ 2435 والترمذي رقم (5575) 2577/54 وأخرحه البخاري أيضاً من حديث أنس بن مالك رقم )07٠١5(‏ 5/ 27708 ومن حديث

ابن عمر رقم .1١154/8 /5 )545١(‏

فيأتون نوحا فيقول: لست هناكمء ويذكر خطيئته التي أصاب» ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن.

فيأتون إبراهيم فيقول: لست هناكم, ويذكر لحم خطاياه التي أصابماء ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما. فيأتون موسى فيقول: لست هناكمء ويذكر لهم خطيئته التي فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم, ولكن ائتوا محمدا صلى الله فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه» فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما قاع الله أن يدعني ثم يقال: لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع, فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدحلهم الجنة» ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ا ا لان يدعني ثم يقال: ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع, فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي» شم أشفع فيحد لي حدا فاأدحلهم الجنة 9 أرحع فإذا رامشدحرة وقمكه ينا جد الوذفع :ها قتصاء الله أن يدعني ثم يقال: ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع» فأحمد ربي بمحامد علمنيهاء ثم أشفع فيحد لي حدا فأدحلهم الجنة» ثم أرجحع فأقول: يا رب ما بعى 2 النار إلا من حبيسه القرآن ووجب عليه الخلود؛ قال النئ ضلكئ' اللعلية وسلم:يخرج من النار من قال لا إله إلا الله

وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة» ثم يخرج من النار من قال لا

إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة» ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة))7١"‏

"" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لكل ني دعوة فأريد إن شاء الله أن أختبئ دعوت شفاعة لأمتي يوم القيامة))' ' '.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل نبي سأل سؤلاء أو قال لكل نبي دعوة قد دعا كما فاستجيب» فجعلت دعوقٍ شفاعة لأمتي يوم القيامة))* '.

5175 أخرحه البخاري رقم (54) /١‏ 254 ورقم (191/5) 5/ 5598 23555 ومسلم رقم (197) /١‏ 2187 والنسائي في السنن الكبرى رقم )١١575*(‏ 5/ 2555 وابن ماحه رقم (47315) 75/ 2١51417‏ وأحمد رقم )١71175(‏ 9 3215 وابن حبان رقم (01/585) /١5‏ 578.

7 أخرحه البخاري من حديث أي هريرة رقم )1١55(‏ 5/ 25714 ورقم (09145) 5/ 37378., ومسلم رقم 88/١ )١193-194(‏ اوزاد فهي: نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا".

8“ أخرحه البخاري رقم (5945) ه/ 57878, ومسلم رقم )50١(‏ 190.

وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه

القبر» وأول شافع وأول مشفع''))'''

''” وقال النووي: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة» وأول من ينشق عنه القبر» وأول شافع» وأول مشفع)).

قال المهروي: ((السيد)): هو الذي يفوق قومه في الخير.

وقال غيره: هو الذي يفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل عنهم مكارههم ويدفعها عنهم.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة-مع أنه سيدهم في الدنيا والآخرة-فسبب التقييد أن في يوم القيامة يظهر سؤدده لكل أحد ولا يبقى ممانع ولا معاند ونحوه» بخلاف الدنيا فقد نازعه ذلك فيها ملوك الكفار وزعماء المشركين وهذا التقييد قريب من معنى قوله تعالى: [!لَّمَنٍ الْمُلَكُ الْيوْمَ 5 لِلَّه الْوَاجِدٍ الْمَّارِ[) غافر الآية: 15]» مع أن الملك له سبحانه قبل ذلك لكن كان في الدنيا من يدعى الملك أو من يضاف إليه محازا فانقطع كل ذلك في الآخرة.

قال العلماء وقوله: صلى الله عليه وسلم ((أنا سيد ولد آدم)) لم يقله فخراً بل صرح بنفي الفخر في غير مسلم في الحديث المشهور: ((أنا سيد ولد أدم ولا فخر))» وإِنما قاله لوحهين:

أحدهما: امتثال قوله تعالى: [ وَأَمّا بِِعْمَةِ رَبَّكَ فَحَدّتْ) [الضحى الآية: .]١١‏

والثاني: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه صلى الله عليه وسلم بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله تعالى. وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة» وهو أفضل الآدميين وغيرهم.

وأما الحديث الآخر ((لا تفضلوا بين الأنبياء)) فجوابه من خمسة أوجه:

أحدهما: أنه صلى الله عليه وسلم قاله قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم فلما علم أخبر به.

والثاني: قاله أدبا وتواضعا.

والغالث: أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول.

والرابع: إنما نمي عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة والفتنة كما هو المشهور في سبب الحديث.

والخامس: أن النهي مختص بالتفضيل في نفس النبوة فلا تفاضل فيهاء وإنما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى.

ولا بد من اعتقاد التفضيل فقد قال الله تعالي: [ تِلّكَ الرُسُْلٌ فَضَلنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) [البقرة الآية: 07 ؟]". (شرح النووي على صحيح مسلم /١‏ 8-51 8).

'"" قوله صلى الله عليه وسلم: ((وأول شافع وأول مشفع))» إنما ذكر الثاني لأنه قد يشفع اثنان فيشفع الثاني منهما قبل الأول» والله أعلم". شرح النووي على صحيح مسلم /١١‏ /11-/8.

١‏ أتخرحه مسلم رقم (10/8؟؟) 54/ 210785 وأبو داود رقم (*545077) 318/54, وأحمد رقم )١١9485(‏ 5/

وابن أبي شيبة رقم (/9117) 5/ 2911 ورقم (049") 7/ /51”ء ومن حديث أبي سعيد عند ابن ماحه رقم

قال ابن عبد البر: "في قوله صلى الله عليه وسلم ((فاختبأت دعوق شفاعة لأمتي يوم القيامة)). وفي هذا الحديث إثبات الشفاعة وهو ركن من أركان اعتقاد أهل السنة» وهم مجمعون أن تأويل قول الله عز وحل: (عَسَئ أن يَبْعَنَكَ رَبْكَ مَقَامَا تحمُودًا1 [الإسراء الآية: 179]» المقام المحمود هو شفاعته صلى الله عليه وسلم في